منذ أيام، أصدرت سلسلة «كتاب اليوم».. الصادرة عن دار أخبار اليوم.. الطبعة الثالثة من كتاب» الأسطورة.. البابا شنودة الثالث».. للكاتب أحمد السرساوى. وكانت الطبعة الأولى للكتاب قد صدرت منذ نحو العامين. وفى تقديمه للكتاب يقول علاء عبد الوهاب رئيس تحرير كتاب اليوم إن ما دفعه لتقديم تلك الطبعة، هو أن البابا شنودة كانت وطنيته دائما هى البوصلة التى لا تغيب عن عينى البابا.. فمن ذا الذى يمكن أن ينسى مقولته الرائعة» مصر ليست وطنا نعيش فيه. بل هى وطن يعيش فينا»؟ وهكذا كان البابا رجلا استثنائيا فى تاريخ وطنه. وكان لافتا من «كتاب اليوم» أن تبدأ صفحات الكتاب- الذى بين أيدينا الآن- بصفحة احتوت على أبيات ثلاثة من شعر البابا شنودة قال فيها: جعلتك يا مصر فى مهجتى/ وأهواك يا مصر عمق الهوى.. إذا غبت عنك ولو فترة/ أذوب حنينا أقاسى النوى.. إذا عطشت إلى الحب يوما/ بحبك يا مصر قلبى ارتوى. الكتاب يتكون من تسعة أبواب.. و بالباب التاسع صفحة بها صور نادرة للبابا شنودة. وفى الفصل الأول- الذى حمل عنوان» مسيرة الدنيا والدين»- سنقرأ أن الطفل نظير جيد روفائيل، ولد فى يوم جمعة، شديد الحرارة، يوم 3 أغسطس 1923 لأسرة ثرية، بقرية سلام، التابعة لمركز منفلوط، بمحافظة أسيوط.. وكان أبوه يمتلك 150 فدانا، ووالدته لديها 30 فدانا. ويشرح الكاتب أن العام الذى ولد فيه البابا شهد ميلاد مجموعة من أهم القادة والزعماء ، الذين أثروا الحياة المصرية فى جميع المجالات. ويتناول الفصل رحلة طفولة البابا شنودة، وشبابه، وتعليمه. وفى الفصل الثانى، نقرأ عن «البابا الناسك الضاحك أحد ظرفاء عصره».. حيث اشتهر البابا شنودة بخفة الظل، والظرف، والتعليقات اللاذعة، والقفشات الحراقة، والدعابات شديدة الذكاء.. إذ كانت القفشة عنده وسيلة لحل الأزمات، والخروج من المواقف المحرجة.. لكنها كانت دعابات لم تفقده أبدا وقاره، ولا هيبة منصبه الدينى الكبير، بل زادت محبته فى القلوب، وأكدت تسامحه وتواضعه اللذين عرف بهما طوال حياته.. ومن ذلك أن إحدى تلميذاته قالت له ذات يوم: لماذا لم يصبح أبى مثلك يا سيدنا؟ فرد عليها ضاحكا: لو كان أبوك مثلى راهبا.. كنت أنت ها تيجى منين؟ وفى الفصل الثالث، يتحدث الكتاب عن أسماء البابا؛ حيث كان اسمه الذى ولد به هو نظير جيد روفائيل، والاسم الثانى هو أنطونيوس السريانى.. وقد سمى به رسميا عام 1954 وظل يحمله لثمانى سنوات.. ثم فى عام 1962 اختار لنفسه اسم شنودة الثالث تيمنا بالأب شنودة الأول، الذى كان أحد مجاهدى المسيحية ومصلحى الكنيسة فى القرن الرابع الميلادى. وفى الفصل الرابع، يأخذنا الكتاب إلى أسرار جديدة لم تعلن من قبل عن تفاصيل الحياة اليومية للبابا شنودة.. يحكيها الشاب أيمن منير كامل غبريال.. الذى كان الوحيد الذى يمكنه الدخول على البابا شنودة فى أى وقت.. ويتحدث منير فى هذا الفصل عن طعام البابا، وملابسه، وصحته، وساعات نومه.. وغير ذلك من الأسرار. وفى الفصل الخامس، نقرأ كيف كان حب البابا الراحل للأطفال عظيما.. ثم نبحر مع الكاتب عبر محطات عديدة فى حياة البابا شنودة؛ مثل النهضة التى أحدثها فى الكنيسة، التى يصفها الكاتب بأنها تصل إلى حد الثورة، ومرحلة خدمة البابا لبلاده فى الجيش، عندما كان ضابطا احتياطيا عقب تخرجه فى كلية الآداب عام 1948 .. وأخيرا يصطحبنا الكتاب فى جولة مع أيام البابا شنودة الأخيرة.. حيث فارق الحياة عصر السبت 17 مارس 2012 وكيف أن جنازته عكست مدى حب المصريين جميعا له؛ مسيحييهم ومسلميهم. ترى.. كيف صنع البابا كل هذا الحب؟ قراءة هذا الكتاب الممتع ستقدم لنا الإجابة عن السؤال.
الكتاب: الأسطورة.. البابا شنودة الثالث المؤلف: أحمد السرساوى الناشر: كتاب اليوم الصفحات: 128 2014