السقف في ماسبيرو .. عبارة يعرفها كل من يعمل بداخل هذا المبني العريق أو يتعامل معه وأعتقد أنها السبب الحقيقي وراء تأخر أي تطوير يتم الإعلان عنه منذ فترة طويلة، فكثيرا ما نسمع عن إقتراب تطوير شاشة التليفزيون المصري وننتظر فلا نجد شيئا. والحكاية تبدأ منذ عام 2009 عندما أراد أنس الفقي وزير الإعلام وسوزان حسن رئيسة التليفزيون أنذاك أن يزيحا أبناء ماسبيرو بكفاءاته وخبراته ويقحمون إعلاميين من خارجه تحت مسمي التطوير.. وقتها قامت الدنيا ولم تقعد وإستطاع أهل ماسبيرو أن يحتفظوا بمكانهم وتغيرت أحوالهم بلائحة مالية جديدة كانت ستطبق علي أصحاب التطوير من الخارج، بأجور مضاعفة، وبعدها أصبح هناك ما يسمي بالسقف أو الحد الأقصي الذي يسعي الجميع للحصول عليه لتبلغ مرتبات ماسبيرو شهريا 220 مليون جنيه، أقول ذلك وفي هذا التوقيت بمناسبة إعلان التليفزيون شروعه في تغيير خريطته مع مطلع العام الجديد وهو ما يجب أن يؤخذ بعين الإعتبار فما يحدث منذ فترة للأسف هو مجرد تعبئة للشرائط وإذاعتها للوصول للحد الأقصي وقليلون جداً من يهتموا بشكل ومضمون ما يذاع، وأعتقد أن الإستسهال من جانب البعض هو سبب عزوف المشاهد عن شاشة التليفزيون المصري وليس ضعف الإمكانيات كما يشاع دائماً، فالفارق الحقيقي بين شاشة التليفزيون المصري وأي شاشة أخري تسعي للنجاح والتميز هو أن الجميع متساو طبقا للائحة الأجور. ولا أقول ذلك تجنيا علي أهل ماسبيرو فالمعروف عني أنني أنحاز لتليفزيون بلدي دائما وهو ما دعاني لكتابة هذه السطور، خاصة بعد أن تلقيت خلال الأسبوع الماضي عدة إتصالات من بعض العاملين بشبكة أوربيت يشتكون من عدم تقاضيهم لرواتبهم منذ 5 شهور حتي أن البعض في شكواه قال: إن المخرج في التليفزيون المصري يحصل علي أجر أكثر من أجري بثلاث مرات، وهو نفس الوضع القائم في قنوات فضائية عديدة من أزمات مالية وتقاعس عن دفع رواتب العاملين بها. ولذلك فإنني أري أنه لا معني لإطلاق كلمات شائعة في ماسبيرو كضعف الإمكانيات والضائقة المالية التي قد تكون سببا في عدم القدرة علي التطوير،فكل ما يحتاجه الأمر هو الإاردة والتحدي ليعود ماسبيرو لمكانته، فلماذا لا يفكر العاملون في التخلي عن نسبة 1٪ من راتبهم الشهري لمدة عام واحد فقط نظير التطوير وتغيير الديكورات وغيرها مما تستلزمه أمور تحديث البرامج، قد يضيق البعض من هذا الإقتراح ولكنني أعلم أن كثيرين يرحبون به ممن لديهم نية التغيير وعودة ماسبيرو للصدارة، وأعتقد أن مثل هذه القرارات تحتاج حسما من القيادات لنري شاشة متطورة فعليا مع مطلع 2015 وليس مجرد تسميات جديدة لبرامج قديمة عزف عنها المشاهد، وأعلم أن عصام الأمير رئيس إتحاد الأذاعة والتليفزيون لديه الكثير من الطموحات والآمال لماسبيرو وأبنائه ولكن يد واحدة لا تصفق، فليتعاون الكبير والصغير من أبناء ماسبيرو ليكون 2015 عام الأمل والتحدي كما إختار التليفزيون له شعارا لبرامجه وتنويهاته علي الشاشة.