مع حلول فصل الشتاء، يعيش آلاف المواطنين بقرى محافظة الغربية، وتوابعها، فى عزلة شبه تامة عن المراكز والمدن بل والقرى الأم التابعة لها، بسبب عدم استكمال أعمال رصف الطرق المؤدية إليها، خاصة أن المسافات غير المرصوفة فى معظم هذه الطرق، تتراوح ما بين 500 متر وكيلو متر واحد، الأمر الذى يضاعف من معاناة هؤلاء المواطنين، طوال فترة الشتاء، وهطول الأمطار، ويجعلهم يعيشون فى "الوَحْل". ويؤكد عبد الحميد الغمرى (مدرس - من أبناء عزبة "كرمين" التابعة لقرية شبرا بلولة بمركز قطور) أن حال أهالى العزبة، إذا ما حلَّ فصل الشتاء، "كمثل الزجاجة إذا سُدَّت فُوهتها، مات مَنْ بداخلها"، مشيرًا إلى أنه "ليس لهم سوى طريق واحد يربطهم بمدينة قطور، التى بها جميع المصالح الحكومية، ولا يستطيعون استخدامه فى الشتاء، فلا يستطيع الموظف أن يذهب إلى عمله، ولا الطالب إلى مدرسته أو جامعته، ولايمكن لطبيب أو لسيارة الإسعاف أن تصل الى الأهالى ،مشيرًا إلى أن المسافة المتبقية من أعمال الرصف السابقة لهذا الطريق لا تتجاوز 900 متر فقط، وأنه سبق أن اعتمدت الوحدة المحلية بقرية "دماط"، مبلغ 250 ألف جنيه، لرصف هذه المسافة، إلا أنهم فوجئوا بتحويل هذا الاعتماد المالى إلى عزبة أخرى تسمى عزبة "عابدين". وأكد تجاهل المسئولين شكاواهم، مناشدا اللواء محمد نعيم، محافظ الغربية، مراعاة ظروف أكثر من 3 آلاف نسمة، بعزبة "كرمين"، واستكمال رصف الطريق الوحيد الذى يصلهم بالمدينة، خاصة المرضى الذين يترددون على المستشفيات وعيادات الأطباء. ويضيف أيمن عبد الخالق (من أبناء مركز قطور) أن عددًا كبيرًا من قرى مركز قطور، وتوابعها، إما محروم من الطرق المرصوفة أصلا، أو ما تم رصفه لم يكتمل رغم مرور بضعة أعوام على بداية الرصف، مؤكدًا أن إجمالى المسافات المطلوب استكمال رصفها على مستوى 200 عزبة وكفر، لا يتجاوز 20 كيلومترًا، وباستكمال رصفها تكون الدولة قد أراحت أكثر من 100 ألف نسمة. ويشير إلى أن من هذه القرى والعزب: قرية سماتاى، التى تم إدخال الصرف الصحى بها، لكن طريقها الذى يربط بين مركزى: قطور والمحلة الكبرى، لم يعد لأصله بعد أعمال الحفر، مما يجعله فى الشتاء عبارة عن "بركة" يسير فيها المواطنون، ويطالب بضرورة إرجاع الشىء لأصله، بعد تشغيل مشروع الصرف الذى تم الانتهاء منه منذ أكثر من عام. ومن العزب المحرومة من استكمال أعمال الرصف، أيضًا: عزبة الكوم التابعة للوحدة المحلية بقرية بلتاج، والتى تحتاج إلى رصف 600 متر من ناحية الطريق الدولى، أو 800 متر من ناحية قرية بلتاج، وعزب: الدميرى، والبطرخانة، أبو عبد الله، والطرابلسى، التى تتبع قرية ميت الشى، وتقع جميعها على طريق واحد، مرصوف نصفه، وباقى مسافة لا تتجاوز كيلو متر واحدا، تحتاج إلى الرصف. وكذلك الحال بالنسبة لعزبتى: خورشيد وحبس، التابعتين لقرية شبرا نباص، حيث تم رصف نصف المسافة، وباق أقل من كيلو متر، وكذلك عزبة أبو يوسف التابعة لقرية أبو جندى، بالوحدة المحلية لقرية شبرا نباص، وعزبة غربى، التابعة لقرية محلة مسير، حيث توجد مسافة 900 متر غير مرصوفة. ويتساءل "عبد الخالق" أيهما أهم: إعادة رصف طريق مرصوف، أم استكمال رصف طريق لم يكتمل رصفه؟ مطالبًا اللواء محمد نعيم، محافظ الغربية، بضرورة الاهتمام بأهالى القرى والعزب، وتخفيف المعاناة عنهم، باستكمال رصف الطرق، وإعادة الشيء لأصله. من جانبه، يؤكد عبد الرحمن العرباوى، رئيس مركز ومدينة قطور، أن الخطة الاستثمارية لمركز ومدينة قطور، للعام المالى 2014/2015 تشمل فى قطاع الرصف: استكمال رصف مدخل عزبة عابدين، وكذلك مدخل عزبة مدكور، وإحلال وتجديد المحور المرورى داخل مدينة قطور، مارًّا بشارع الخليج حتى تلاقيه مع شارع (قطور - الشين)، بالإضافة إلى رصف 8 شوارع أخرى بالمدينة، وأضاف أنه بالنسبة لطريق قرية سماتاى، فقد تم مخاطبة شركة مياه الشرب والصرف الصحى بالغربية، لدفع قيمة "رد الشىء لأصله"، حيث تم إجراء مقايسة جديدة لرصف الطريق كاملا، بعد الانتهاء من مشروع الصرف الصحى.