عشية الذكرى الأولى للكشف عن فضيحة الفساد الكبرى التي تورط فيها رجب طيب أردوغان ووزراؤه، نظم أنصار الداعية الإسلامي فتح الله جولن والمنظمات المدنية والأحزاب السياسية المعارضة لحكومة «العدالة والتنمية»، مسيرات غاضبة في العديد من المدن التركية، احتجاجا على حملة اعتقالات جديدة. ونظم أنصار جولن مسيرات خاصة أمام مقار المحاكم، احتجاجا على حملة الاعتقالات الجديدة التي شملت 27 من الصحفيين ورجال الشرطة وفنانين، وتأتي بالتزامن مع الذكري الأولى لكشف فضيحة الفساد والرشوة يومي 17 و 25 من ديسمبر العام الماضي. وذكرت صحيفة «يورت»، أن المظاهرات جابت نحو 13 محافظة في اسطنبول وأزمير وقونيا وأورفة وأفيون وطرابزون وأرضرورم وبالكسير وأسكي شهير وسيواس وأضنة رافعة شعارات أهمها: انقلاب مدني مشابه للانقلاب العسكري، و الصحافة الحرة لن تسكت، وهكذا بدأ هتلر ، ولن ننسي السرقة رغم الاعتقالات». وقررت جماعة «خدمة» التابعة لجولن، الاستمرار بمظاهراتها أمام مقار العدل بكل أنحاء البلاد بالتناوب حتى إطلاق سراح الأبرياء المعتقلين. فى هذه الأثناء، بدأت محاكمة العشرات من مشجعي كرة القدم الأتراك بتهمة محاولة قلب نظام الحكم، وذلك بعد مشاركتهم في مظاهرات «جيزيه بارك» العام الماضي، فيما يعتبر أحدث الأمثلة على محاولات أردوغان قمع المعارضة. ويواجه 35 مشجعا من أعضاء «كارسي»، وهم ألتراس فريق بيشكتاش التركي الشهير ، السجن مدى الحياة، في حالة إثبات التهم الموجهة ضدهم، فيما تجمع الآلاف من ألتراس الفريق للتضامن مع زملائهم المتهمين. في غضون ذلك، هبطت الليرة التركية إلى أدنى مستوى لها في 11 شهرا مقابل الدولار واليورو، بعد أن سجل الدولار في تعاملاته مساء يوم أمس الأول 2،40 ليرة، إثر تصريحات أردوغان التي انتقد فيها الاتحاد الأوروبي لتدخله في الشئون الداخلية لبلاده، والتي قوبلت بانتقادات لاذعة. وأوضح الخبراء الاقتصاديون أن سبب هذا الانخفاض الحاد يعود إلى القلق من التراجع المحتمل بالنسبة للخطوات الواجب اتخاذها للانضمام إلى عضوية الاتحاد الأوروبي ،والخوف أيضا من استمرار الأزمة السياسية في البلاد. على صعيد آخر، واصلت وسائل الإعلام المحلية المناوئة للحكومة نقل ردود الفعل الدولية التي نددت بحملة الاعتقالات التي استهدفت الإعلاميين.