من هم أصحاب السعادة؟ ومن هم أصحاب العكننة؟ أصحاب السعادة هم من اشتملهم التقرير العالمى للسعادة فى 156 دولة، وقد جاءت مصر فى ذيل قائمة الدول العربية قبل سوريا، وكانت مصر ضمن الخمس الأدنى أو الأتعس عالميا، وعندما نتأمل جنسيات أصحاب السعادة عالميا، فسوف نفهم الأسباب، وهى تقدم هذه الدول اقتصاديا وسياسيا، وعدالة اجتماعية، واحترام الدولة للمواطن، وبالتالى احترام المواطن للدولة وحبه لها، وعلى العكس من ذلك فسوف نجد أسباب التعاسة متوافرة فى ظل الفقر والبطالة، وبالتالى تدهور مستوى المعيشة وانهيار منظومة الرعاية الصحية، وعدم عدالة توزيع الدخل، وأسباب ونتائج كثيرة لا تتسع لها مجلدات، ويجدر بنا أن نخرج من نطاق العموميات السابقة إلى تحديد الأسباب التى »خندقتنا فى ذيل التقرير العالمى لأصحاب السعادة، لنكون من أوائل الشعوب فى قائمة «أصحاب العكننة»، وللعلم القائمة أو بالأصح الأسباب التالية التى سوف نذكرها ليست حصرية. المحشورون منذ طلوع شمس اليوم فى وسائل النقل المختلفة سواء سيارات أو ميكروباصات أو أتوبيسات أو متروهات، الجميع يرددون الهتاف الأمريكى السائد الآن فى مدن الولاياتالمتحدةالأمريكية بعد خنق الشاب الأسود حتى الموت، وهو يرد «دعنى ألتقط أنفاسي» ولا مجيب. المتزاحمون على شبابيك الشهر العقاري، لإنهاء مصالحهم على يد نظام عتيق «يدوي» متهالك لم يعرف حتى الآن النظام الإلكترونى الحديث، مثلما فعلت البنوك منذ سنوات وتحولت الدفاتر إلى سطور مخزنة فى الحاسب الآلي، وتنفيذ المعاملات فى دقائق. المصارعون فى إدارات المرور المختلفة، بعد أن زادت أرقام السيارات المرخصة بمعدلات غير مسبوقة، وعدم زيادة وحدات المرور بالمقابل لمواجهة تلك الزيادات الهائلة، فتكون النتيجة الصراع بأى وسيلة لقضاء المعاملة والتى نادرا ما تنتهى فى نفس اليوم، وبالتالى «تفريخ» بؤرة فاسدة لانهاء المعاملة خارج الشبابيك دون علم المسئولين. المتكدسون فى طوابير الخبز رغم التسهيلات التى نفذتها وزارة التموين واختراع «النقط» لمن لا يشترى الخبز، ثم نقرأ عن ضبط أجولة الدقيق المهربة فى منظومة فساد احترنا معها وضحيتها المواطن. المنتظرون فى المحاكم لصدور أحكام تنصفهم وتعيد لهم حقوقهم المسلوبة بعد سنوات عديدة من الانتظار، وربما ينتظرون سنوات أخرى وهم يرفعون لافتة «أريد حلا». المتحسرون من «المنتظرين» الذى حصلوا على أحكام نهائية، ولا يستطيعون تنفيذها، لأسباب متعددة قد يكون لكثرتها، وعدم تناسب وحدات التنفيذ مع آلاف القضايا المطلوب تنفيذها، وقد يكون ل «ألاعيب شيحة» الدور البارز لعدم تنفيذ الأحكام، مثل اقدام المتهم على إجراء عملية جراحية ليتحول إلى «انثي» فى أحد المراكز المضروبة، مثل ذلك المركز الذى ماتت فيه أحدى السيدات القادمات من الخارج بعد أن توهمت بوجود طبيب خبير فى إنقاص الوزن والتخسيس، ليتحول من طبيب إلى قاتل تخلص من مريضته بالقائها فى الشارع! اللاطمون على خدودهم بعد سرقة سياراتهم من أمام منازلهم علنا وفى وضح النهار، ودخولهم فى مفاوضات «الكيلو 21» وهو مكان الخاطفين، واللى عايزنى يجيلى ومعاه الفدية! المحاصرون من سكان شارع شاكر خياط بجليم من أمثالى بعد أن تحاصرهم الأمطار فى الشارع الذى يتحول إلى «فينيسيا» جليم وعدم استطاعتهم الخروج والدخول إلى منازلهم، وهى المشكلة التى عمرها 31 سنة دون حل. المفلسون الذين ضاقت بهم السبل بعد تعاظم أسعار السلع فى الأسواق، وأيضا أسعار الخدمات الحكومية، وليس آخرا أسعار الدروس الخصوصية، تلك الكارثة التى حلت بنا وسببها الرئيسى هو وزارة التعليم من غير «تربية» وافتراس مدرسى تلك الدروس لأولياء الأمور، غير عابئين بالظروف القاسية التى تحيط بهم هذه الأيام، وتأكدهم بأن الوزارة لن تفعل شيئا ينهى المشكلة من جذورها. وهذه النماذج كفيلة بأن تضعنا على قائمة «أصحاب العكننة» محاسب عبدالمنعم النمر جليم رمل الإسكندرية