تواصلت أمس ردود الفعل العربية الدولية المرحبة بالقرار غير الملزم الذى اتخذه البرلمان الفرنسى بالاعتراف بدولة فلسطين، فى الوقت الذى أعلنت فيه السلطة الفلسطينية أن انهيار ائتلاف الحكومة الإسرائيلية والتوجه لانتخابات مبكرة فى إسرائيل لن يؤثر على استمرار التوجه الفلسطينى إلى مجلس الأمن الدولى. وعبر الدكتور نبيل العربى الأمين العام لجامعة الدول العربية عن تقديره للدور المهم الذى تقوم به فرنسا لإنهاء الصراع العربى الاسرائيلي، وأشار فى بيان للأمانة العامة للجامعة أمس إلى أن تصويت البرلمان الفرنسى لصالح الاعتراف بدولة فلسطين - وإن كان غير ملزم للحكومة بعد- يعتبر خطوة إيجابية أولى فى اتجاه إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشريف. وأكد العربى أن مسألة اعتراف حكومة السويد بالدولة الفلسطينية ثم الاعترافات المتتالية من قبل برلمانات أوروبية سيشكل ضغطاً على اسرائيل لتسوية النزاع فى الشرق الأوسط، كما يدعم جهود المجموعة العربية الحالية لتنفيذ قرار مجلس الجامعة في29 نوفمبر الماضى بشأن التوجه إلى مجلس الأمن بمشروع قرار يضع جدولا زمنيا لإنهاء الاحتلال الاسرائيلى والاعتراف بدولة فلسطين. ومن جهته، اعتبر محمد صبيح الأمين العام المساعد للجامعة العربية لشئون فلسطين والأراضى المحتلة أن تصويت البرلمان الفرنسى على الاعتراف بدولة فلسطينية خطوة إيجابية مهمة وتعد طريقا إلى السلام، مشيرا الى أنها تمثل إضافة جديدة للاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني، حيث نالت هذه الخطوة تأييد الأغلبية الكاسحة من نواب الجمعية الوطنية (339 صوتا مقابل 151 صوتا وامتناع 16 عن التصويت). وقال صبيح: إننا نعمل فى جامعة الدول العربية، بتعزيز هذه الاعترافات بالدولة الفلسطينية، باعتبارها خطوة إلى الأمام، وتدعم عملية السلام دعما كبيرا، للتحرك فى مجلس الأمن القادم، والقرار الذى تم تبنيه بالإجماع بعد خطاب الرئيس محمود عباس المهم أمام وزراء الخارجية العرب السبت الماضى كان خطوة إلى الأمام لكى نتحرك تجاه إنهاء الاحتلال، وتحديد زمن للاحتلال. وفى السياق ذاته أعرب إياد أمين مدنى الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، عن تقديره لتبنى مجلس البرلمان الفرنسى قرارا لصالح الاعتراف بدولة فلسطين، مشيراً إلى أن هذه الخطوة المهمة تنسجم مع الإرادة الدولية وقرارات الشرعية الدولية لإنهاء الاحتلال الإسرائيلى، ودعم الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطينى بما فيها تجسيد سيادة دولة فلسطين المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967وعاصمتها القدس الشريف. وبدروه أشاد رئيس البرلمان العربى أحمد بن محمد الجروان بتصويت البرلمان الفرنسى لصالح القرار - غير الملزم - للاعتراف بدولة فلسطين، وقال الجروان فى بيان له إن تتابع تصويتات البرلمانات العالمية وبالأخص منها الأوروبية لصالح الاعتراف بدولة فلسطين يشكل مؤشرا مهما لمدى الدعم الشعبى فى العالم أجمع للقضية الفلسطينية العادلة. على صعيد آخر قال وزير الخارجية الفلسطينى رياض المالكى إن انهيار ائتلاف الحكومة الإسرائيلية والتوجه لانتخابات مبكرة فى إسرائيل لن يؤثر على استمرار التوجه الفلسطينى إلى مجلس الأمن الدولى، موضحا فى تصريحات له أمس أن التطورات الإسرائيلية لن تؤثر على المسعى الفلسطينى لاستصدار قرار من مجلس الأمن الدولى يحدد سقفًا زمنيًا لإنهاء الاحتلال الإسرائيلى لأراضى 1967، وإنما ستجعله أكثر إلحاحية"، وأضاف سوف نستمر فى مساعينا فى مجلس الأمن ويجب ألا يؤثر ذلك إطلاقًا على ذاك.