قال الله تعالى عز وجل (فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ) وقال تعالى (افأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين ) (فأصدع بما تؤمر واعرض عن المشركين ) (لست عليهم بمسيطر ) (إنا كفيناك المستهزئين ) (طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى إلا تذكرة لمن يخشى). الآيات كثيرة ولا يتسع المقام لحصرها وذكرها جميعا والتى تؤكد جميعها على لسان رب العزة وخالق الكون بكل من وما فيه من انس وجان وجماد وحيوان وسماء وارض انه تعالى غنى عن العالمين جميعا وانه خلق هذا الكون ليرى ويعرف الناس أن هناك الاها متصرفا حاكما ومسيطرا على كل شئ وخلق كل شئ بقدر ولا يعنيه إيمان الناس جميعا أو كفرهم جميعا قال تعالى (مايفعل الله بعذا بكم )، وقوله تعالى (ما خلقت الإنس والجن الا ليعبدون ) الذى فسرها معظمهم العلماء إلا ليعرفون ويهتدون إلى خالقهم. وقضية الإلحاد التى أثيرت مؤخرا عبر وسائل الإعلام حسمها المولى عز وجل في آيات كثيرة دلل بها المولى عز وجل لنا في قرآنه إن الدنيا إذا كانت تساوى لديه عز وجل جناح بعوضة ما سقى فيها كافر شربة ماء وإنما الهدف هو حرية العقيدة والاختيار وإلا لو شاء الله لهدى الناس جميعا كما ذكر فى محكم التنزيل فمن آراد الإيمان طواعية وعن هداية واقتناع فليؤمن ومن أراد الكفر والإلحاد وإنكار الخالق فليكفر وحسمها القرآن ( لا إكراه فى الدين ) وكل في النهاية محاسب على ما أراد واختار لنفسه دونما أن يكره غيره على اعتناق معتقده . وهنا نقول لن يضير الإسلام شيئا أن يلحد واحد أو اثنين أو ألف آو ألفين وعندما دعا سيدنا إبراهيم المولى عز وجل ( رب اجعل هذا البلد امنا وارزق أهله من الثمرات من امن منهم بالله واليوم الاخر قال ومن كفر .....الخ ) فالرزق كفله الله للجميع المؤمن والكافر وقوله تعالى لو خلقتموهم لرحمتموهم ... والمؤكد أن كلا منا حر فى معتقده إيمانه أو كفره أو إلحاده بعد إيمانه لكن دون التأثير على الغير أو الدعوة بالباطل لما يعتقده ،هنا يجب على الجميع التصدى لمن يحاول تكفير غيره أو شده معه إلى هاوية الكفر والضلال قال تعالى (ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون فى أسمائه ) وقال تعالى (والذين تدعون من دون الله عباد امثالكم ) وغيرها (والذين تدعون من دونه لا يستطيعون نصركم ولا أنفسهم ينصرون ) وقال أيضا (واتل عليهم نبأ الذين آتيناه آياتنا فانسلخ منها فاتبعه الشيطان فكان من الغاوين ) وقوله تعالى (أيشركون ما لايخلق شيئا وهم يخلقون ). فالآيات واضحة آيات الإيمان وحرية العقيدة، وآيات الكفر والإلحاد واضحة أيضا كل الوضوح والقرآن والسنة مليئة بما يدل على كل منهما عملا بقوله تعالى (لا اكراه فى الدين ) ويجب إعمال العقل ومناقشة الملحد أو المرتد قال تعالى (وجادلهم بالتى هى أحسن ) وقال أيضا (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة ) فإذا رجع الملحد إلى جادة صوابه وتبين خطأ معتقده ورجع إلى إسلامه فأهلا ومرحبا وإذا تمسك بما يرى ويعتقد فهو حر فى ما اختار إيمانا بقوله تعالى ( من يضلل الله فلا هادى له ) .. وقال الشيطان لما قضي الأمران الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لى عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لى فلا تلومونى ولوموا أنفسكم ... الخ الاية الكريمة . القرآن ملئ بالآيات الواضحة الدالة على حالة المؤمن والكافر وحال كل منهما فى الدنيا والآخرة والمال الذى سيتجهون إليه، لا يتسع المقام لذكرها إجمالا وتفصيلا فمن أراد الإلحاد له سبيلا فبئس ما اختار وله بئس الخاتمة وبئس الآخرة وسوء الحساب ،ومن اختار الاخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكورا .. لكن من أراد أن يدعو لهذا (الإلحاد) وسوء المعتنق فنحن له بالمرصاد (وقاتلوهم حتى لاتكون فتنة ويكون الدين كله لله ) وعلى الله قصد السبيل ولله الحمد من قبل ومن بعد على نعمة الهداية والإيمان . لمزيد من مقالات فهمي السيد