هل ترون «اللوجو» الشهير بالخط الأحمر لجريدة الأهرام؟ إن أحد الذين كتبوا هذا اللوجو على مر تاريخ الجريدة العريقة هو الخطاط الراحل سيد إبراهيم. ولا يذكر الخط العربى دون أن يذكر سيد إبراهيم.. الذى كان بحق عميدا للخط العربى فى العصر الحديث. عن هذا العملاق الراحل أصدرت مكتبة الإسكندرية - ضمن سلسلة دراسات الخط العربي المعاصر- كتابا بعنوان «سيرة العميد: سيد إبراهيم.. قراءة في سيرة عميد الخط العربي»، للباحث محمد حسن إخصائي بحوث الخط العربي بمركز الخطوط بمكتبة الإسكندرية. ويأتي الكتاب كإصدار جديد في سلسلة إصدارتها المميزة والراقية عن الخط العربي، حيث أن المكتبة تعد في طليعة المؤسسات الثقافية التي تهتم بالخط العربي وتاريخه، ولها الكثير من الإسهامات العلمية والثقافية في هذا المجال. ويمثل الخط العربي- في تاريخ الفن العربي الإسلامي- تيارًا له شخصيته المعبرة عن كل عصر؛ فكان كالكائن الحي، ينمو ويتفرع ويتجدد باستمرار، حتى بلغت أنواعه اثنَين وثمانين نوعًا متميزًا، مات بعضها واندثر لأنه لم يكن محاولة أصيلة للتجديد، ولم يستطع أن يعكس الضرورات الاجتماعية لحياة الناس.. ولا نظن أن أمة من الأمم قد تداولت الكتابة بهذا الشكل؛ فجعلت منها فناً قائمًا بذاته، كما حدث في حضارتنا العربية الإسلامية.. وهكذا كان الخط العربي- وما زال- أصل الفنون جميعها، لأنه يستمد نبله وشرفه من كتابة آيات القرآن الكريم. ويشير الدكتور عصام السعيد مدير مركز الخطوط والأستاذ بجامعة الإسكندرية إلى أن كتاب سيد إبراهيم يضم سيرة عميد الخط العربي، وأهم مراحل حياته المختلفة، مع عرض كامل لأهم لوحاته وتكويناته الخطية، وأهم كتاباته على العمارة داخل وخارج مصر. وتعرض الكتاب لنشأة سيد إبراهيم، وتدريسه في كلية دار العلوم والجامعة الأمريكية بالقاهرة ومعهد المخطوطات العربية.. فضلا عن ملخصات لمؤلفات وكتب سيد إبراهيم.. وطبيعة تأليفه. ويعتبر سيد إبراهيم أحد أهم خطاطي المدرسة المصرية، وتخطى دوره وظيفة الفنان، ثم المعلم الذي علم مئات الخطاطين فى أرجاء العالمين العربي والإسلامي، إلى طور المجدد والمطور، سواء في تشكيلاته الخطية في لوحاته، أو فيما هو أهم؛ وهو تحويل أغلفة الكتب المطبوعة إلى لوحات خطية رائعة، صارت محل عناية من هواة الخط العربي، فضلاً عن هواة اقتناء كل ما هو ثمين. لقد كانت أغلفة الكتب، قبل سيد إبراهيم، نمطية تخلو من الروح الجمالية للخط العربي، فصارت تنطق بالجمال والتناسق البديع. و الكتاب- على مدى 370 صفحة ملونّة من القطع الكبير - يقدم صورة لتاريخ مصر من خلال أعمال سيد إبراهيم؛ الخطاط الذي تجاوز كل تلك الأدوار كاملة، ليصل إلى مرحلة خاصة في تاريخ الخط العربي، وأيضًا في تاريخ مصر المعاصر. ويقول الدكتور عصام السعيد: إن مركز الخطوط سيستكمل دراساته عن الخطاطين المصريين والأجانب المقيمين في مصر، ليعطي صورة مختلفة لتاريخ فن الخط العربي في مصر خلال القرنين التاسع عشر والعشرين.
الكتاب: سيد إبراهيم.. قراءة فى سيرة عميد الخط العربى المؤلف: محمد حسن الناشر: مكتبة الإسكندرية- 2014 الصفحات: 370