من منا لم ينشأ على أغنية الرائعة ياسمين الخيام المصريين أهمها حيوية وعزم وهمة جيل بعد جيل متقدمين... فعلا المصريين الذين يبلغ تعدادهم 90 مليون قادرين على صنع المستحيل قادرين على جعل مصر دولة من أعظم دول العالم... ولكننى ظللت اتذكر هذه الأغنية عندما قادتنى الظروف أن أنهى بعض الورقيات البسيطة فى احدى الهيئات الحكومية وكم صدمت بما رأيت ولسوء حظى أننى ذهبت فى موعد الصلاة فلم أجد موظف على مكتبه والكل ذهب ليصلى تاركين المكاتب والأوراق بلا أحد يلاحظها ... ذهبت لموظفة وجدتها موجودة فى المكتب فسألتها عن المختص عن موضوعى فذكرت لى أنه غير موجود وذهب ليتوضأ حيث لم تكن الصلاة قد أقيمت واذا بها تعرفنى على شخص ليساعدنى فلابأس واذا بى يطلب تصوير ورقة فى الدور الرابع بينما هو فى الدور الأول فلا بأس ذهبت بالفعل وحمدت الله أننى وجدت أحد يصور لى الورقة قبل الصلاة ثم نزلت مسرعة فاذا بى أجد الموظف الآخر ذهب أيضا للصلاة برغم أنه رأنى ولكنه أصر على صلاة السنة لأن الصلاة لم تكن أقيمت ... فانتظرت ما يقرب من 25 دقيقة حتى الانتهاء من صلاة الجماعة ثم بعد ذلك أخبرنى الموظف أنه ليس المسئول عن تخليص أوراقى فكان على الانتظار حتى يأتى الموظف الآخر وبالفعل انتظرت 10 دقائق آخرى وكنت فى حالة يائسة مما حدث ولا أتخيل أن هذا مازال يحدث فى ظل عصر الفضاء والسموات المفتوحة والتكنولوجيا المتطورة...وانتظرت حتى جاء الموظف ودون أن أفتح فمى خشية أن تتعطل المصلحة .. وجاء بالفعل وهو مبتسم ويعتذر عن التأخير نظرا لظروف الصلاة واذا به ظل يقرأ الورقة ما يقرب من 10 دقائق ليتأكد من حروفها الصحيحة ثم طلب منى الذهاب للخزينة لدفع الرسوم فذهبت للموظف فسألته كم عدد ساعات عملكم قال من 9 وحتى الثانية ظهرا ولكننا أحيانا نغلق الخزنة الواحدة ظهرا وقال لى فى هدوء اتفضلى ارتاحى ... قلت له شكرا وكلى غيظ فلم أكد أصدق ما يحدث أمامى ثم انتهيت من الاجراءات ... وكل هذا لتسليم ورقة لايستغرق استلامها سوى دقيقة أو على الأكثر 5 دقائق استغرق ما يقرب من الساعة ... هل هذا معقول ...والم يعلم هذا الموظف أن عمله هذا نوع من العبادة وأن الله يكافئه عليه وأن الدين المعاملة ... وظللت أتذكر مقولة رفاعة الطهاوى عندما عاد من فرنسا قال "وجدت هناك إسلام بلا إسلاميين بينما هنا أجد مسلميين بلا إسلام" وكل هذا وفى الوقت الذى يزور فيه الرئيس السيسى ويسعى جاهدا لجذب استثمارات خارجية وتوطيد علاقاتنا بدول العالم ... والتأكيد على أهمية تحديث الادارة المحلية والجهاز الحكومى ... أننى أقول أن مصر صاحبة ال 7 آلاف سنه لا يجوز أن تظل تعيش فى هذا الحالة من الروتين الذى يقتل الوقت والابداع ويصيب الانسان بحالة من البلادة واللامبالاه... نحن بحاجة لثورة ادارية واعادة هيكلة موظفى الدولة الذين يبلغ عددهم 6 مليون موظف بينما نحن لا نحتاج سوى 6 آلاف ...لابد من تطوير هذه المنظومة الكفيلة بإفشال أى محاولات للاصلاح فى مصر أنها البيروقراطية التى طالما عانينا منها ومازلنا نعانى ... ولايعقل أن تقرير الجهاز المركزى للتعبئة العامة والاحصاء يذكر أن عدد ساعات العامل المصرى لاتتجاوز 27 دقيقة هل هذا معقول فى عصر الفيموثانية .؟! ولكى نظل نغنى المصريين أهمها حيوية وعزم وهمة وليصبح واقع نعيشه وليس مجرد أغانى نرددها لتثير مشاعرنا نحو وطننا الحبيب مصر ... دمتى يا مصر بلا بيرواقراطية ولتكن ثورتنا القادمة على البيروقراطية والفساد والمحسوبية . [email protected] لمزيد من مقالات سامية أبو النصر