تواجه منطقة اليورو الأوروبية شبح الأزمة الاقتصادية العالمية الذى اجتاح العالم عام 2009 ، مع ما كشفه تقرير لجريدة»بيلد تسايتونج« نشر أمس من سيناريوهات وضعتها الحكومة الألمانية لخروج محتمل لليونان من منطقة اليورو ، وانعكاس الموقف على الوضع المالى للقارة البيضاء، وقالت الصحيفة استنادا إلى دوائر حكومية إن ديوان المستشارة ميركل يعد حاليا سيناريوهات لفوز محتمل لتحالف «سيريزا» اليسارى فى الانتخابات التشريعية اليونانية المقرر إجراؤها فى 25 يناير الحالى ، أبرزها أنه فى حالة فوز التحالف بزعامة أليكسيس تسيبارس ووقف برنامج الإصلاح الاقتصادى فى اليونان لن يتم تحويل القسط المعلق من قروض المساعدات الأوروبية الذى تبلغ قيمته 10 مليارات يورو لأثينا. وأضافت الصحيفة أنه فى حالة خروج اليونان من اليورو ، فمن المتوقع وفقا للتقديرات الحكومية الألمانية أن يكون هناك تدافع للعملاء على البنوك اليونانية لتأمين أرصدتهم من اليورو، بما قد يؤدى إلى انهيار المؤسسات المالية فى اليونان، ويستدعى فى هذه الحالة ضخ الاتحاد المصرفى الأوروبى أموالا تقدر بالمليارات فى البنوك اليونانية. ومن جانبه ، أكد رئيس البرلمان الأوروبى مارتن شولتس أن الجدل الألمانى حول خروج اليونان المحتمل يقوى شوكة حزب «سيريزا» اليسارى ، وقال إن الجدل والتكهنات غير المسئولة عن سيناريوهات خروج اليونان من اليورو لن تساعد كثيرا ، فيما حث وزير الاقتصاد الفرنسى إيمانويل ماكرون برلين على استثمار المزيد من الأموال ، مؤكدا ضرورة تكثيف العمل بين ألمانيا وفرنسا لإنعاش النمو الاقتصادى بأوروبا. وتصاعدت المخاوف من المأزق الاقتصادى المنتظر فى أوروبا على ضوء تكهنات محللين بأن تكشف بيانات التضخم لشهر ديسمبر الماضي، والتى تعلنها المفوضية الأوروبية ، عن دخول «اليورو» مرحلة الكساد بعد وصول معدل التضخم إلى أقل من صفر % على خلفية الانخفاض الحاد فى أسعار النفط وضعف الطلب. وتتوقع وكالة الإحصاء الأوروبية (يوروستات) التابعة للمفوضية ارتفاع التضخم ، تزامنا مع تسجيل اليورو أقل سعر مقابل الدولار فى 9 سنوات أمس، وترقب المستثمرين لبيانات التضخم التى من المتوقع أن تستحث البنك المركزى الأوروبى على توسيع نطاق إجراءات التحفيز ، علما بأن العملة الأوروبية تراجعت إلى 1،1842 مقابل الدولار مسجلة أدنى مستوياتها منذ مارس 2006.