المعتصم بالله حمدي علي غير المتوقع وبرغم سخونة الأحداث السياسية في الشارع المصري، حدث تراجع ملحوظ في نسب مشاهدة برامج «التوك شو»، وهذا ما أثر سلبيا علي حجم الرعاية الإعلانية لهذه البرامج التي زاد عددها بشكل كبير في العامين الأخيرين، ومن خلال السطور التالية نحاول معرفة سر هذا التراجع وإمكانية استمراره خلال الفترة المقبلة، خصوصاً أن الانتخابات الرئاسية علي الأبواب. الإعلامي معتز الدمرداش، أكد أن مفهوم برامج «التوك شو» لا ينطبق علي البرامج الحالية التي تعرف ببرامج الأحداث الجارية أو current affairs وبما أن الأحداث في الشارع المصري تزداد سخونة، فإن مشاهدة هذه البرامج أمر طبيعي، ومن يتحدث عن تراجع برامج «التوك شو» أو نهاية عصرها، فعليه مراجعة حساباته لأن الأحداث دائما هي التي تفرض نفسها، والمشاهد لا ينفصل عن الحدث اليومي، ويتواصل مع هذه البرامج بشرط أن تكون موضوعية ومهنية ومحايدة. وأوضح الدمرداش، أنه من الطبيعي أن تحدث فترة من تراجع نسب المشاهدة كل فترة، لأن الجمهور يشعر أحيانا أنه بحاجة إلي تجديد الشاشة التي يتابعها، فيبحث عن فيلم أبيض وأسود، أو برنامج منوعات مثل The voice، ولكنه في الوقت نفسه يشاهد أيضا برامج الأحداث الجارية. الفنان حسين فهمي، أكد أن مهارة أي مذيع هي الفيصل في إقبال المشاهد علي برنامجه، ولهذا نجد أن هناك برامج ترتبط بأسماء من يقدمها، وهذا الأمر موجود في كل دول العالم، وإذا تراجع أداء المذيع من المنطقي أن يحدث تراجع في نسب مشاهدة برنامجه، وأيضا تتراجع نسبة الإعلانات. وأوضح فهمي، أن المذيع المهني هو الأكثر قدرة علي الاستمرارية لأن الحيادية مطلوبة وتخلق نوعاً من الثقة لدي المشاهد، وفي حالة غيابها من المؤكد أن هذه الثقة ستهتز كثيرا، وبالتالي يبتعد المشاهد ويذهب لبرنامج أكثر مهارة وموضوعية ومهنية. وأكد الدكتور صفوت العالم، أستاذ الإعلام أن تراجع برامج "التوك شو" ما هو إلا مرحلة مؤقتة مرتبطة بالحالة المزاجية للمشاهد، ولكن هذا الأمر سيتغير خلال فترة الانتخابات الرئاسية، والنجاح الحقيقي لأي برنامج يتوقف علي مدي تقديمه لموضوعات في إطار من المهنية، كما أن المنافسة الشديدة بين برامج "التوك شو" ستكون في صالح المشاهد الذي يستطيع تحديد الشاشة التي يتواصل معها. وطالب العالم بأن تكون برامج "التوك شو" في خدمة المواطن وتعرض مشاكله، وتبتعد عن تصفية الحسابات والهجوم غير المبرر علي بعض الشخصيات، وأن يعيد مقدمو هذه البرامج حساباتهم في طريقة تناول الموضوعات التي يعرضونها. وشددت المذيعة هبة الأباصيري، علي أن برامج المنوعات ستعود قوية كما كانت قبل ثورة 25 يناير، خصوصاً أن المشاهد مل من تكرار البرامج الحوارية وتكرار ضيوفها، حتي إن هناك شخصيات تظهر أكثر من أربع مرات في اليوم الواحد في أكثر من برنامج، ومن الطبيعي أن يكون كلامها مكررا، وبالتالي يصاب المشاهد بحالة من الملل. وأوضحت الأباصيري، أنها تتوقع أن يستمر هذا التراجع خلال الفترة المقبلة إلي أن يأتي موعد الانتخابات الرئاسية، وسيكون هذا الحدث مسيطرا علي كل الشاشات، ولكن سيقل الاهتمام مجددا ببرامج الأحداث الجارية بداية من شهر رمضان المقبل لأنه ليس من المعقول أن يظل الجمهور محاصرا في دائرة السياسة. الفنان سامح حسين، قال إن هناك أسباباً لتراجع "التوك شو" منها كثرة عددها علي كل الفضائيات، إضافة إلي موضوعاتها المكررة، كما أن الحياة السياسية والتغييرات المجتمعية علي وشك الاستقرار خصوصاً بعد إقرار الدستور وتراجع عدد المظاهرات مقارنة بالفترة السابقة، كما أنه لم تعد هناك قضايا كثيرة مسكوتاً عنها، فقضايا الفساد تفجرت كثيراً، وبالتالي فإن أشكال الإثارة الآن أصبحت مفتعلة ولا تهم المشاهد. وأشار سامح حسين، إلي أنه يحدث أحيانا نوع من الجرأة غير المقبولة وهى نوع من الشو الإعلامي الزائف، خصوصاً أن هناك من يسعي وراء انتشار اسمه بصورة عشوائية وليست جرأة، والجرأة في البث الإعلامي هي الصدق والصراحة والموضوعية ومصداقية الأخبار وأسلوب إدارة الحوار بين الضيوف.