اليوم و بعد ساعات قليله يسدل الستار على عام مضى بكل ما فيه من نجاحات أو أخفاقات,ساعات و تنقضي أيامه و لياليه بكل آلامها و أفراحها. سيرحل العام و قد رحل فيه آخرون, رحل رجل كان يبني المجد، وآخر يبحث في هوى النفس، وكلاهما رحل, رحل رجل بدأ في بناء بيته ولم يسكنه ، وثاني ينتظر وظيفته أو تخرجه ، ورابع ، وخامس رحلوا وهم غارقون في الأمنيات، لاهون في الحياة،كانوا يأملون أن الحياة أفسح من أحلامهم وأكبر من أمنياتهم، ونسوا أنها أضيق على قوم من ثقب أبره، وأنها مليئة بكثير من المفاجآت رحلوا ولا زالت أيديهم لم تمتلئ من الدنيا بعد لكنهم رحلوا، رحل من هؤلاء من سطّر كلمته وكتب اسمه بحروف من ذهب، وأشهد التاريخ أنه مر في ذاكرة الأيام وهذه آثاره،ورحل آخرون دون أن يعرفهم أحد، ولدوا صغاراً،وعاشوا صغارا، ورحلوا حين رحلوا وهم صغاراً. ولى عام من عمرنا بلا رجعه و رغم كل الأحتفالات بأعياد الميلاد و المباركات من الأهل و الأصدقاء فحتما نقص عام من عمرنا و عاما و راء عام سينتهي العمر طال أم قصر و نحن غالبا ما ننسى أو نتناسى أن نقف وقفة مع النفس و لو كل عام مرة علي الأقل لنحاسب أنفسنا بفاتورة العام قبل أن يحاسبنا رب العباد,هل ربحت أم خسرت؟هل تقدمت للأمام أم تأخرت؟هل فاتورتك تطمئنك أم تخيفك؟هل؟هل؟هل؟ عام جديد يمثل لنا نقطه هامه لمراجعة شامله لكل ما أنجزناه و ما لم ننجزه,نحدد فيه مكامن النجاح و جوانب القصور التي رافقت حياتنا العلمية و العملية و الحياتية طوال مسيرة عام بأكمله,فتقلب الأعوام و الأيام من وجهة نظري فرصه للمراجعة ووقفه لمحاسبة النفس,فلوم النفس و معاتبتها على أخطائها فضيلة في الأعتراف بالأخطاء و ما يصاحبها من تقويم و إصلاح. في استقبال العام الجديد ينبغي على الجميع أن يقدم لنفسه كشف حساب عن العام الماضي من عمره و لابد أن تثير مع نفسك سيلا من الأسئله و أنت تغادر هذا العام فمشاعر العام الماضي لا ينبغي أن تظل داخلك و تحملها و أنت على أعتاب عام جديد حتى لا تصبح عبئا عليك,هذا الكشف الوحيد الذي ليس له وضعيه مالية معينه هو كشف للفقراء و الأغنياء و محودي الدخل,كشف ليس له دين و لا جنسيه,للمسملين و غير المسلمين,كشف عملته موحده,محتاج(إقرار الذمه العمريه) أستعرض فاتورة حسابك على المستوى المادي,الروحي,الأجتماعي,العلمي والصحي,الخلقي,العاطفي والسياسي.. اسأل نفسك هل تحققت أهدافك وطموحاتك، أم أنها كانت مجرد تخطيط على الورق، وأمنيات لم تلامس الأرض؟ فإذا وجدت حياتك في العام الماضي لم تحقق ما كنت تحلم به، اعترف لنفسك بكل شيء ولماذا لم تتحقق.. ضع لنفسك تصورات جديدة واستراتيجيات ناجحة تساعدك على تحقيق ما تصبو إليه مستخدماً العام الجديد كفرصة جديدة ليتحول إلى نجاح والمهم في العام الجديد، أن يكون جديدا في أسلوب حياتنا وأهدافنا وخططنا واستعداداتنا وطموحاتنا وآمالنا، وتعديل سلوكياتنا، وتعزيز طرق النجاح لمضاعفته في العام الجديد,سنه جديده على الأبواب لا تطلبوا منها أن تكون أفضل كونوا أنتم الأفضل فنحن من نتغير أما هي فتزداد ارقاما فقط. إنني عندما أدعو للوقوف للمحاسبة مع الماضي فإنني لا أدعو أن يأخذ استحضار الماضي وقتنا بآلامه وهزائمه وإخفاقاته، ولحظاته التي توقف عندها الزمن، ولكن أن نستمد منه الفرصة و القوه لإعادة ترتيب الأوراق ورسم الخطط لحاضر أيامنا لبدء عام جديد، فيه الأمل، وتزداد تطلعاتنا إلى مستقبل أفضل مما نحن فيه.و كل عام و أنتم بألف خير و صحة و سعادة و أرجو أن أكون وفقت معكم في هذا العام. [email protected] لمزيد من مقالات شروق عياد