هو فتي وسيم .. لكنه حزين.. يحمل في أحزانه الحياة بكل بؤسها ..يضحك بصوت مرتفع، وكأنه يتألم في ضحكاته.. وجهه لامع وعيونه متقدة وتزدان بلمعة الصبا، الا آن الايام المكلله بالفقر فتت الصبا داخله، وكأن ابتسامة الزمن لم تنته عنده بعد، ولم يقطع الأمل متأكدا أن اللحظة سوف تأتي ليبدأ الحياة من جديد وأصر علي استكمال دراسته. وتلخصت ساعات وجوده واحساسه بالامان بين كتبه ودفاتره واقلامه، الا انه دائما كان يلتفت إلي السماء الواسعة والارض اليابسة نظرة المسافر.. واسراب من التعاسة كانت تطن حول قسائم آفاقه، وكأنه كان يعلم أن زميلة دراسته ذات الانامل الرقيقة والقلب الاخضر اللين سوف يغرس فصل الوداع الاخير في روحه بسبب خمسة جنيهات، وانه سوف يغرق أسرته في كؤوس المرارة والألم، الا أنه تحدي قوانين الفناء ويقهر الموت بكيرياء البقاء والرغبة في الحياة، ولم تزهق طعنات زميلة روحه الطاهرة، وتم نقله للعلاج . بينما رفع التلميذ الجاني يده المجهدة تمسح دموعه آسفة علي انتهاء سنوات براءته ليقضي سنوات صباه وشبابه خلف القطبان لشروعه في قتل زميله. السطور التالية تسرد حكاية مأساوية بطلها تلميذان يخطوان اولي ايام عمرهما نحو المستقبل ويفترشان سنوات شبابهما البريئة بالطموح، ولكن خمسة جنيهات سحلت الصداقة بينهما ورياح عاتية هبت وعصفت باحلام الطالبين تفاصيل الحكاية مكانها مدينة الخصوص، فبعد انتهاء اليوم الدراسي خرج محمد عبدالحي وعبدالمنعم جمال الدين من المدرسة كالمعتاد، وسارا معا، واثناء خروجهما من المدرسة طلب محمد من زميله عبدالمنعم 5 جنيهات فرفض الاخير إعطاءه له، ومع إصرار محمد ورفض عبدالمنعم تطور الامر ونشبت بينهما مشاجرة كبيرة، فقام محمد بتمزيق جسد زميله باستخدام سلاحه الابيض ليسقط علي الارض وسط بركة من الدماء .. محمد لم يصدق نفسه ان زميله الذي كان يتقاسم معه الضحك واللعب سقط علي الأرض وسط بركة من الدماء لا يصدق ما فعله بزميله، ففر هاربا تاركا زميله بين الحياة والموت، بعض الجيران ابلغوا شقيق المجني عليه عبدالمنعم بما حدث له . الذي ذهب غير مصدقا لما حدث لشقيقه فاختلطت مشاعراحمد جمال الدين شقيق عبدالمنعم بالفرحة الممزوجة بالحزن عندما تفحص جسد شقيقه وملامح وجهه ورأسه وهو غير مصدق أنه لازال علي قيد الحياة فقام بنقله إلي مستشفي المطرية في حالة سيئة. فتم إخطار اللواء محمود يسري مدير أمن القليوبية بالواقعة، وعلي الفور كلف اللواء عرفة حمزة مدير المباحث بتشكيل فريق بحث اشرف عليه العقيد عبدالحفيظ الخولي رئيس فرع البحث الجنائي بالقبض علي المتهم الهارب، وبالفعل تمكن الرائد اسامة ندا رئيس مباحث الخصوص والنقيب عمرو جودة من القبض عليه حيث اعترف بارتكابه الواقعة، فتمت احالته للنيابة والتي امرت بحسبه .