حكاية شعب..إخفاقات..وآمال ..و تحديات قائمة

الرئيس..9مشروعات قوميه و تنمويه كبرى تقفز بمصر خلال سنوات خارج دائرة الفقر

ها هو عام 2014 يوشك على الرحيل بخيره وشروره الجسام و أيام الاضطرابات و الصعوبات أبرزها عناصر مثلث الشر ( الاهمال و الفساد و الارهاب ) لنستقبل عاما آخر 2015 نقف على أبوابه حاملا العديد من التحديات القائمة منها على سبيل المثال لا الحصر ، القضاء على نسبة الفقر التى تحاصر 26% من المصريين و تحقيق مطالب ثورتى 25 يتاير و 30 يونيو المتمثلة فى ( عيش ، حرية ، عدالة اجتماعية).
صحيح أن الرئيس المنتخب عبد الفتاح السيسى و حكومة المهندس ابراهيم محلب يسابقان الزمن لتحقيق ما هو أفضل للوصول بمصر الجديدة إلى بر الأمان و تلبية احتياجات الملايين من أبناء شعب عانى الأمرين من طغيان نظامين متتاليين ( مبارك مرسى) الأول بفساده ، والثانى بمحاولاته الهيمنة على مقدرات شعب و تغيير هويته و جذوره الثقافية ، فثاروا عليهما مرتين فى عامى 2011 و 2013 .
واذا كان بعضنا قد فقد الثقة فى تحقيق الآمال والطموحات ، فإن الأبرز فى المشهد يؤكد أن الغالبية ما زالت على حلمها بأن الأمل المنتظر فى نهاية النفق سيتحقق بالخروج من الأزمات الطاحنة التى تحاصرغالبية أبناء الشعب المصرى بوقوفهم صفا واحدا خلف الإدارة للقضاء على مثلث الشر (الاهمال و الفساد و الارهاب) لبناء مصر الجديدة بمحاصرة الفقر و التوزيع العادل للدخل و عودة الدور التاريخى لمصر كقوة اقليمية حقيقية برغم التحديات الخارجية و الداخلية التى تواجهها منذ ثورة 30 يونيو .
ولأن الرئيس المنتخب يعلم أن تحقيق الأمل يعتمد فى المقام الأول على الصراحة و المكاشفة ، ومن ثم الرهان لديه قائم على ضرورة العمل المتواصل والقيادة الرشيدة فى كل موقع خدمى و إنتاجى .
ما سبق دفعنا لأن نلقى الضوء على مفردات أجندة الرئيس وطموحاته لانجاز برنامج وطنى خالص تواجهه تحديات رهيبة للخروج من نفق مظلم أنتجه نظاما ( مبارك مرسى) إلا أن الآمال مازالت ممكنة لتحقيق طموحات شعب مازال يحلم بالعيش و الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية .
واليوم دعونا نلقى الضوء على ما تحقق من مفردات أجندة الرئيس و برنامجه فى ستة أشهر و ما ينبغى تحقيقه فى 2015 ، غير أنه يتوجب لفت النظر إلى أن المدة الزمنية قصيرة و الآمال تتطلب زمنا أطول للقضاء أولا على موروث طالت سيطرته على الجسد والنفوس ومواجهته بحسم يبقى هو الحل ، فمادا فعل الرئيس ؟ تعالوا ننظر و نقرأ بهدوء حكاية شعب مصر الجديدة .
بعد مضى 180 يوماً على تولى الرئيس عبد الفتاح السيسى مسئوليته ..شهدت البلاد تحسنا ملحوظا بعد أكثر من 3 سنوات عجاف من عدم الاستقرار والتدهور الاقتصادى والانفلات الأمني، فخلال أكثر من 6 أشهر فى الحكم واجه الرئيس السيسى عدة تحديات لتنفيذ رؤيته التنموية لمصر عبر مشروعات قومية كبرى توظف إمكانات وثروات الدولة وتحقق دفعة قوية للاقتصاد المصري، فضلا عن التحدى الأكبر لمواجهة خطر الإرهاب.
و شهدت الفترة الماضية إصدار عدة قوانين تهدف إلى إعادة الانضباط للجهاز الإدارى للدولة وتحقق الإصلاحات السياسية والتشريعية والإدارية وتمكين الشباب ، فضلا عن تحقيق العدالة الاجتماعية من خلال تطبيق الحد الأدنى والأقصى للأجور على جميع موظفى الدولة دون استثناء، بالإضافة إلى إقامة علاقات دولية متوازنة تعكس رؤية "مصر الجديدة" لمستقبلها وتعزز شراكتها الإقليمية والدولية لتعيد إليها دورها الريادى فى منطقة الشرق الأوسط.

المشروعات القومية
نجح الرئيس السيسى فى تحقيق رؤيته التنموية لمصر من خلال عدد من المشاريع القومية الكبرى لتواجه التحديات الحالية وتحقق خلال سنوات قفزة نوعية فى الاقتصاد المصرى لتخرج بالبلاد من دائرة الفقر.
وكان أبرز هذه المشروعات مشروع قناة السويس الجديدة واختصار الفترة الزمنية لتنفيذ المشروع من ثلاث سنوات إلى سنة واحدة ، وهو الأمر الذى سيؤدى إلى مضاعفة دخل القناة خلال فترة زمنية وجيزة.
وقد نجح الرئيس السيسى فى حشد الشعب المصرى لجمع 64 مليار جنيه لمصلحة مشروع القناة الجديدة خلال 10 أيام من خلال شراء شهادات قناة السويس، وهو ما يعكس توحيد الصف المصرى خلف رئيس لديه رغبة حقيقية فى القفز بمصر إلى مستقبل أفضل.
كما أطلق الرئيس مشروع مركز الدعم اللوجستى لتخزين الحبوب بدمياط وهو ما يجعل مصر منفتحة على السوق العالمية بشكل أكبر خلال السنوات القليلة المقبلة ، حيث تعد مصر من أكبر المستوردين للحبوب وإنشاء هذا المركز يضمن تخزين كمية ضخمة من الحبوب فى ظل نظام متطور يدير المركز مما يحولها خلال سنوات من مستورد إلى مصدر.
وتضمنت المشروعات القومية أيضا مشروع استصلاح 4 ملايين فدان والبدء فى تنفيذ المرحلة الأولى باستصلاح مليون فدان، بالإضافة إلى مشروع الشبكة القومية للطرق الذى يهدف إلى إنشاء وتطوير شبكة طرق جديدة تمتد بطول 3200 كيلومتر والتوسعات فى المناطق الصناعية والبدء فى إنشاء المركز العالمى للتجارة على خليج السويس بما يتضمنه من مشروعات سياحية وتجارية وترفيهية، فضلا عن مشروع مليون وحدة سكنية لمحدودى الدخل.
كما أطلق الرئيس مشروع تطوير المنطقة المحيطة بمطار القاهرة وتحويلها إلى منطقة تجارية واستثمارية ولوجستية ، فضلا عن مشروعات المجتمعات العمرانية الجديدة فى عدد من المناطق من بينها الاسماعيلية الجديدة وشرق بورسعيد وإحياء مشروع توشكى ومشروع تنمية الساحل الشمالي.
وتعكس هذه المشاريع رؤية الدولة للإسراع فى عملية التنمية لاستيعاب البطالة وفتح فرص العمل بشكل أكبر للشباب وتوظيف ثروات الدولة ومقوماتها الاستثمارية المختلفة ، مما ينعكس بدوره على تحقيق قفزة متكاملة فى أنحاء مصر.

لقاءات مكثفة لمتابعة المشروعات
عقد الرئيس منذ توليه الحكم أكثر من 60 اجتماعا مع أعضاء حكومة المهندس إبراهيم محلب ، وذلك للوقوف بشكل مستمر على أهم الجهود التى تبذلها الحكومة فى مواجهة الملفات المزمنة وتنفيذ المشروعات التى تهدف للنهوض بالمجتمع وحل المشكلات الحياتية للمواطنين فى مقدمتها توفيز المواد الغذائية ومواجهة ارتفاع الأسعار والحد من الحوادث المرورية وأزمة انقطاع الكهرباء والبطالة والمشروعات العمرانية وترسيم الحدود بين المحافظات.
وقد أكد الرئيس مرارا فى توجيهاته للوزراء بأن يتم تنفيذ المشروعات التنموية والقومية فى وقت زمنى قياسى بأعلى جودة وأقل تكاليف ومتابعتها باستمرار.

قوانين وإصلاحات تشريعية
وبناء على سلطة التشريع التى خولها له الدستور الجديد فى المرحلة الانتقالية للبلاد ، أصدر الرئيس عددا من القوانين المهمة التى تمس حياة المواطنين وأمنهم واستقرارهم ، كما تهدف إلى إجراء إصلاحات تشريعية وإدارية فى مؤسسات الدولة والقضاء على الفساد.
ويأتى على رأس هذه التشريعات إصدار قانون بتأمين وحماية المنشآت العامة والحيوية والتى يخول للقوات المسلحة مشاركة الشرطة فى حماية هذه المنشآت ويعتبر المنشآت الحيوية العامة فى حكم المنشآت العسكرية.
وأصدر أيضا قرارا بقانون بزيادة المعاشات لسنة 2007 بأثر رجعى بنسبة 5% لتصل إلى إلى 15% ، أسوة بالعاملين فى الدولة، كذلك أصدر قانونا بتعديل قانون التقاعد للقوات المسلحة يتضمن صرف منح عاجلة لأسر الشهداء والمفقودين فى العمليات العسكرية.
وفى إطار القرارا ت الاقتصادية المهمة التى أعلنها الرئيس قبل اعتماده الموازنة العامة لعام 2014/ 2015، أصدر قرارا جريئا بخفض الدعم على المنتجات البترولية بهدف معالجة التشوهات القائمة فى منظومة الدعم الذى لا يصل إلى مستحقيه ، وهو ما وفر للموازنة العامة للدولة أكثر من 50 مليار جنيه بعد أن رفض الرئيس اعتماد الموازنة الأولية التى كان يشوبها عجز كبير تتحمله الأجيال القادمة. وقد تم اعتماد الموازنة العامة للدولة بإجمالى تريليون و16 مليار جنيه.
كما أصدر قرارا بقانون بشأن الحد الأقصى للعاملين فى الدولة، بحيث لا يتعدى الحد الأقصى لأجر أى عامل للأجور من العاملين فى الحكومة اثنين وأربعين ألف جنيه شهريا، مع الالتزام بتطبيقه على جميع الهيئات والمؤسسات الحكومية دون استثناء.

معركة شرسة ضد الإرهاب
خاض الرئيس معركة شرسة ضد الإرهاب الذى تمارسه عناصر جماعة الإخوان والتنظيمات الإهابية الأخرى التى تعمل تحت عباءة الجماعة فى مختلف ربوع مصر ، وخاصة فى شمال سيناء ، بلغت ذروتها فى هجوم كرم القواديس الإرهابى الذى راح ضحيته نحو 26 ضابطا وجنديا من أبناء القوات المسلحة ، وهو ما واجهه الرئيس باتخاذ إجراءات رادعة تضمنت تنفيذ عمليات عسكرية موسعة فى ربوع سيناء للقضاء على العناصر الإهاربية ، حيث لاقت هذه العمليات نجاحا كبيرا فى القضاء على الإرهاب بشكل ملحوظ.
كما تضمنت الإجراءات إعلان حالة الطوارئ وحظر التجوال فى المنطقة الحدودية بشمال سيناء ، كما اتخذ قرارا جريئا بإخلاء الشريط الحدودى من السكان الذين سيتم نقلهم إلى مدينة "رفح الجديدة" التى ستكون بمثابة مجتمع عمرانى متكامل يراعى خصوصيات وتقاليد القبائل البدوية.
وحاول الرئيس جاهدا طوال الفترة الماضية إبراز قضية مكافحة الإرهاب الذى يضرب منطقة الشرق الأوسط خلال زياراته الخارجية ولقاءاته الدولية مع مختلف الرؤساء، حيث سلط الضوء على أهمية تعزيز التعاون الدولى فى مجال مكافحة الأرهاب لمنع انتشاره بما قد يطول الدول الغربية.

لقاءات وزيارات دولية مكثفة
استهل الرئيس لقاءاته الدولية مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، فى مطار القاهرة فى أثناء عودته من رحلة علاجية فى المغرب.
كما قام الرئيس بزيارة إلى الجزائر التقى خلالها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، حيث بحث معه ملف مكافحة الإرهاب الذى تصدره الميليشيات الإرهابية فى ليبيا إلى دول الجوار وكذلك تأمين مصر بإمدادات الغاز.
كذلك شارك الرئيس فى القمة الإفريقية بغينيا الاستوائية، حيث عقد لقاءات قمة مع رئيس موريتانيا، ورئيس السنغال، رئيس تنزانيا، رئيس أوغندا، رئيس مالي، رئيس جنوب السودان سيلفاكير، رئيس غينيا الاستوائية ورئيس وزراء إثيوبيا، وخلال عودته زار الخرطوم وعقد لقاء قمة مع الرئيس السودانى عمر البشير.
كما حازت القضية الفلسطينية اهتماما كبيرا خلال الأشهر القليلة الماضية، حيث نجحت مصر فى وقف الهجوم الإسرائيلى على غزة ، كما نظمت مؤتمر إعادة إعمار غزة والتى نجحت خلاله فى جمع5.4 مليار دولار لإعادة إعمار القطاع ، فصلا عن إجراء عدد من المقابلات بين الرئيس ونظيره الفلسطينى لمناقشة آخر التطورات الخاصة بعملية السلام. كما التقى الرئيس الأمريكى باراك أوباما وعددا من رؤساء الدول الأوروبية والآسيوية ، حيث تركزت المباحثات خلال هذه اللقاءات على التعريف بمصر الجديدة وجذب الاستثمارات الدولية لدعم الاقتصاد المصرى ، فضلا عن ملف مكافحة الإرهاب وأهمية تعزيز التعاون الدولى فى هذا المجال.
كما توج الرئيس زياراته الدولية بجولة أوروبية شملت إيطاليا وفرنسا ، تركزت على تعزيز العلاقات الاقتصادية وتوقيع عدد من الاتفاقيات الثنائية بمنح وقروض ميسرة .
ومن المنتظر أن يقوم الرئيس السيسى بزيارة تاريخية إلى الصين فى ديسمبر الحالي، لتعزيز العلاقات الاقتصادية، وعرض فرص الاستثمار فى مصر، و دعوة الصين للمشاركة قى المؤتمر الاقتصادى المصرى المزمع عقده فى شهر مارس المقبل.
ويأتى ذلك فى نفس الوقت الذى يسعى فيه الرئيس جاهدا الى استعادة مصر للاستثمارات الأجنبية.

تواصل مستمر مع المواطنين
أكد الرئيس خلال حملته الانتخابية أهمية التواصل المستمر مع المواطنين ، وشهدت بداية حكم الرئيس استقباله سيدة عجوزا تبرعت بقرطها الذهبى الذى تملكه لصندوق "تحيا مصر"، حيث حرص الرئيس على استقبالها بنفسه داخل مقر الرئاسة ، كما لم يتوان عن زيارة السيدة، التى تعرضت للتحرش فى ميدان التحرير خلال الاحتفال بفوزه فى الانتخابات الرئاسية ، فى المستشفى للاعتذار لها.ولم يكتف بهذه الزيارة ، بل وجه بتشديد الإجراءات الأمنية لمواجهة ظاهرة التحرش وتغليظ العقوبة على مرتكبى هذه الجريمة. كما استقبل الرئيس أحد الأطفال المصابين بمرض السرطان بعد أن طلب الطفل لقاءه.
وفاجأ الرئيس أحد ذوى الاحتياجات الخاصة بقبول دعوته لحضور افتتاح الدورة الإقليمية الثامنة لألعاب الأوليمبياد الخاص، كما أعلن خلال الافتتاح إنشاء 4 تجمعات لذوى الاحتياجات الخاصة تضم مستشفيات ومدارس وأندية لرعايتهم.

تحديات ضخمة خلال 2015
عام يمضى ويبدأ عام جديد يواجه فيه الرئيس تحديات ضخمة متمثلة فى الانتهاء من مشروع قناة السويس الجديدة فى موعد غايته الخامس من أغسطس المقبل ، فضلا عن الانتهاء من مدينة الاسماعيلية الجديدة فى نفس الموعد، والانتهاء من مشروع استصلاح مليون فدان وحفر الآبار الجوفية لتوفير الموارد المائية لزراعة الأراضى المستصلحة.
كما يواجه الرئيس تحديا كبيرا لحل أزمة انقطاع الكهرباء قبل حلول الصيف المقبل وذلك بإضافة 3200 ميجاوات جديدة من خلال إنشاء محطات جديدة ، فضلا عن توفير الوقود اللازم لتشغيل هذه المحطات تبلغ تكلفة هذه الخطوة ما يقرب من 40 مليون جنيه.
ومن أبز التحديات الأخرى أمام الرئيس خلال العام الجديد توفير وحدات سكنية لمحدودى ومتوسطى الدخل وذلك بتنفيذ المشروعات التى تعدها وزارة الإسكان بإقامة عدد من التجمعات السكنية.
كما يبقى ملف مكافحة الإرهاب هو التحدى الأخطر أمام الرئيس السيسى حتى يشعر الشعب بجهود وثمار التنمية ، حيث تبذل حكومة المهندس إبراهيم محلب جهودا ضخمة لدفع استقرار الأوضاع الأمنية فى البلاد بما ينعكس بشكل مباشر على زيادة الاستثمارات وتنشيط السياحة.