فى أوائل التسعينيات تم إنشاء أول ميناء جاف فى مصر بمدينة العاشر من رمضان لخدمة المصدرين والمستوردين و المصانع والمدن المحيطة بها والميناء الجاف عبارة عن مكان لتخزين البضائع تربطه شبكة نقل وطرق للميناء البحرى ويستخدم الميناء الجاف كمركز لتجميع البضائع القادمة من البحر استعدادا لتوزيعها الى الجهات الموردة. كما يتوافر بالميناء الجاف مراكز لتخزين و تفريغ البضائع و مراكز الصيانة للمقطورات والشاحنات وخدمات التخليص والتفتيش الجمركى والهدف من إنشائه هو تخفيف الضغط علي الموانى البحرية وعلى الرغم من مميزاتها فى إنهاء مشكلات المصدرين والمستوردين وانخفاض تكلفة انشائها مقارنة بانشاء موانئ بحرية جديدة إلا أن مصر متأخرة جدا فى إنشاء هذه الموانئ ويعتبر عددها قليلا جدا مقارنة بالتطور السريع فى هذا القطاع الاستثمارى المهم فى البداية يقول المهندس حمادة القليوبى رئيس جمعية مستثمرى المحلة ورئيس غرفة الصناعات النسيجية السابق أن الموانى الجافة تقوم بتسهيل عملية التصدير والاستيراد وتخزين البضائع الى جانب سهولة الاجراءات النقل فعندما يكون هناك ميناء جاف بمنطقة العاشر من رمضان سيسهل علي المستورد نقل بضائعه إلى مصانعه مضيفا أن هذه آهم ميزة بالنسبة للميناء الجاف فبدلا من تكدس الحاويات فى الميناء البحرى وتردد المستورد حتى يتسلم بضاعته والوقوف فى طوابير طويلة لإنهاء الاجراءات الجمركية فالميناء الجاف يختزل كل ذلك فيسهل وسائل الانتقال وسرعة انهاء الإجراءات والتى غالبا ما تكون واحدة ولكن فى ظل عدم وجود زحام وأوضح المهندس مجدى طلبة عضو مجلس إدارة الشركة القابضة للقطن والغزل والنسيج أن الميناء الجاف على الرغم من أهميته الكبيرة فى سرعة التصدير والاستيراد فإنه يتم استغلاله احيانا فى التهريب فقد تأتى أحيانا بضاعة ليست لها علاقة بطبيعة البضاعة التى تستقبل على الموانيء الجافة لكن فى العموم له فوائده فهو عامل مساعد لسرعة وصول وخروج البضائع ومن الضرورى تطوير وزيادة أعداد هذا النوع من الموانى لمواكبة التطور السريع فى مجال التصدير والاستيراد . وأضاف طلبة أنه لم يتعامل من خلال الميناء الجاف قبل ذلك وان تعاملاته التصديرية من خلال الموانئ البحرية ويرى أن انشاء موانئ جافة كثيرة فى كل ربوع مصر ليس بالامر السهل لانها تحتاج الى جهاز وظيفى قوى ومدرب على اعلى مستوى فمصر تحتاج الى ثورة فى الموارد البشرية على المستوى الصناعى ككل وعلى المستوى الحكومي يكون بعيدا كل البعد عن البيروقراطية وكذلك تحتاج إلى مناطق فضاء كبيرة وأماكن واسعة وتكون مرتبطة بمناطق الصناعة والإنتاج هذا إلى جانب وجود شبكة مواصلات تربط كل هذه الموانى بعضها البعض أما محمد قاسم نائب رئيس المجلس الأعلى للصناعات النسيجية فيرى أن الميناء الجاف هو وسيلة لتسهيل عمليات التصدير والاستيراد فهى عملية ناجزة فى هذا المجال واستجابة سريعة وسرعة تسليم طلبات العملاء معتقدا أن عدم انتشار هذا النوع من الموانى يرجع الى ضرورة انشائها بالقرب من مناطق صناعية كبيرة لانها تخدم فقط إصحاب المصانع المحيطة من حيث قرب المسافة بالنسبة لهم ووصول بضاعتهم فى وقت أقصر بكثير عن استلامها من موانئ بحرية بعيدة عنهم وهذا ما يحدث مع مصانعهم فهى تقع فى العاشر من رمضان وبالتالى يتم التعامل من خلال الميناء الجاف المقام هناك مضيفا ان الموانئ الجافة تستقبل انواع معينة من البضاعات وهى غير معرضة للتلف سريعا ومن الممكن تخزينها لايام حيث ان الميناء الجاف مزود بأماكن للتخزين كبيرة ومعدات حديثة على اعلى مستوى مشيرا إلى أن إجراءات التخليص الجمركى كما هى بالموانى البحرية ولكن ناجزة لقلة تكدس الطوابير المهندس احمد عامر عضو المجلس التصديرى لزهور القطف ونباتات الزينة ، يقول إن طبيعة عمله فى تصدير هذه النوع من النباتات تتطلب التعامل مع الموانى البحرية والمطارات نظرا لسرعة تلفها والتى لا تصلح للتخزين ولكن الموانئ الجافة بشكل عام لابد من تطويرها فى مصر وأيضا يجب انشاؤها فى الصعيد بالمناطق الصناعية تيسيرا على المستوردين والمصدرين فى هذه المناطق بدلا من قطع مئات الكيلومترات للوصول الى الموانئ البحرية مضيفا ان الموانى الجافة تسهل فى عمليات التخليص الجمركى وخدماتها كاملة. سرور صباحى نائب رئيس مجلس الإدارة لشئون الخدمات واللجان ينادى بتطوير الموانى الجافة بدلا من انشاء أكثر من ميناء والتطوير بمعنى تطوير الخدمات ووضع عدد من الموظفين المدربين والناجزين لأعمالهم فنحن نبنى دولة والكلام مازال لصباحى والمنافسة اصبحت شديدة فى مجال التصدير والاستيراد ولابد من مواكبة هذا التطور السريع فى هذا المجال فلابد ان يتخلص الموظف من البيروقراطية التى تعيق انجاز اى شيئ والتى تكون فى مصلحة المستثمر حتى لا يهرب فهو يتحمل الكثير والكثير من الأعباء سواء فى مصنعه او مع العمال او الإنتاج أو التسويق فلا تأتى الجمارك هى الأخرى وتزيد من اعبائه.