الرئيس السيسى يشدد على دعم استقرار الكويت ويشيد بدورها فى تعزيز التضامن العربى الشيخ صباح يؤكد ثقته باستعادة مصر دورها الريادى إقليميا ودوليا رئيس الوزراء الكويتى: التجاوب مع المقترحات المصرية لتعزيز العلاقات فى جميع المجالات رزوق الغانم: القاهرة أسهمت فى تنمية بلادنا ودماء الشعبين امتزجت فى حربى أكتوبر وتحرير الكويت عقد الرئيس عبد الفتاح السيسي، مساء أمس الأول بقصر بيان، جلسة مباحثات مع سمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت، بحضور وفدى البلدين. وفى بداية الجلسة، قلد سمو الأمير الرئيس قلادة «مبارك الكبير»، وهى أعلى وسام فى دولة الكويت، تقديراً واعتزازا بمواقف الرئيس والمكانة التى يحظى بها فى قلوب الشعب الكويتي. وصرح السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، بأن المحادثات شهدت بحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين والارتقاء بها إلى آفاق أرحب تلبى طموحات الشعبين. وأضاف المتحدث الرسمى أن الرئيس أعرب عن تقديره لحفاوة الاستقبال، مثمناً المواقف الداعمة والمساندة التى أبدتها دولة الكويت، قيادة وشعباً، إزاء مصر منذ ثورة 30 يونيو، ومشيداً بالجهود المخلصة لسمو الأمير صباح الأحمد، والتى لن تنساها مصر. وأكد الرئيس متانة العلاقات بين البلدين، وحرص مصر الدائم على أمن واستقرار الكويت، كما وجه الدعوة إلى أمير دولة الكويت لحضور المؤتمر الاقتصادى الذى تنظمه مصر فى شهر مارس القادم، مؤكداً أهمية مشاركة الكويت فى هذا المؤتمر، لما يتيحه من مشروعات واعدة تهدف إلى زيادة التعاون المشترك بين البلدين، وبما يحقق المنفعة المتبادلة. وقد قَبلَ سمو الشيخ صباح الأحمد الدعوة ووعد بمشاركة كبيرة من جانب دولة الكويت. كما أشاد الرئيس بما حققته دولة الكويت، بقيادة الأمير، خلال رئاستها الحالية للقمة العربية، لاسيما على صعيد تهدئة الأجواء وتعزيز التضامن بين الدول العربية ونبذ الانقسام فيما بينها، معرباً عن تطلعه لاستمرار تلك الجهود خلال الفترة القادمة. ومن جانبه، أكد سمو الشيخ صباح الأحمد دعم ومساندة دولة الكويت لمصر ووقوفها بجانبها من أجل اجتياز المرحلة الانتقالية التى تمر بها ودفع عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية، سواء من خلال صندوق التنمية التابع للحكومة الكويتية أومن القطاع الخاص المتطلع لزيادة استثماراته فى مصر. وأعرب كذلك عن تقديره لنجاح الرئيس فى إعادة الأمن والاستقرار إلى مصر، مشيداً بالتقدم المُحرز فى تنفيذ خارطة الطريق، ومؤكداً ثقته فى قدرة الرئيس السيسى على قيادة مصر نحو استعادة دورها الريادى على المستويين الاقليمى والدولى لما تمثله من أهمية كبيرة للأمة العربية وفى الدفاع عن قضاياها. وذكر السفير علاء يوسف أن المباحثات تناولت أيضا عدداً من الملفات الإقليمية، أبرزها الوضع فى ليبيا وسبل تحقيق الوفاق الوطنى فى هذا البلد الشقيق والحفاظ على سيادته ووحدة أراضيه، حيث اتفق الجانبان على أهمية دعم المؤسسات الشرعية فى ليبيا، ووقف إمدادات السلاح والمال إلى الميليشيات المتطرفة. وفى ختام المباحثات أقام أمير دولة الكويت مأدبة عشاء على شرف الرئيس السيسي، حضرها الوفدان، بالإضافة إلى كبار الشخصيات الكويتية وسفراء الدول المعتمدين لدى الكويت. وكان الرئيس قد استقبل فى مقر إقامته سمو الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح، رئيس مجلس الوزراء الكويتي، ومعه الشيخ محمد الخالد الحمد الصباح وزير الداخلية، حيث تم بحث سبل تطوير العلاقات الثنائية فى جميع المجالات. وقد أكد رئيس مجلس الوزراء استمرار الكويت فى دعمها لمصر، مبدياً استعداد الجانب الكويتى الدائم للتجاوب مع كل المقترحات المصرية لتفعيل التعاون بين البلدين، كما تطرق الحديث إلى دور الجالية المصرية ومساهمتها فى النهضة التنموية الشاملة التى تشهدها دولة الكويت. كما استقبل الرئيس أيضا مرزوق على الغانم، رئيس مجلس الأمة الكويتي، ووفدا من نواب المجلس. وأوضح رئيس المجلس أنها المرة الأولى التى يقوم فيها عدد من نواب المجلس بزيارة رئيس جمهورية فى مقر إقامته، وهو ما يؤكد المكانة البارزة التى يتمتع بها الرئيس لدى الشعب الكويتى ونوابه، الذين أرادوا التعبير عن تقديرهم لمواقف سيادته وحرصه على تعزيز التضامن العربي. وأشاد رئيس مجلس الأمة والنواب بالدور التاريخى الذى قامت به مصر لمساندة العملية التنموية فى الكويت، لاسيما فى مجالات التعليم والصحة، فضلاً عن وضع أول دستور للكويت، بالإضافة إلى اختلاط دماء الشهداء من الجيشين المصرى والكويتى فى حرب أكتوبر 1973 المجيدة وحرب تحرير الكويت عام 1991. وأكد رئيس المجلس أن دعم مصر فى المرحلة الحالية لا يمثل رداً للجميل بل واجب على كل كويتى لما تمثله مصر كقلب للأمة العربية ورئتها، مشدداً على أن أمن واستقرار مصر هو دعامة لأمن واستقرار المنطقة العربية بأكملها. وقد أعرب النواب الكويتيون المشاركون فى اللقاء عن مساندتهم لمواقف الرئيس وحرصهم على تعزيز التعاون بين البلدين فى المرحلة المقبلة، ولاسيما على الصعيد الاقتصادى وتوفير المناخ الملائم لزيادة الاستثمارات الكويتية. وفى هذا الإطار، استقبل الرئيس الشيخ على ثنيان الغانم، رئيس غرفة التجارة والصناعة ومعه أعضاء الغرفة الذين أعربوا عن ترحيبهم العميق بالرئيس فى أول زيارة له لدولة الكويت، مؤكدين أهمية الزيارة وتقديرهم البالغ للرئيس، كما شددوا على المحبة التى يكنها الشعب الكويتى لأشقائه المصريين ومواقفهم القومية على مر التاريخ. وأضاف على الغانم أن كل تلك المواقف المصرية التى لا يمكن إنكارها تجعل مساهمة رجال الأعمال الكويتيين أمراً واجباً فى عملية التنمية والمشروعات الجارى تنفيذها فى مصر، منوهاً بمتابعتهم للخطوات الايجابية الجارى انجازها فى مصر على مستوى الاستقرار السياسى والأمني، ومؤكداً أن أمير الكويت أعطى تعليمات واضحة لكافة المؤسسات الاقتصادية الكويتية بمساندة مصر فى المرحلة الراهنة. وأوضح المتحدث الرسمى أن أعضاء الغرفة أعربوا عن تطلعهم لزيادة استثماراتهم فى مصر، مع توفير التشريعات اللازمة التى تشجع المستثمرين على ضخ المزيد من الاستثمارات فى مختلف قطاعات الاقتصاد المصري. كما أكد رئيس وأعضاء غرفة التجارة والصناعة اعتزامهم المشاركة فى المؤتمر الاقتصادى المزمع عقده فى مارس 2015 بشرم الشيخ، معربين عن تطلعهم لطرح الحكومة المصرية مشروعات محددة بحيث يمكن مشاركة المستثمرين الكويتيين فيها. كما أشار رئيس الغرفة إلى وجود بعض المشكلات التى تواجه عدداً من الاستثمارات الكويتية فى مصر، معرباً عن أملهم فى وضع آلية لحل تلك المشكلات، فضلا عن إيجاد آلية لربط مجتمع الأعمال فى البلدين. وذكر السفير علاء يوسف أن الرئيس أكد من جانبه اهتمام مصر بتوفير مناخ جاذب للاستثمار، منوهاً إلى توجه الحكومة نحو إصدار بعض التشريعات ذات الصلة فى الفترة القريبة القادمة، ولاسيما قانون الاستثمار الموحد، ووضع آلية "الشباك الواحد" للقضاء على البيروقراطية، مع تأكيده على الاهتمام بالتوصل إلى تفاهم لتسوية جميع مشكلات الاستثمارات الكويتية. ودعا الرئيس إلى مشاركة رجال الأعمال الكويتيين بشكل فعال فى أعمال المؤتمر الاقتصادى فى مارس 2015، ولاسيما فى ضوء الفرص الواعدة للاستثمار التى سيتيحها هذا المؤتمر.