قبل 24 ساعة من صدورها، بدأت رواية جديدة تثير جدلا واسعا فى فرنسا، حيث طرح فيها كاتبها سيناريو افتراضيا عن تحول أسلمة فرنسا إلى حقيقة. وقال لوران جوفران مدير صحيفة «ليبيراسيون» اليسارية الفرنسية إن الرواية التى تحمل عنوان «استسلام» هى للكاتب ميشيل ويلبيك الذى اعتاد إثارة الصدمات والسجالات فى أعماله، وأضاف أن الرواية من نوع الخيال السياسى، معربا عن اعتقاده بأنها «ستبقى محطة فى تاريخ الأفكار تؤشر إلى غزوة لنظريات اليمين المتطرف فى الأدب الراقى». وكان ويلبيك قد أقر فى مقابلة نشرتها وسائل إعلام أمريكية وألمانية وفرنسية السبت الماضى بأنه يلعب على وتر «الخوف»، لكنه نفى أى «استفزاز» موجه ضد الإسلام، مؤكدا فقط أن كتابه بمثابة «تسريع للتاريخ». وأضاف «لا ندرى تحديدا ما الذين نخاف منه، إن كنا خائفين من دعاة التمسك بالهوية، أى اليمين المتطرف، أو من المسلمين». ويقول الكاتب إنه إذا ما افترضنا أن «المسلمين نجحوا فى التفاهم فيما بينهم، فإن الأمر سيستغرق عشرات السنوات» قبل أن يصلوا إلى السلطة فى فرنسا، لكنه يرى أنه «من الخطأ القول إن الإسلام دين لا عواقب سياسية له». وتبدأ الرواية عام 2022 مع انتهاء الولاية الرئاسية الثانية للرئيس فرانسوا أولاند فى فرنسا مشرذمة ومنقسمة على نفسها، مع فوز محمد بن عباس زعيم حزب من ابتكار المؤلف يدعى «الأخوية الإسلامية» على زعيمة الجبهة الوطنية مارين لوبن فى الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية بعد حصوله على دعم أحزاب يسارية ويمينية على السواء، ويقدم الرئيس الجديد نفسه على أنه مسلم «مدافع عن القيم» مثل الحجاب وتعدد الزوجات.