أشياء كثيرة نلقيها فى القمامة دون أن نلقى لها بالا، أو نحسن استغلالها عن طريق تدويرها فتتحول إلى نكبة بدلا من كونها ثروة الارتفاع الكبير فى حجم المخلفات نتيجة تغير العادات الاستهلاكية للمصريين على مختلف طبقاتهم المعيشي والكراكيب التى تزاحمنا فى كل مشهد من معايشنا اليومية فى المنازل والعمل والشوارع. المخلفات تشمل المواد البلاستيكية والزجاجية والمعدنية والخشبية والعضوية والقماش والورق وزيت الطعام، والعقد الأخير شهد زيادة هائلة فى معدلات الاستهلاك على مستوى العالم، نظرا لاعتماد الناس على المعلبات بدلا من الأطعمة الطازجة، الأمر الذى نتج عنه ارتفاع كبير فى حجم مخلفات الاستهلاك السريع دون فرز من المنبع أو إعادة تدوير قبل التخلص منها أو جمعها من خلال الشركات أو جامعى القمامة للاستفادة منها. ويسبب دفن النفايات بالطرق التقليدية» دون معالجاتها تحللها وتسرب ما تحتويه من سموم إلى مصادر المياه سواء كانت جوفية أو سطحية وكذلك إلى التربة مما يضر بالدورة الطبيعية للنبات، كما يؤدى الى انبعاث غازات سامة مثل ثانى أوكسيد الكربون الذى يتسبب فى قتل الغطاء النباتى ويرفع درجة حرارة الأرض، أما التخلص من النفايات بالحرق فهى طريقة تتسبب فى انبعاث ملوثات غازية خطرة. واغلب الطرق غير القانونية المستخدمة فى التخلص من هذه النفايات فى البحار والانهار أشد ضررا وفتكا بالبيئة وبصحة الإنسان والكائنات الحية. وتأتى إعادة التدويركحل للاستفادة من المخلفات ينطوى على فوائد عدة أهمها تقليص التلوث البيئي، وما يتبعه من تراجع الأمراض والحفاظ على صحة البشر وزيادة معدلات الإنتاج، وكذلك خفض الضغط على الموارد الطبيعية بإبطاء معدلات استنزافها، لأن التدوير - كمثال - يقلص الحاجة إلى قطع الأشجار لصناعة الورق وغيره. فمثلا الحديد المسترجع يخفف من استهلاك المواد الخام المستخرجة من باطن الأرض، وكذلك كل طن من البلاستيك المسترجع يؤدى لتوفير نحو 700 كيلو جرام من البترول الخام،، بالإضافة إلى أن كل طن من الكارتون المسترجع يوفر 2.5 طن من خشب الغابات، وكل ورقة مسترجعة توفر لترا من الماء و2.5 وات/ ساعة من الكهرباء، و15 جراما من الخشب، واسترجاع كيلوجرام من الألومنيوم يوفر نحو 8 كيلوجرامات من مادة البوكسيت و4 كيلوجرامات من المواد الكيماوية و14 كيلووات/ ساعة الكهرباء. كما أن إعادة تدوير فضلات الطعام وتحويلها إلى سماد بيولوجى يستخدم فى عمليات التحلل العضوى فى الزراعة، كما أن غاز الميثان الناتج عن هذه العملية يستخدم انبعاثه فى توليد الطاقة الكهربائية، بالإضافة إلى أن صناعة تدوير المخلفات توفر فرص عمل كثيرة حيث تمر بمراحل عدة تحتاج إلى أيد عاملة ومليارات الدولارات، فالمخلفات كنز مهمل لا يتم استغلاله، والتدوير اتجاه عالمى لتقليل استخدام الخام، وبالتالى تقليل المخلفات. الحل فى الوعى والفرز كما ينصح الخبراء يكمن فى نشر الوعى البيئى لدى عامة الناس بطرق الفرز من المنبع قبل التخلص من مخلفاتهم، مشيرا إلى ضرورة تشجيع عملية الاسترجاع الحرارى التى اتجه إليها العالم المتقدم، حيث يتم التخلص من90% من المواد الصلبة، وتحويلها إلى طاقة حرارية لاستغلالها فى العمليات الصناعية أو توليد البخار أو الطاقة الكهربية. وأخيرا، تكون مشاركة المواطن بجانب منظمات المجتمع مع الحكومة الاساس فى تعميم تجارب تدوير المخلفات، وعدم إلقاء اللوم على وزارة البيئة وجهازها، لآن دوره تنسيقى بين الوزارات، وأن المشكلة ترجع الى قلة وعى المواطن، وقلة حيلة الحكومة، بإمكاناتها المتواضعة فى إزاحة هذا الإرث الثقيل من المشكلات البيئية اقول هذا مشاركة لخطة تصحيح الاوضاع بالتدوير التى بدأتها دكتورة ليلى اسكندر مع غرف صناعة الكيماويات وغيرها بمساعدة جمعيات المجتمع المدنى للقضاء على المخلفات من المنبع من البيت قبل ان تبعثرها ايدى جامعى القمامة والروبابيكيا لتصنع بها تلالا من المخلفات والقمامة والاوبئة والمسرطنات. لمزيد من مقالات ياسر عبيدو