اندلعت حرب بيانات بين أساتذة جامعة الأزهر، فور صدور بيان من نادي أعضاء هيئة التدريس بجامعة الأزهر بالقاهرة يطالب بإقالة محمد عبد السلام ومحمد سليماني، مستشاري شيخ الأزهر، من العمل بالمشيخة، وإقالة الدكتور محمد عمارة رئيس تحرير مجلة الأزهر وتعيين الدكتور محمود حمدي زقزوق وزير الأوقاف الأسبق، رئيسا لمجلس تحرير المجلة. وأصدر الدكتور محمد حسين توفيق عويضة رئيس النادي بيانا،أمس، برر فيه طلبه بإبعاد هذه الشخصيات الثلاث حفاظا علي قيمة الأزهر ورمزه الإمام الأكبر، فضلا عن حالة الاحتقان لدي أعضاء هيئة التدريس من تغول سلطات المستشار محمد عبد السلام وتسلط بعض الشخصيات الإخوانية علي دائرة صنع القرار بالأزهر، بحسب البيان. واختتم البيان برسالة تحذيرية لكل من الشخصيات الثلاث بالابتعاد عن المشيخة «.. خشية تصعيد اكبر من أعضاء هيئة التدريس لا يمكن أن نقف في وجهه”. ورد أعضاء هيئة تدريس جامعة الأزهر فرع الجامعة بأسيوط (المنتخب) والممثل الشرعى الوحيد بالجامعة لأعضاء هيئة التدريس بالوجه القبلي على بيانَ اعضاء نادي الجامعة بالقاهرة مؤكدين أنه يَنال من بعض قيادات الأزهر الشريف ورموزه، ويُسهِم في الهجمة التي يتزعَّمها بعض مَن لا أخلاق لهم، ومَن لهم غرض خبيث في هدم الأزهر الشريف، وقياداته بتَلبيسٍ وتدليسٍ لا تعرفُه مواثيق الشرف الإعلامي ولا مسئوليَّة الكلمة، ولا شرف الوطنية ولا بديهيات أخلاق العمل. وأكد أعضاء هيئة التدريس بأسيوط أنَّ هذا البيان بما تضمَّنه من تهجُّمٍ سافر على الأزهر وقياداته، لا يُعبِّر إلا عَمَّن كتَبَه ووقَّع عليه، وأنَّ جميع أعضاء هيئة التدريس بُرَآء منه، وأنَّهم جميعهم يَصطَفُّون على قلب رجلٍ واحد خلفَ جميع قيادات الأزهر الشريف ورموزه. وفي سياق متصل أصدر مجمع البحوث الإسلامية بيانا، أمس، أكد فيه أن الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف يركز في اختياراته للقيادات في الأزهر على الكفاءات العلمية المتميزة والمؤمنة برسالة الأزهر السمحة التي تناهض كافة أشكال التطرف والإرهاب بطبيعة الحال. وأن الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر لم يكن يوما من الداعمين لأي جماعات تخالف منهج الأزهر كما يروج في بعض وسائل الإعلام وأنه لم يصدر منه أي تصريح أو موقف يتنافى مع سياسة الدولة ورؤية الأزهر الشريف وأن ما يروج له من تصريحات في فترة حكم الإخوان إنما كانت عبارة عن آراء ووجهات نظر فى بداية حكم النظام السابق، شأنه في ذلك شأن أى مواطن أبدى وجهة نظره السياسية دون أن يقترف ما يعاقب عليه القانون. وقال مجمع البحوث أن المستشار محمد عبد السلام، هو أحد الشباب الذين يتمتعون بالكفاءة والعطاء المتميز ولا أدل على ذلك من ثقة الإمام الأكبر وهيئات الأزهر فيه وله جهود مشهودة في صياغة الدستور المصري واستقلال الأزهر ويعمل بإخلاص للوطن وللأزهر الشريف من شاب مصري يعشق الوطن وأزهره الشريف، كما أنه يحظى بتقدير الأزهر وبيته القضائى العريق “ مجلس الدولة”. وأوضح أن ما صدر أمس عن دكتور توفيق عويضة من بيان إنما يعبر فقط عن رأيه الشخصي وتدخله مرفوض في إدارة شئون الأزهر الشريف واختيار الكفاءات للعمل فيه. وفي نفس السياق، قال الدكتور محمد مختار جمعة، إن الإمام الأكبر صاحب فضل كبير في دعمي ودعم وزارة الأوقاف وأئمتها وسائر أعمالها، وأكنُّ له كل الاحترام والتقدير، وهو في مقام الوالد والأستاذ، فضلا عن كونه قيمة وقامة علمية ووطنية وشيخًا لأزهرنا الشريف. وأوضح الوزير أن عدم حضوره جلسة مجمع البحوث الماضية، كان لظروف سفره إلى الكويت، وأنه سوف يقوم بزيارة فضيلة الإمام الأكبر هذا الأسبوع لإطلاعه على ما يقوم به من جهد في خدمة الدعوة تحت إشراف فضيلته. وكان الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، أصدر بيانا مماثلا، أكد فيه أن الأزهر يمثل القوة الناعمة لمصر والمرحلة الدقيقة من تاريخ الوطن تفرض علي الجميع الالتفاف حول الأزهر وعلمائه، وان الأزهر الشريف بقيادة الدكتور أحمد الطيب يؤدي دوره الوطني والإسلامي، ولن يتخلى عن هذا الدور وسيظل وفيا للدين والوطن مهما حاول البعض النيل منه. .. وحزب النور : الأزهر الضمير الحى للمسلمين استقبل الإمام الأكبر أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف - بمقر مكتبه بمشيخة الأزهر الشريف - وفدًا من حزب النور برئاسة يونس مخيون، رئيس الحزب، وأكد مخيون أن الأزهر الشريف هو الممثل الحقيقى للإسلام فى مصر والعالم، وأنه الضمير الحى لجميع المسلمين فى العالم بأسره .وقال: إن الهجوم الممنهج على الأزهر يهدد سلامة المجتمع واستقراره، ويضر بمصالح الدولة وأمنها، مشيرا إلى أن الأزهر استطاع أن يجمع الأمة المصرية على كلمة واحدة. وأضاف أن الهجوم العنيف الذى يُشَنُّ على الأزهر الشريف من بعض وسائل الإعلام لا يُقْصَدُ به رجال الأزهر ورموزه، وإنما يُقْصَدُ به هدم ثوابت الدين الإسلامي.