أكد علماء الأزهر وأئمة الأوقاف، أن دعوة رئيس الجمهورية إلى تجديد الخطاب الإسلامى جاءت فى وقتها خاصة مع انتشار الفكر المتطرف ودعاوى وفتاوى التكفيرية التى تحض على القتل والعنف وظهور أنصاف المشايخ والمثقفين الذين يثيرون البلبلة فى المجتمع بسبب فتاواهم المتضاربة. وقال الدكتور عبد الفتاح ادريس، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، إن لكل عصر خطابه الدينى الذى يناسب أهله، ومعطياته، ومتغيرات أوضاع الناس فيه، ومن الأهمية لتغيير هذا الخطاب أن يتم اختيار من يوجهونه، والوسيلة التى يوجهون منها خطابهم، وأحوال كل مجتمع يوجه إليه، فليس كل المجتمع يصلح لتوجيه خطاب واحد، فمن أفراده المثقفون ثقافة عامة، ومنهم المتخصصون فى شتى علوم العصر، أو المتعمقون فى علوم الشرع، أو لا يدينون بدين، ومنهم المتحللون من الأخلاق الإنسانية، والمعاندون، إلى غير ذلك من أنماط، وحتى يأتى الخطاب الدينى بالنتيجة المتغياة منه، فإنه يجب مراعاة هذه الأنماط، وتوجيه الخطاب المناسب لها، حتى لا يكون خطابا عبثيا، وقد أمرنا الله تبارك وتعالى ونبيه الكريم بمخاطبة الناس على قدر ثقافتهم ومعرفتهم، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (خاطبوا الناس على قدر ما يفهمون). وأوضح أن آفة الخطاب الدينى فى زماننا أنه صار كلأ مباحا لكل مشرق ومغرب, فكل من يراد له أن يخوض فى شيء من علوم الشرع، فإن ثمة وسائل إعلامية تفسح المجال له فى الخوض فيه، فإذا انتقد سمحت له نفس هذه الوسائل ليطل منها سابا ساخطا على كل من أنكر عليه، والأمر يقتضى ربانا يمسك بدفة هذا الخطاب، وإلا هلك الجميع. وفى سياق متصل يقول الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء، إن موضوع تطوير الخطاب الإسلامى جاء فى وقته خاصة مع زيادة التطرف والتكفير وانتشار الفتاوى التكفيرية التى تحض على القتل والعنف وظهور أنصاف المشايخ والمثقفين الذين أحدثوا حالة البلبة والارتباك بين الناس ولذا من واجبنا مواجهة هولاء والضرب بيد من حديد أيدى المارقين الذين لا يرعون أى حرمة، ومن ثم أصبح الواجب علينا أن نعد الخطط العلمية التى نرد بها على هذه الحملة ونصحح بها مسيرتنا ونعدل بها قوالبنا الدعوية وقوالبنا الإعلامية. وأكد هاشم، أن الخطاب الدينى أقدر على تغيير الاتجاهات وتعديل السلوك وإثراء الحياة، مطالبا بضرورة تعاون وسائل الإعلام للوقوف جنبا إلى جنب مع المؤسسات الدينية لمواجهة الخطاب الموجه الذى يخدم مصالح بعينها ويعمل على تأجيج المشاعر وزيادة حدة العنف. وأضاف: إن تجديد الخطاب الدينى سنة، كما يشير قول النبى صلى الله عليه وسلم : «ان الله تعالى يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها أمر دينها»، فالحديث النبوى يجعل تجديد أمر الدين سنة من سنن الله تبارك وتعالى فى الكون، وهذا التجديد يقع على رأس كل مائة سنة، بما يشير الى ما تحمله هذه السنوات المائة من متغيرات وأحداث وأفكار ورؤى ومن تقاليد وعادات تحتاج فيها الأمة إلى الوقوف على حكم الدين ورأيه فيها.