ويمكن للمرء بسهولة أن »الخطوط الف بات الهم واحدا من المحيط إلى الخليج.. ففى أزمنة الأزمة عادة ما يتم البحث عمال جرى خطأ.. ولماذا لم تصمد مجتمعات وأنظمة أمام موجات من الغضب الاجتماعي، وحروب شائعات منظمة، وأجندات دولية لتقسيم العالم العربي، وأدوار جماعة الإخوان فيما جرى ويجري وبالطبع فإن الإعلام دوما فى عين العاصفة. ولقد ذهبت الى الفجيرة للمشاركة كمحاضر فى الدورة التدريبية للصحفيين العرب بشأن التغطية الصحفية والمعايير المهنية، وبعدها توقفت فى دبى لحضور منتدى الإعلام الإماراتي، وكان من الطبيعى أن يكون الحوار ملتهبا، والأسئلة صريحة بشأن واقع الحال فى الإعلام وما يعانيه من ضغوطات سواء من جانب الرأى العام أو السلطة أو القطاع الخاص، أو »وسائل التواصل الاجتماعي« وما بات يطلق عليه »الإعلام لجديد«. اصلة« ما بين الإعلام والسياسة قد بدأت فى التلاشي، إلا أن أهم ما يمكن تسجيله هو، أن قادة دولة الإمارات وكوادرها الإعلامية وشعبها يقفون مع مصر وقفة صادقة، وأن ما يربط ما بين البلدين أقوى من أى اختبارات أو فتنة من جانب الجماعة الإرهابية.. وهنا بعض مما جرى على هامش الحدثين. ... ومن المدهش أن تتحول »الإمارات فجأة« لهدف مباشر لعمليات قصف إعلامى متواصل، لم تترك شيئا إلا وأحاطته بالشكوك، فحرب الشائعات تستهدف رموز الدولة والقيادات والمشروعات التجارية والاقتصادية، بهدف تشويه سمعة الدولة، ومن بين الأهداف سيئة النية تجييش الرأى العام الدولى وجمعيات حقوق الإنسان ضد الإمارات، فضلا عن نشر شائعات تستهدف الوقيعة ما بين المواطنين والمقيمين بهدف ضرب استقرار البلاد، وروى أحد الصحفيين شائعة وقف تصاريح العمل للمصريين فى الإمارات (وهو ما تبين كذبه)، وكشفت المناقشات والمتحدثين عن خطة محكمة من عواصم معينة (تردد أنها قطر وتركيا)، ومن جماعات محددة (جماعة الإخوان الإرهابية) تقف وراء هذا الجهد المنظم. إعلام مبدع.. وإعلاميين مبدعين ولذا لم يكن غريبا أن يشدد الشيخ محمد بن راشد نائب رئيس دولة الإمارات، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، على الحاجة إلى إعلاميين مبدعين، كما أننا نحتاج الى مهندسين وأطباء ومدراء مبدعين، وقال إن الإعلام الإماراتى مرهون بزيادة مساحة المشاركة الإماراتية الشابة، وأكد أنه يريد أن يرى قيادات شابة ضمن قيادات الصفين الثانى والثالث. والرسالة ذاتها أكدها سلطان الجابر وزير الدولة الإمارتية ورئيس مجلس إدارة سكاى نيوز عربية، فقد دعا الى اهتمام الإعلام اليوم بجيل الشباب الذى يفضل الأخبار الواردة عبر وسائل التواصل الاجتماعى التى قد لا تتحلى دائما بالدقة، وفى رسالة موحية أكد الجابر أن من الضرورى تبنى التتقنيات الحديثة، ومواكبة التطور وتطوير المحتوى والمضمون الذى يخاطب العقل والمنطق. وهنا فإن الرسالة واضحة، وربما تحمل قدرا من اللوم والعتاب لوسائل الإعلام والإعلاميين، لإخفاقهم فى التواصل مع الأجيال الجديدة. جماعة تكفيرية تستقطب نجل علياء! ولعل من أهم اللحظات الإنسانية فى المنتدي، هو ما أفصحت عنه وروته الكاتبة الإماراتية المهتمة بوسائل التواصل الاجتماعى علياء العامري، كيف أن نجلها تعرض لعملية استقطاب من قبل جماعة تكفيرية عغبر وسائل التواصل الاجتماعي، وأكدت العامرى ضرورة دراسة مصادر ودوافع هذه الشائعات، وكيفية مواجهتها من خلال حجج وأسانيد قوية. ومن جانبها، قالت الكاتبة الإماراتية مريم الكعبي، إن هذا العصر هو »العصر الذهبي« للشائعات، بسبب ظهور وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي، وأشارت إلى أن هذه النوعية من حرب الشائعات الخبيثة تمثل حربا حقيقية لها دوافع شريرة ومغرضة، وجاء ذلك فى جلسة تناولت دور وسائل التواصل الاجتماعى فى نشر الشائعات. شائعات الإخوان ومن جانبه، طالب محمد يوسف رئيس جمعية الصحفيين الإماراتية، بضرورة وضع خطة على مستوى دولة الإمارات للرد على الشائعات التى يتم الترويج لها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ودعا الى تأسيس جهة أو مؤسسة رسمية فى الإمارات لرصد ومتابعة الشائعات الخطيرة والرد عليها، من خلال توضيح المعلومات الرسمية الصحيحة، وذلك على غرار مركز دعم اتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء المصري، وقال يوسف إن الشائعات الخطيرة والخبيثة يكون مصدرها غالبا منظمات وشبكات دولية، وأضاف أن هناك شبكات بعينها تدار من عدد من المدن حول العالم تقوم بترويج الشائعات الخبيثة عن الإمارات. وطالب يوسف بضرورة أن تضطلع وسائل الإعلام الإماراتية بدور لدحض ومواجهة تلك الشائعات، وركز الكاتب الكبير على ضرورة وضع خطة تتعلق بكيفية مواجهة شائعات الإخوان. ... وبعيدا عن دبي، لم يكن الوضع مغايرا، بل جهد كبير من إمارة الفجيرة حتى تضع نفسها على خريطة القصص الواعدة فى الإمارات والساحة العربية، وفى لقاء مع الشيخ حمد بن محمد الشرقى عضو المجلس الأعلى وحاكم الفجيرة بالإعلاميين المشاركين فى دورة التدريب الصحفي، التى نظمها اتحاد الصحفيين العرب، أكد أن «الإعلام المسئول هو واجهة المجتمعات المتطورة، وأوضح أن للإعلام دورا مهما ومميزا فى علاقة الدول بمجتمعاتها، وفى حوار مع »الأهرام«، أكد أهمية التضامن العربي، والعمل على استقرار الدول العربية، وأشار الى أن الجهود صادقة ومخلصة من أجل تعزيز العمل العربى المشترك، وأبدى اعتزازه بوجود الصحفيين من مختلف الدول العربية فى الدورة التدريبية (أكثر من 40 صحفى وصحفية). .. وقد تناولت الدورة التدريبية قضايا إعلامية متعددة، لعل أهمها: أهمية تدريب الصحفيين الشباب فى العالم العربي، وأكد سالم الجهورى رئيس لجنة التدريب باتحاد الصحفيين العرب، أهمية تغيير الخطاب الإعلامى بعيدا عن أى كراهية، وأوضحت أميمة كمال مدير تحرير أخبار اليوم أهمية ضبط الخطاب الإعلامى والتأكد من التناول الحيادى والاستقلالية فى تناول الموضوعات، ومن جانبه أكد مدير تحرير الأهرام، أن مصداقية الإعلام على المحك، وهو ما يتجلى فى الاتهامات العديدة الموجهة ضده من جهات مختلفة. ويبقى أن واقع الإعلام بات صعبا للغاية، وكشفت دراسة أخيرة بالجامعة الأمريكية فى مصر، عن أن الإنترنت »يأتى فى المرتبة الأولى كمصدر للأخبار للمصريين (4.45%)، والتليفزيون فى المرتبة الثانية 3.41%، وشفاهة 2.91% فى المرتبة الثالثة، والجرائد فى المرتبة الرابعة 2.35%، والراديو فى المرتبة الخامسة والأخيرة 2.04%، وجاء فيسبوك فى المرتبة الأولى ب 92% كوسيلة تواصل اجتماعي، والمسألة بعينها فى الإمارات.