السؤال الذي يشغل الرأي العام الكندي حاليا بل ويؤرق الحكومة الكندية كذلك هو ما الذي يدفع شابا كنديا يتمتع بكل المزايا والخدمات التي تقدمها له دولته ان يترك كل ما لديه ليتجه للتطوع في تنظيم ارهابي هدفه الاساسي فيما يبدو القتل؟! جاء ذلك بعد الاعلان عن أن اكثر من 145 شابا كنديا سافروا بالفعل وبدأوا القتال في صفوف تنظيم داعش الارهابي خلال العام الماضي منهم من لقي حتفه ومنهم من لازال يرسل تهديداته عبر فيديوهات اليوتيوب للناس عبر العالم. كان اخر تلك الفيديوهات لشاب اطلق على نفسه ابو انور الكندي الذي وجه تهديداته للكنديين مباشرة عبر اليوتيوب متوعدا بالمزيد من العمليات الارهابية في الداخل الكندي. و ذلك بعد اقل من اسبوعين من حادث الاعتداء على البرلمان الكندي في نهاية شهر نوفمبر الماضي. وقال ابو انور فى رسالته لا تتفاجئوا عندما تصلكم هجمات المسلمين في عقر داركم بسبب افعالكم التي بدأتموها انتم والتي استفزت اهلنا في الدولة الاسلامية بالعراق والشام. واضاف ابو انور مهددا انكم لا تستحقون العيش في امن وآمان بينما حكومتكم ترتكب الفظاعات في حق اهلنا من خلالا حربكم الصليبية على دولة الاسلام. لم يكن من الصعب بعد هذا التهديد العلني ان يتم الربط بين الهجمات الإرهابية التي استهدفت جنودا من الجيش الكندي في حادثتين هما الاضخم في تاريخ كندا وبين تنظيم داعش خاصة وان منفذوا تلك العمليات سبق وتقدموا للحصول على تأشيرات سفر الى تركيا بينما رفضت السلطات الكندية منحهم اياها ذلك سجلاتهم الامنية تشير الى ان رغبتهم الحقيقية هي الالتحاق بصفوف داعش في سوريا. وفي ذات الوقت حاولت وسائل الاعلام الكندية عرض معلومات اكبر عن ابو انور الذي يتردد انه المسؤول عن تجنيد الاعضاء الجدد داخل التنظيم. فذكرت قناة سي بي سي ان ابو انور هو في الاصل جون دوجلاس ماجواير وهو شاب كندي عادي جدا نشأ في مدينة اتاوا وقد حصل على تذكرة سفره لسوريا في يناير 2013 . وفي حين لم يستطع افراد عائلته ان يقدموا اجابة عن التغيير الذي حدث لجون قدم لنا الفيديو الخاص به اشارات لما يمكن ان يكون حدث له، فقد ذكر أنه كان نموذجا للشاب الكندي يتابع مباريات الهوكي واتزلج على الجليد وقضى مراهقته حاملا جيتار. لكنه عرف طرقا اخرى للحياة عندما اعتنقت الاسلام.. واذا كانت هذه الجملة قد ترفع من تخوفات المسلمين في كندا بعد حوادث الارهاب الاخيرة في ان يعانوا من مضايقات بسبب انتمائاتهم الدينية ، الا انها تشير باصابع الاتهام نحو الجمعيات الاسلامية في كندا، الغير خاضعة لأي رقابة سواء من الحكومة الكندية، او حتى لرقابة شرفية من قبل مؤسسات اسلامية عالمية تحظى بالاحترام والتقدير الدولي كالازهر الشريف. ماجاوير لم يكن الوحيد الذي سافر ليقاتل في صفوف داعش فهناك على الاقل خمسة من اصدقائه لحقوا به منهم عبد الباقي حنيف واندريه بولان اللذان ظهرا في فيديو خاص يقومان بحرق جوازات سفرهم الكندية في اشارة الى انه لا عودة لهم او ربما للرد على قرار الحكومة الكندية بالغاء جوزات سفرهم وعدم السماح لهم بالعودة لكندا من جديد. وتشير التقارير الامنية الى ان ولاية كاليجاري تعد معقل الجهاديين الكنديين والذي يعتبر عدد ليس بالقليل منهم من اصل صومالي منهم محمد فرح ودميان كليرمونت الذي لقي حتفه في سوريا في العام 2012 وسلمان اشرفي الذي قام بعملية انتحارية في الفرن في نوفمبر 2013 وهوما دفع بالجالية الصومالية في كاليجاري لاصدار بيان تحذر فيه من الربط بين الاسلام والارهابيين في وقت سابق. وكان ذلك هو السبب الرئيسي الذي دفع البرلمان الكندي لاصدار قانون يمنح الحكومة الكندية الحق في سحب الجنسية ممن يرتكب اي جريمة مرتبطة بالارهاب. وهو القانون الذي تم تطبيقه حتى الان على ثلاثة اشخاص ثبت انتمائهم بما لا يدع مجالا للشك الى تنظيم داعش وهم جون ماجوير و واندريه بولان وعبد الباقي حنيف.