أنا سيدة أقترب من سن الثلاثين، بدأت حكايتى عندما ارتبطت بزميل لى فى الجامعة، ولما أخبرت أهلى بحبه لى، ورغبته فى الزواج منى اعترضوا بشدة لوجود مشكلات عديدة فى أسرته، لكنى حاربت الجميع من أجله، فلقد كانت رغبتى فى أن أستمر معه، وزادنى تمسكا به ما لمسته فيه من أخلاق وطيبة وحب، برغم الظروف المحيطة به، وتزوجته، وعشنا أحلى أيام عمرنا، ورزقنا الله بطفلين وفرحنا بهما كثيرا، ثم وقعت المفاجأة الصادمة التى جعلتنى أشعر، وكأننى أهوى من برج عال، بلا أعمدة ولا أساس، إذ اكتشفت أنه على علاقة بأخرى، بل بآخريات، وعندما واجهته بما عرفته، أنكر فى البداية، ثم برر سلوكه هذا بأنه توجد مشكلات كثيرة فى علاقتنا الزوجية، الرد مؤلم، ولم أكن أتصور أن تصل به الحال إلى هذه الدرجة من التدنى الاخلاقى، والدينى، وكل ما أريده هو أن أحافظ على حياتى الزوجية، وأن ينشأ أولادى بين ابويهما، أى أننى لا أريد أن أخرب بيتى وحياتى، كما أن الشك تجاهه تملكنى، ولم أعد أثق فى كلامه ولا تصرفاته، برغم أنه وعدنى ألا يفعل ذلك مرة أخرى، فالهواجس تقتلنى، ولا أدرى كيف ذهب حب أحد عشر عاما مع الريح، بمنتهى السهولة، ثم كيف تخفى الطيبة والوداعة والسعادة وراءها غدرا وخيانة؟ ولكاتبة هذه الرسالة أقول: ما غاب عنك يا سيدتى وأنت تدرسين فى كليتك أن حب الجامعة، ليس هو الحب الذى يبنى البيوت التى تستمر إلى نهاية العمر، وأن نجاح الزيجات التى تبدأ بهذا الحب لابد أن يستند إلى موافقة الأهل والتواصل المستمر بين الطرفين لفترة مناسبة، يستطيع خلالها كل طرف أن يقف على طبائع وعادات وسلوك الطرف الآخر، لكن أن تتزوج الفتاة رغما عن أسرتها، فهذا هو ما يجب التحذير منه، فالعنصر المشترك فى كثير من الرسائل التى تأتينى من هذا النوع هو أما أن الزيجات تنتهى بالفشل، أو توشك أن تفشل مع أول رياح شديدة تهب عليها، وهو ما حدث معك وما تخشينه الآن، فكل همك أن تحافظى على بيتك، لكن ما علمتيه عنه من سلوك معوج، سوف يظل هاجسا يطاردك ليلا ونهارا، فإذا استسلمت له، فسوف تنفجرين فى أى لحظة، وقد تتوقف سفينة حياتكما الزوجية إلى الأبد، ويتعين وقتها على كل منكما أن يبحث عن نصف آخر جديد يكمل معه المشوار!. نعم يا سيدتى: الأمر فى حاجة إلى جلسة مصارحة تامة يبوح فيها كل واحد للآخر بما يضمره فى نفسه، وتضعان النقاط على الحروف، بحيث يتوقف هو تماما عن المضى فى طريق الهلاك الذى دخله بإرادته، فأنت لم تمنعى نفسك عنه، وإذا كانت هناك مشكلات ما لا تستطيعن البوح بها، فلتناقشيها معه بصراحة ووضوح، لكى تصلا معا إلى طريقة لرأب ما أصاب حياتكما من تصدع وشروخ، وأعتقد أنه حريص على ارضائك، وهو يحبك بالفعل بدليل أنه وعدك بألا يعود إلى ما فعله مع أخريات ابدا، فإستثمرى هذا الود فى تجديد علاقتكما ومواصلة الحياة الحلوة والعشرة الجميلة والله المستعان.