يقول د. محرز غالى أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة : بعد عزوف لفترة عاد المشاهد لمتابعة برامج التوك شو من أجل متابعة أحداث وردود الأفعال حول محاكمة القرن وأرى أن تلك النوعية من البرامج ليس لها أجندات واضحة تناقش من خلالها القضايا ذات الأولويات المجتمعية المهمة وهى كثيرة ومتعددة ومنها قضايا الطفولة وأطفال الشوارع وأهمية الترابط الأسرى والمجتمعى فى مثل هذه الظروف التى تمر بها مصر وقضايا الفلاح ومشاكل الزراعة والصحة والصعيد وحلايب وشلاتين وسيناء ودور العلم والأزهر والدين فى بناء المجتمع كلها أمور لاتناقشها برامج التوك شو بعمق ولكن تبحث وفى كل ليلة عن حدث مثير لتسلط عليه الضوء أكثر مما يستحق وهذه واضح جدا فى طريقة التناول والهدف منها بلا شك هو جذب المعلن والمشاهد بغض النظر عن عواقب هذه الإثارة على المجتمع وهذا ماحدث فى محاكمة القرن من بعض الفضائيات حيث إستضافت شخصيات غير مؤهلة للحديث عن الحكم ولم يقرأوا الحكم من أساسه ولذلك حدثت الإثارة فى الشارع بفعل هؤلاء الضيوف وهذا التناول يحدث فى كثير من المواقف وهو خط واضح للفضائيات التى تبحث دائما عن ماهو مثير لان هذه الفضائيات هدفها الأول والأخير الربح لدفع الأجور الباهظة للمذيعين والمذيعات وعندما لم تجد ماهو مثير تختلق هى قضايا من أجل الإثارة مثل السحر والشعوذه والجنس والمحظورات الدينية، ويضيف بلا شك أصبح إعلام الدولة المتمثل فى الصحف القومية والتليفزيون المصرى هو الأكثر موضوعية ومهنية ويحرص على تقديم القضايا المثارة بكل مصداقية بالإضافة الى الأدوار الثقافية والتربوية والتعليمية التى يلعب الإعلام القومى. ويقول د.على عجوة أستاذ الإعلام: إن محاكمة القرن جعلت المشاهدين يلتفون حول الشاشات وقد أظهرت بعض السلبيات فى بعض برامج التوك شو والتى أصبحت مرتبطة بها فى كل المواقف ذات الطابع الجماهيرى وهى خلط الأمور بشكل يحدث معه بلبلة وتخبط لدى رجل الشارع الذى أصبح يستقى معلوماته من الفضائيات خاصة فى ظل وجود نسبة كبيرة من الأمية لاتستطيع التفرقة بين ماهو صحيح وماهو كاذب وتحصل على المعلومة كما هى دون تفكير منطقى فيهاو ويضيف أن ضيوف بعض برامج التوك شو أصبحوا وكأنهم موجهين أو هم كذلك بالفعل فالضيف منذ خروجه من بيته يضع فى تفكيره التوجه الذى تطلبه من هذه القناة أو هذا البرنامج ولذلك يجب التدقيق فى إختيار الضيوف ذوى المصداقية لدى رجل الشارع وهم موجودين ولكن معدى البرامج يستسهلون الضيوف المكررين والذين يعرفهم دون البحث فى شخصيات ورموز حقيقية موجودة فى مجالات المجتمع. وتقول د. هبة شاهين أستاذة الإعلام: شهدت بعض برامج التوك شو فى تناولها للأحداث الأخيرة ترهلا وهو ما أدى لإبتعاد المشاهدين عنها إلا أننى أعتقد أنهم عادوا مرة أخرى ليلة محاكمة القرن فنحن مجتمع يبحث عن ذاته ويبنى دولته ولذلك فالمطلوب من الفضائيات الخاصة التى تكون أكثر إيجابية فى بناء الوطن ووليس معنى هذا أنها لا تعرض السلبيات ولكن المطلوب عرض الإيجابيات أيضا بما يخدم رجل الشارع ويخدم عملية الإستقرار، وتضيف: إعلام الدولة أصبح أكثر مهنية ومصداقية بما يقدمه من تناول موضوعى لكل الأحداث على أرض مصر وخارجها.