احتفل اليونسكو فى 16 نوفمبر بالعيد السنوى لاقرار اتفاقية حماية التراث العالمى الثقافى والطبيعى , التى اصبحت اداة عالمية دولية للحفاظ على التراث , وهو ما عملت عليه «اليونسكو « فى كل انحاء العالم , باعتباره كنزا من كنوز البشرية . بدأت الفكرة فى عام 1959 بعد قرار بناء السد العالى , حينما قامت اليونسكو بحملة تبرعات دولية لتلبية نداء عاجل من حكومتى مصر والسودان لإنقاذ الوادى الذى يضم معابد أبو سمبل وجمعت 80 مليون دولار تبرع بنصفها خمسون بلدا مما يؤكد المسؤلية الدولية تجاه كنوز النوبة , و مما رسخ فكرة ا لحفاظ على تراث البشرية , ومن ثم بادرت اليونسكو بالاعداد لمشروع اتفاقية دولية لحماية التراث فى كل انحاء العالم سنة 1965 لتأسيس صندوق التراث العالمى , وفى عام 1972 اضيفت للاتفاقية الحفاظ على المواقع الطبيعية , لتشمل الاتفاقية حماية المواقع التاريخية , والجمالية , والأنثربولوجية لتصبح تراثا عالميا ملكا للبشرية , ويمثل التراث الطبيعى مناظر طبيعية , أو نباتية أو جيولوجية أو موطن لأنواع من الحيوانات أو النباتات المهددة بالأنقراض , وذلك من أجل الحفاظ على الذاكرة الجمعية للشعوب , وبتوقيع البلدان على الاتفاقية الخاصة بالتراث العالمى فإنها تقر « بأن الموقع الموجود على اقليمها الوطنى والذى تم ادراكه على قائمة التراث العالمى وبدون الاضرار بسيادتها الوطنية او ملكيتها ومن واجب المجتمع الدولى ان يتعاون بحمايتة « . وهناك بعض المعايير التى على أساسها يتم اختيارالمواقع التى تدرج فى قائمة التراث العالمى , من بينها ان يمثل الموقع تحفة من روائع العبقرية البشرية المبدعة , وأن يعرض تبادلا هاما فى القيم الأنسانية , وأن يكون الموقع مرتبط بتقاليد حية او معتقد او اصالة . ومن اهم ما تضمنته اتفاقية التراث ايجاد مفاهيم للوعى على الحفاظ على تلك المواقع وطبيعتها , وكيفية ادارتها , وكيفية حمايتها , وصيانتها , ايضا كيفية استغلالها ضمن منظومة تنموية للمواطنيين المقيميين حولها , فيتم عادة فى البلدان التى تمتلك موقع تراث عالمى «تنمية معارفها التقليدية « , فنجد مواقع التراث العالمى فى الولاياتالمتحدة وبريطانيا تديرها مؤسسات عامة منذ زمن والأموال التى تكتسب من الزائريين يعاد استثمارها فى المواقع نفسها , و معظم الدول تشهد صناعة كبيرة ومربحة من المواقع الأثرية هذه السياحة الثقافية قصيرة المدى , تشمل عادة تذكرة محجوزة لحدث ثقافى أو اكثر , أوعرض لوحات فنية , أو حفل أوبرا , وهو الاستثمار الثقافى . ولكن فى بعض البلدان الضعيفة اقتصاديا تستغل المواقع استغلالا مفرطا , وتعانى من قلة ايرادات السياحة الثقافية لأن ادارة مواقع التراث تابعة لهيئات حكومية ! اضيفت لاتفاقية التراث العالمى عام 1992 التراث المادى وغير المادى للشعوب , و»المادى» هو الحرف التقليدية , وعادات الطعام , و أدوات الموسيقى وغيره , أما «اللا مادى «هو الشعر , والأمثال الشعبية , والرقص , والغناء , وكل ما ينتمى للتراث الثقافى متمثل فى العلاقة بين البشر والبيئة المحيطة التى تكمن فى تراث الانسانية . وقد حظيت مصر بأكثر من موقع تم ادراكة على خريطة التراث العالمى , كما شرعت اليونسكو فى الحفاظ بمشروع « ملحمة السيرة الهلالية « باعتبارها من التراث اللامادى الممتد من ارض الهلال عن طريق «بنو هلال « حتى صعيد مصر لتوثيق تلك الملحمة . واخيرا فى عام 2010 تم تنمية منطقة آثار « دهشور» التى تضم هرم سنفرو الذى عرف لسنوات طويلة بهرم دهشور , والذى يطل على بحيرة سنفرو , منطقة يكثر بها الطيور المهاجرة فى الخريف , وسميت بحيرة الملك نسبة الى الملك فاروق الذى كان عاشقا للصيد ولازالت استراحتة باقية بجوار هذه البحيرة .