أسعار الذهب تتراجع بعد تقليص المركزي الأمريكي السياسة النقدية    خالد عبدالغفار: الصحة الإنجابية تؤثر على المستويين الاجتماعي والاقتصادي    وسائل إعلام إسرائيلية: انفجار سيارة جنوب شرق تل أبيب وإصابة شخصين    حدث ليلا.. أزمة غير مسبوقة تضرب إسرائيل وفيديو مخيف ل«السنوار»    البيت الأبيض: بايدن يوقع مع زيلينسكى اتفاقا أمنيا خلال قمة مجموعة الدول السبع    بعد قليل، محاكمة مرتضى منصور بتهمة سب وقذف محمود الخطيب    بيراميدز يتخذ قرارًا مفاجئًا تجاه رمضان صبحي بعد أزمة المنشطات    تحذيرات من موجة حارة شديدة: إرشادات ونصائح لمواجهة الطقس    بدء تشغيل قطار رقم 1946 «القاهرة – أسوان» الإضافي.. اعرف جدول المواعيد    جنايات المنصورة تستأنف محاكمة تاحر سيارات قتل شابا للنطق بالحكم    محمد إمام يحقق 572 ألف جنيه إيرادات في أول أيام عرض «اللعب مع العيال»    "الله أكبر كبيرا.. صدق وعده ونصر عبده".. أشهر صيغ تكبيرات عيد الأضحى    فطيرة اللحمة الاقتصادية اللذيذة بخطوات سهلة وسريعة    30 دقيقة تأخر في حركة القطارات على خط «القاهرة - الإسكندرية».. الخميس 13 يونيو 2024    قائمة مصاريف المدارس الحكومية 2024 - 2025 لجميع مراحل التعليم الأساسي    حريق هائل يلتهم مصفاة نفط على طريق أربيل بالعراق    موعد مباراة الأهلي المقبلة أمام فاركو في الدوري المصري والقناة الناقلة    انتعاش تجارة الأضاحي في مصر ينعش ركود الأسوق    القيادة المركزية الأمريكية تعلن عن تدمير ثلاث منصات لإطلاق صواريخ كروز للحوثيين في اليمن    حجاج القرعة: الخدمات المتميزة المقدمة لنا.. تؤكد انحياز الرئيس السيسي للمواطن البسيط    البرازيل تنهي استعداداتها لكوبا 2024 بالتعادل مع أمريكا    حظك اليوم برج الأسد الخميس 13-6-2024 مهنيا وعاطفيا    لأول مرة.. هشام عاشور يكشف سبب انفصاله عن نيللي كريم: «هتفضل حبيبتي»    محمد ياسين يكتب: شرخ الهضبة    يورو 2024| أغلى لاعب في كل منتخب ببطولة الأمم الأوروبية    حامد عز الدين يكتب: لا عذاب ولا ثواب بلا حساب!    تراجع جديد.. أسعار الفراخ والبيض في الشرقية اليوم الخميس 13 يونيو 2024    أول تعليق من مغني الراب.. «باتيستويا » يرد على اتهامات «سفاح التجمع» (فيديو)    «اللعيبة مش مرتاحة وصلاح أقوى من حسام حسن».. نجم الزمالك السابق يكشف مفاجأة داخل المنتخب    «طفشته عشان بيعكنن على الأهلاوية».. محمد عبد الوهاب يكشف سرا خطيرا بشأن نجم الزمالك    عقوبات صارمة.. ما مصير أصحاب تأشيرات الحج غير النظامية؟    عيد الأضحى 2024.. هل يجوز التوكيل في ذبح الأضحية؟    في موسم الامتحانات| 7 وصايا لتغذية طلاب الثانوية العامة    طبق الأسبوع| من مطبخ الشيف أحمد الشناوي.. طريقة عمل اللحم المُبهر بالأرز    التليفزيون هذا المساء.. الأرصاد تحذر: الخميس والجمعة والسبت ذروة الموجة الحارة    محمد عبد الجليل: أتمنى أن يتعاقد الأهلي مع هذا اللاعب    هل يقبل حج محتكرى السلع؟ عالمة أزهرية تفجر مفاجأة    أبرزها المكملات.. 4 أشياء تزيد من احتمالية الإصابة بالسرطان    بنك "بريكس" فى مصر    24 صورة من عقد قران الفنانة سلمى أبو ضيف وعريسها    التعليم العالى المصرى.. بين الإتاحة والازدواجية (2)    لماذا امتنعت مصر عن شراء القمح الروسي في مناقصتين متتاليتين؟    حازم عمر ل«الشاهد»: 25 يناير كانت متوقعة وكنت أميل إلى التسليم الهادئ للسلطة    محمد الباز ل«كل الزوايا»: هناك خلل في متابعة بالتغيير الحكومي بالذهنية العامة وليس الإعلام فقط    .. وشهد شاهد من أهلها «الشيخ الغزالي»    هاني سري الدين: تنسيقية شباب الأحزاب عمل مؤسسي جامع وتتميز بالتنوع    مؤتمر نصف الكرة الجنوبي يواصل اجتماعته لليوم الثاني    الأعلى للإعلام: تقنين أوضاع المنصات الرقمية والفضائية المشفرة وفقاً للمعايير الدولية    ما بين هدنة دائمة ورفع حصار.. ما هي تعديلات حماس على مقترح صفقة الأسرى؟    فلسطين تعرب عن تعازيها ومواساتها لدولة الكويت الشقيقة في ضحايا حريق المنقف    بعد ارتفاعه في 9 بنوك.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الخميس 13 يونيو 2024    الداخلية تكشف حقيقة تعدي جزار على شخص في الهرم وإصابته    اليوم.. النطق بالحكم على 16 متهمًا لاتهامهم بتهريب المهاجرين إلى أمريكا    انتشال جثمان طفل غرق في ترعة بالمنيا    مدحت صالح يمتع حضور حفل صوت السينما بمجموعة من أغانى الأفلام الكلاسيكية    أستاذ تراث: "العيد فى مصر حاجة تانية وتراثنا ظاهر فى عاداتنا وتقاليدنا"    «رئيس الأركان» يشهد المرحلة الرئيسية ل«مشروع مراكز القيادة»    قبل عيد الأضحى.. طريقة تحضير وجبة اقتصادية ولذيذة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الدكتور إسماعيل سراج الدين ل"الأهرام": السيسى يرأس «اجتماع أمناء» مكتبة الإسكندرية فى إبريل القادم

توقعنا النوات من البحر فجاءتنا من شلال ثقافى جارف وإبداعات المفكرين هدفه غسل العقول والأفكار قبل البشر والشجر والحجر ففى داخل قاعات مؤتمر «نحو رؤية عالمية لمواجهة التطرف» الذى نظمته مكتبة الإسكندرية لم نشهد حدثا عارضا كنوات الشتاء أ بل شهدنا تجسيدا حيا للدور المنوطة بالمكتبة عبر التاريخ،
منذ كانت جزءا من مدينة كونية للعلوم وبنكا لتلاقح وتبادل الأفكار والمعرفة وملتقى والتعارف كما قال شيخ الأزهر بين الحضارات والمخترعات الكونية حتى طغى اسم المكتبة ليطلق على كل منتج فكرى أو بحثى وعلمى .
بهذ المفهوم واجهنا الدكتور اسماعيل سراج الدين مدير مكتبة الاسكندرية عندما التقيناه فى نهاية المؤتمر الذى احتفى فيه بمحررى الأهرام الذى قال أنه ينسجم مع دورها التاريخى فى نهضة الفكر الإنسانى ومن ضمنها هذا المؤتمر الذى شارك فيه نخبة من المفكرين والمثقفين ورجال الدين الاسلامى والمسيحى من 21 دولة من الدول العربية . وأجاب فيه عن تساؤلات «الاهرام» وأهمية المؤتمر وقيمة التوصيات ودورالمكتبة فى نشر الوعى بين جنبات عالم عربى مهلهل ، وهل يقتصر دورها فى ايواء أكثر من 4 ملايين عنوان وماذا يخطط للعام الجديد, والى تفاصيل الحوار..
كيف تجاوزت مكتبة الإسكندرية الأحداث العاصفة النى واجهتها خلال الفترة الماضية؟
واجهت المكتبة تحديات صعبة لكنها تجاوزتها بوعى الشباب وهومما ساعدها على أداء دورها بغد ثورة 25 يناير 2011، و كانت من المؤساسات القليلة فى مصر التى هرع اليها الشباب لحمايتها خلال أحداث ثورتى يناير ويونيو ولم ننعزل ونجلس ونكتف بأن يأتونا بل دعوناهم عقب الثورة لحضور مؤتمر جمع عددا كبيرا من الثوار، وكانت الدعوة شاملة لكل التيارات الفكرية لأن هذه هى اللحظات التى ينتعش فيها دورنا الفكرى والتنويرى, وقد اظهرت الصور والصحف ووسائل الاعلام العالمية كيف أن الشباب حمى المكتبة وهيأ لها الجو المناسب لأداء دورها فى الوقت الذى أحرقت فيه قوى سياسية بعينها مبنى المحافظة وبعض اقسام الشرطة ومقرات الحزب الوطنى رغم أن الجميع كان يعرف أن المكتبة تابعة لرئيس الجمهورية ،وكان بها جداريات وتحف تغرى أصحاب النفوس الضعيفة لسرقتها، وما زالت صور الفعاليات الشبابية التى انطلقت من المكتبة مثل علم مصر الذى احاطا بالمكتبة ولوحة عناق الهلال مع الصليب التى أعادت للأذهان وحدة مصر الوطنية عقب ثورة 1919 وسام شرف فى تاريخ المكتبة خلالحقب التحولات التاريخية فى مصر المحروسة.
وماذا عن الأزمة مع الدكتور يوسف زيدان ؟
ليس هناك أزمة فالرجل عبر عن رأيه ومن حق اى شخص فى الدنيا ان يعبر عن رأيه خاصة لو تعلق الرأى بصرح ثقافى معنى بالحرية الفكرية.
كيف عبرت مرحلة صراع الحضارات ، وهل هناك خطر من تداخل السياسة بالثقافة؟
المكتبة القديمة لا يمكن تسميتها مكتبة ولكنها كانت بنكا للافكار والمعرفة فى اطار مشروع اوسع وكونى .. فقد انشئت بناء على نصيحة من الفلاسفة الى الامبراطور الرومانى بطليموس الأول و قال له إذا كنت تريد الاسكندرية ان تكون اعظم مدينة فى العالم فلا بد ان تستقدم اليها اعظم العقول فى مختلف المجالات، فنقل اليها 100 عالم من شعراء وفلاسفة ومفكرين وعلماء فى الرياضيات والفلك والطب والتاريخ وجمعهم فى مكان اسموه معبد ربات الفنون، واصبح اسمه «موزيم» باالغة الاتينية واضيفت اليه حديقة نباتات وحديقة حيوانات ومشرحة لكشف اسرار الموتى ومسكن وكبرت المكتبة حتى طغى اسمها على المجمع العلمى كله لذلك
كيف تعيد هذة المكانة للمكتبة؟
عندما كتبنا قانون المكتبة طرح تسميتها باسم «مجمع الاسكندرية الثقافي» لكننا حرصنا على ان نسميها مكتبة الاسكندرية، حفاظا على الاسم التاريخى والدور الذى كانت تقوم به فى المجتمع، حيث كانت جامعة و بها مركزا لتعليم البنات فقد كان الاهتمام بالمرأة قديما محوريا اهتمت بها مصر فى القرن الثالث قبل الميلاد، لذلك يوجد الآن فى المكتبة 15 مركزا بحثيا فى مختلف الفروع العلمي، ومتحف وقبة سماوية وسوبر كمبيوتر، وكل هذه الاشياء تأسيا بدورها التاريخى العظيم وتمشيا مع روح المكتبة القديمة
ماهى أكبر التبرعات الثقافية بها؟
تمكنت المكتبة من اضافة هديتين مؤخرا من فرنسا وهولندا يصل حجم كل منهما 500 الف كتاب أضيفت للمكتبة، ويوجد الآن مايقرب من 4 ملايين كتاب ومخطوط نادر ،فالمكتبة القديمة التى انشأها الاسكندر الأكبر كانت بناء على تصورعنده ان يحقق حضارة معرفية عالمية ولذلك كان مشروع المكتبة القديمة اول مشروع يتجه الى فكرة العولمة المعرفية ، وتضم المعارف الموجودة فى العهد القديم ، فالانفتاح الفكرى كان موجودا فى مصر وفيها وضع اقليدس أسس علم الهندسة كما ادخل ارشيميدس عندما وصل الى مصر «الطنبور» الذى يرفع المياه من نهر النيل وظل الفلاح المصرى ويستخدمه منذ اقدم العصور حتى أيامنا هذه .
نعود إلى دورها فى المشى على الأشواك بين حقول ألغام السياسة ،وتفاعلت المكتبة الحديثة مع حركة التغيير والتحديث فى العالم العربى؟
علاقتنا بالسياسة بدأت بعد شهور من انشائها فى 2001 بعندما أصدرنا أول مشروع من نوعه يحمل عنوان وثيقة الاسكندرية وقعها ممثيلين من 18 دولة عربيه لتحقيق التنمية والاستقرار والاصلاح وتضمنت على محاور اربع هى اصلاح سياسى وإصلاح اقتصادى وإصلاح اجتماعى فى مجال المرأة المرأة والطفل والتعليم، ثم اصلاح ثقافى كان من اهم بنوده المطالبة بتنقية الخطاب الدينى والإعلامي،
اتهمكم البعض بأنكم تتكلمون عن أحلام فى الخيال.. كيف ترد؟
ردى ببساطة .. ان الفيلسوف فيكتور هوجو قال « لا يوجد جيش فى العالم يستطيع وقف فكرة حان وقتها» ومعظم الانجازات الكبيرة بدات بافكار تتطورعبر الزمن ففى عام 48 بدا الكلام بغزارة عن حقوق الانسان وبعد 27 عاما خرجت المواثيق الدولية له حتى وصلنا فى آخر القرن الى منع التميز ضد المرأة وحقوق الطفل وكلها كانت افكار خيالية، واليوم فى اى مكان فى العالم أصبحت حقوق الانسان «فكرة حان وقتها» مثل فكرة الديموقراطية وصارت شرعية الحاكم تاتى برضا المحكومين فى انحاء شتى من العالم عكس الملوك الذين يكون ملكهم عضودا .
وكيف حققت معادلة الفصل بين الجانب الحكومى والثقافى فى عمل المكتبة ؟
اتفقت مع الرئيس الاسبق مبارك على استقلال المكتبة حتى نضمن لها الموضوعية فاحترم اتفاقى معه ، ولم يتدخل اى مسئول حكومى فى اعمالنا، وتعرضنا فى ذات الوقت لهجوم شديد من الوزارات بحجة اننى افتح المكتبة للمعارضين، وفى أول مؤتمر حضر الرئيس الأسبق وحضر معه الوزراء وبعد الافتتاح انصرف ثم همس لى وقال «انا ماشى وهاخدهم معايا عيش حياتك»
ألم يتعارض هذا مع تولى رئيس الجمهورية رئاسة مجلس الأمناء؟
رئيس الجمهورية هو رمز الدولة ، وهناك فرق بين الرئيس والرئاسة فتبعيتى لرمز الدولة أما الرئاسة فمعناها أن يكون رئيسى هو رئيس ديوان رئيس الجمهورية ،لكن الرئيس رشح سوزان مبارك نيابة عنه فى رئاسة مجلس امناء المكتبة وبعد ثورة 25 يناير عين المجلس الأعلى للقوات المسلحة الدكتورعبد العزيز حجازى رحمه الله لرئاسة مجلس الامناء ثم حضر الرئيس السابق محمد مرسى ورأس اجتماعها خلال زمن الإخوان ،وبعده قام المستشار عدلى منصور بتولى رئاسة اجتمعاتها ،وبإذن الله سيرأس الرئيس عبد الفتاح السيسى مجلس أمناء المكتبة فى اجتماعه خلال إبريل القادم.
فمكتبة الإسكندرية مؤسسة قومية مصرية ذات بعد دولى ورسالة إنسانية سامية»
ماهو تكوين وتشكيل مجلس الأمناء ؟
يتكون المجلس من 24 عضوا ، عندنا خمسة أعضاء محليين بحكم وظائفهم هم وزير الخارجية ووزير الثقافة ووزير التعليم العالى والبحث العلمى والمحافظ ورئيس جامعة الإسكندرية، وهذه العضوية مرتبطة بوجود الشخص فى الوظيفة، ويضم مجلس الأمناء 5 رؤساء جمهوريات الآن فى هذه الدورة هم رؤساء جمهوريات هولندا ولاتفيا وبوليفيا وفنلندا الحاصل على جائزة نوبل للسلام ورئيس رومانيا الذى تصادف أنه كان رئيس الجامعة التى منحتنى إحدى شهادات الدكتوراه الفخرية، كما أن بين مجلس الأمناء رئيس أكاديمية العلوم الأمريكية، واللجنة تختار العضو الدولى لشخصه لمدة 3 سنوات، وحاليا يجرى تجديد خمسة أعضاء جدد.
نعود إلى المؤتمر إلى أى مدى وفر الرئيس السيسى الحماية للمناقشات الجارية الآن ؟
عندما اقترح الرئيس عدلى منصور أن تنظم مكتبة الإسكندرية مؤتمرا عن الإرهاب خلال قمة الكويت السابقة 2013وجاء الرئيس عبد الفتاح السيسى ووافق على وضع المؤتمر تحت رعايته وكانت هناك مقدمات للمشاركة بنفسه فى افتتاح المؤتمر لولا التزامات الملحة .
ودارت جلسات المؤتمر فى جو توقعنا فى هبوب النوات من البحر فجاءت من داخل الجلسات محاولات جادة لغسل الأفكار وتنقية السياسات من الخرافة والتطرف.
هل هناك ألية لوضع الاقتراحات والتوصيات على مائدة قمة القاهرة القادمة؟
هناك صعوبات عربية لوضعها على مائدة القمة لكننا سنرفعها لرئيس مجلس الأمناء وهو الرئيس السيسى،لأن الدول العربية متباينة مما يجعلنا كمن يمشى على الأشواك فهناك دول فى حالة حرب مثل سوريا والعراق واليمن والصومال، ودول استقرت بعض الشئ مثل تونس، وهناك خصوصية لدول الخليج ودول عندها قدر من المحاذير، كما أن هناك تفاوتا فى حدود سيطرة الدولة على أدوات الإنتاج
وماذا عن خصوصية الوضع المصرى بصفتك مستشارا لرئيس الوزراء؟
بخصوص مصر التى هى محور اهتمامنا فقد أعددت برامج معينة تهدف إلى الانفتاح على الجديد فى العصر واستوعب ما يناسبنى مثل المطالبة بإحياء السينما المصرية وإعادتها إلى عصرها الذهبى فطوال عمر السينما المصرية من أكبر الصناعات فى العالم، كنا رقم 11 ، ولابد من مساندتها بالتمويل وكذلك المسلسلات التاريخية فمسلسل أم كلثوم قدمته انعام محمد على بشكل جيد ولا مانع أن ننفتح على المسلسلات التركية لكنى أريد أن أقوى مسلسلاتنا حتى تكون حركة التبادل الدرامى فى اتجاهين، فخطتى أن أقوى قوة مصر الناعمة لتفرض كلمتها على العالم ففرنسا وألمانيا تعمل ذلك فى مسلسلاتها التاريخية
وكيف تدخل الثقافة لتنقية السياسة ؟
لدينا رؤية للإصلاح السياسى فى العالم العربى بعيدا عن الوضع الحالى المفتت والذى يتعرض الآن لهجمة ضارية على مشروعه الحضارى النهضوى ، فنحن فى حاجة ماسة الى وقف نزيف البلقنة التى تجتاحه وهناك خطر التفتيت الذى يرتبط باستمرار الصراعات الفئوية فى السودان ولبنان اضافة الى الدسائس التى تمارس ضد مصر فى سيناء والنوبة وجميع تلك القضايا فى حاجة الى برامج ورؤى لتناسب طبيعة البلدان العربية . فأنا مع ترويض الثقافة للسياسة ولكن أرفض التدخل الحكومى تحت أى سبب!
ماهى رؤيتكم للاصلاح العربى فى ظل تحديات التطرف والارهاب؟
لدينا بالمكتبة رؤية محددة تأكدت بعد المؤتمر الأخير تعتمد على الاصلاح الدستورى والتشريعى والسياسى واصلاح المؤسسات والهياكل السياسية وإطلاق الحريات وترسيخ قيم الدولة المدنية، والتأكيد على مفهوم المواطنة حيث إن كل المواطنين سواسية أمام القانون نساء ورجالا مسلمين وغير مسلمين، فضلا عن الأصلاح الاقتصادى الذى يقود إلى حل قضايا البطالة وتوفير الخدمات الاجتماعية الأساسية وفتح المجال أمام الشباب، لانه فى عالم عربى شاب وناهض لابد أن تكون عمالة الشباب وجودة التعليم والبرامج المساندة للمشروعات الصغيرة عناصر أساسية لمواجهة الفقر والتهميش الاجتماعىى ، ونصر اليوم على وضعه على خريطة أولويات 2015
هل ترى أن تطوير الخطاب الدينى هو القضية الأولى بالرعاية لوقف نزيف التطرف؟
المكتبة متفقة مع الأزهر فى أشياء عديدة وقد حرصت على وضع خطاب شيخ الأزهر على الموسوعات العلمية والكتب التراثية، التى نعيد إحيائها منذ رفاعة الطهطاوى ومحمد عبده ورشيد رضا وطه حسين وقاسم أمين وغيرهم، وقد بدأنا بخمسين مجلدا وهى موجودة على موقع المكتبة وفى دار الكتاب العربى اللبنانى ، وستصل بين 100 الى 150 مجلدا فى المستقبل
كما ان اللجنة تسند بعض المهام الى باحثين شباب متخصصين لوضع سيرة المؤلف وملخص الكتاب والأسئلة التى يفجرها ، ثم يعرض النص الأصلى من الكتاب على مجموعة من الشباب ونطلب منهم وضع خط تحت الكلمات الغامضة والغير واضحة للفهم فيه حتى أشرحها فى الهوامش
ماهى مسئولية المكتبة تجاه الأجيال القادمة؟
أنا فخور جدا بالجيل الجديد من الشباب المصرى لثلاثة أسباب هى أن مكتبة الإسكندرية من المؤسسات القليلة جدا حول العالم التى يعترف أقرانها بريادتها بينهم مثل مكتبة الكونجرسروالمكتبة الفرنسية والبريطانية والألمانية فهم يعرفون ويحفظون لها قدرها وكل أقراننا منبهرين ويستغربون كيف وصلنا إلى هذه المكانة فى 8 سنوات فقط, كما أن مائة بالمائة من نشاط المكتبة من إنتاج العاملين والخبراء والموظفين والشباب المصريين ، وبمرتبات متواضعة أقل من القطاع الخاص وأعلى من القطاع الحكومى، هذا الإنجاز صنعة 2300 موظف يتقدمهم الكتور خالد عزب وهو شاب فى الأربعينات بينما متوسط أعمارهم 33 سنة.
ماهى حكاية لقب مستشار التى جلبت عليك وجع الدماغ ؟
ضاحكا.. كنت اتحدث مع المهندس إبراهيم محلب وتحدثت عن ضرورة الربط بين الثقافة والعلوم والمتاحف فقال تعال مد إيدك واشتغل معنا فقلت بأى صفة يا معالى رئيس الوزراء فقال بصفتك مستشار لى عنها ثم أصدر قرار بهذه الصفة فى الحال ،والطريف أنه جمعنى حوار مع الدكتور جابر عصفور وزير الثقافة وتحدثنا طويلا فى العمق عن الثقافة والمتاحف العلمية وكيفية الاستفادة منها لاننا نحن نملك كنزا هائلا منها سواء المتحف الزراعى أو المتحف الجغرافى والمتحف العلمى فقال فكرة هائلة وأصدر قرارا على الفور بتعيينى مستشارا له «فضحكنا جميعا لطريقة تعبيره عن القرارين».
وماذا عن البلاغات والشكاوى التى قدمت ضد إدارة المكتبة؟
البلاغات التى قدمت ضدى وصل عددها إلى 118 بلاغا، وكان الرد من المحكمة فى اول جملة كتبها القاضى حين قام باستبعاد أى شبهة فيها التعدى على أو اهدار المال العام وهذة البلاغات اضحوكات منها واحدة عن أن هناك 47 موظفا لم اصرف لهم مرتبات وتساءل هل يدل ذلك عن اهدار للمال العام.. فهل يحق لاحد ان يمنع مرتب اى موظف فى الدولة. وشكوى أخرى عن أننى عرضت على مجلس الامناء ان يعيدوا لفريق العمل كل ما اخذ فى بوليصة التأمين على حياتهم ، اما الثالثة فكانت أننى عرضت على مجلس الامناء تاجير الكفتريات بثمن أقل من تاجيرها السابق وهذا مردود عليه باننا فى مؤسسة لا تهدف الى تحقيق الربح والدور الحقيقى للمكتبة هو خدمة الزوار، والنيابة هى التى استبعدت كل ما يتعلق باى تربح او تربيح حتى الخبراء المكلفين من النيابة والمحكمة قارنوا بين ما يدفعوه لنا وما يدفع فى «الفور سيزون» وهى مقارنة ظالمة لمؤسسة ثقافيا والنتيجة انه مضى علينا سنتين حتى الان والكفتريتان ما بين معطل او متعثر
بماذا خرجت من كل هذة البلاغات ؟
بعد كل هذه البلاغات الكيدية خرجت منها بوسام شرف انه لم يثبت شىء ضد ى عن قيامى بالتعدى على المال العام ،وان مؤسسة بهذا الحجم توضع تحت مجهر العدالة ثم تخرج بريئة، فضلا عن أن القاضى رفع اسمى من قائمة المنوعين من السفر


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.