بعد سنوات طويلة من الإهمال، ينطلق قطار التنمية بأقصى سرعة، لتعويض ما فاتنا فى عصور سابقة، ارتفعت فيها معدلات البطالة، تعثرت عجلة الإنتاج، وارتفعت معدلات الفقر، وانتشر الجهل والمرض. وتمضى »مصر الجديدة« بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى نحو التنمية، والاستقرار، ومحاربة الإرهاب، وإنشاء مجتمعات عمرانية جديدة، بعد أن ضاق الوادى القديم بسكانه، الذين مازالوا يعيشون فى شريط ضيق بالوادى والدلتا لا تزيد مساحته على 6% من مساحة مصر!.. بينما تبقى أكثر من 94% من المساحة، فريسة للإهمال، والإرهاب، والزحام السكاني، والعشوائيات، وسوء التخطيط ، وانعدام الخدمات تحت سمع وبصر الحكومات المتعاقبة! قبل يومين، التقى الرئيس عبد الفتاح السيسى ، أعضاء المجلس التخصصى للتنمية المجتمعية التابع لرئاسة الجمهورية، واستعرض الرئيس التصور المقترح لإنشاء مدينة رفح الجديدة، استجابةً لمطالب أهالى الشريط الحدودى بمدينة رفح، بحيث تتضمن خدمات ومرافق حديثة، ومناطق زراعية وصناعية، ونماذج سكنية تناسب البيئة الصحراوية، وإمكان تعظيم الاستفادة من هذه المدينة ، والتوسع مستقبلاً فى إنشاء كليات تخصصية بها سواء فى مجالات الطاقة أو الزراعة الحيوية وغيرهما، وأكد الرئيس أهمية إعداد الدراسات اللازمة لتحديث نظم الزراعة والرى فى سيناء، ومنع البناء تماماً على الأراضى الزراعية، وضرورة بحث احتياجات أهالى النوبة من حيث إنشاء مدن سكنية لهم، تفى باحتياجاتهم وتلائم البيئة النوبية. وفى إطار جهود التنمية العمرانية ، سيتم خلال الفترة المقبلة، وضع حجر الأساس لإنشاء مدينة الإسماعيلية الجديدة شرق قناة السويس، ووجه الرئيس بسرعة الانتهاء من ترسيم المحافظات الجديدة، وما سيتطلبه من جهود تنموية، لاسيما أنه سيكون هناك ظهير صحراوى للمحافظات يتعين استصلاحه وزراعته، فضلا عن المحافظات التى سيكون لها سواحل على البحر الأحمر، وما يستلزمه ذلك من إقامة مشروعات سياحية وتعدينية وموانئ تصديرية. والآن: تتجه » مصر الجديدة« بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى كما يقول الدكتور عادل عامر رئيس مركز المصريين للدراسات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية نحو إنشاء مجتمعات عمرانية متكاملة جاذبة للسكان، وتقوم على التنمية من خلال إقامة مشروعات عملاقة تهدف إلى إعادة توزيع السكان، والخروج من الوادى الضيق، والاستفادة من صحراء مصر الشاسعة، التى صارت مصدراً لتهديد الأمن القومى المصري، ومنفذاً للتجارة غير المشروعة كتهريب السلاح، والآثار، وتجارة المخدرات ، بالإضافة إلى تهريب السلع المدعومة مما يشكل خطورة كبيرة على الأمن والاستقرار فى مصر! مستقبل واعد التنمية فى المناطق الحدودية وغيرها كما يقول الدكتور عبد النبى عبد المطلب الخبير التنموى والاقتصادي- هى أمل مصر فى الخروج من الوادى القديم الضيق الذى لا يزيد فى أفضل الأحوال عن 6% من إجمالى مساحة مصر، ويتضمن إقامة مجتمعات عمرانية متكاملة فى هذه المناطق، مؤكداً أن تلك المساحات الشاسعة فى تلك المحافظات، والتى ظلت ولا تزال ، غير مأهولة بالسكان تكون مصدراً لتهديد الأمن القومى المصري، ومنفذاً للتجارة غير المشروعة كتهريب السلاح، والآثار، وتجارة المخدرات. وبشكل عام، فإن توجيهات الرئيس بإنشاء مدينة رفح الجديدة من شأنه إجراء توزيع سكانى جديد ، يؤدى إلى خلق تنمية جديدة ، يمكن أن تقوم على أثرها أنشطة صناعية، اعتماداً على الخامات الموجودة بالمنطقة ، والتى تشمل 13نوعا من الخامات المعدنية منها الرخام، والاحجار الكريمة، والحجر الجيري، والطفلة، والجبس، والرمال الصفراء، والكبريت، والفحم الحجري، والدولوميت، والرمال البيضاء، والسوداء، وكلوريد الصوديوم، مشيرا إلى أن مجلس الوزراء قد اقر فى أكتوبر من عام 1994 ، استراتيجية تنمية سيناء كأحد مشروعات خطة التنمية الشاملة (1994 2017) بتكلفة استثمارية تقدر بنحو 75 مليار جنيه فى شمال وجنوب سيناء ، وتستهدف خطة التنمية زيادة السكان 2.9 مليون نسمة على السكان الأصليين، وإيجاد فرص عمل تصل إلى 800 ألف فرصة عمل خلال الفترة المحددة للمشروع الذى يهتم أيضا بربط سيناء بباقى مصر من خلال وسائل نقل، وربط ، واتصال. وفى عام 2000 والكلام ما زال ل د. عبد النبى عبد المطلب تمت إعادة رسم استراتيجية تنمية محافظات القناة ، باستثمار 251.7 مليار جنيه، منها 69 مليارا لشمال سيناء و35.6 مليار للجنوب، وكانت هذه الاستراتيجية ، تهدف لدمج سيناء بالكيان الاقتصادى والاجتماعي، لبقية الأقاليم والارتقاء بمستوى استغلال الموارد المتاحة وتدعيم الهيكل الاقتصادى والاجتماعى والعمرانى والأمنى لسيناء، وتتضمن خطة المشروعات 8 قطاعات: هى الزراعة والثروة الحيوانية والسمكية والصناعية وتعدين البترول والسياحة والتنمية العمرانية والريفية والبنية الأساسية (نقل ومواصلات كهرباء وطاقة مياه وصرف صحي) إدارة البيئة الخدمات التجارية والمصرفية الخدمات الاجتماعية والتنمية البشرية، غير أن هذه الخطط لم يتم تنفيذها طوال سنوات، حتى سقطت بعض المناطق كرفح والعريش والشيخ زويد فريسة للإرهاب، ولاشك أن توجيهات الرئيس السيسى بإنشاء مدينة رفح الجديدة، سوف يسهم فى تحقيق التنمية من ناحية، ومن ناحية أخرى سوف يسهم فى القضاء على الإرهاب. التنمية فى مواجهة الإرهاب وبعد سنوات من الحرمان ، قضى أهل رفح خلالها حياتهم - ولا يزالون - بلا خدمات، ولا تنمية حقيقية، حيث يفتقرون لأقل وسائل الحياة، تحت حصار الفقر، والجهل، والمرض، وطوال عشرات السنين، - كما يقول د. عبد النبى عبد المطلب ظلت سيناء وأهلها على الهامش بعد أن سقطت من حسابات المسئولين الذين تعاقبوا على حكم مصر ، فهوت- فى ظل غياب التنمية- فى مستنقع الارهاب، والتطرف، والجماعات التكفيرية ، مشيراً إلى أن الإرادة السياسية صارت قوية، وعازمة على تحقيق التنمية فى رفح وغيرها من مناطق سيناء، بعد سنوات طويلة من الإهمال، والآن، صارت التنمية خياراً استراتيجيا لا مفر منه، وها هى مصر تمضى بقيادة الرئيس السيسى نحو عصر جديد، يقوم على التنمية، وخلق المجتمعات العمرانية الجديدة، وتوفير المزيد من فرص العمل لأبناء سيناء فى ربوعها المختلفة، مما سيسهم فى اجتثاث الإرهاب من جذوره، وتعميق مشاعر الانتماء لدى سكانها، وتأمين حدود مصر ضد اى اعتداء. ولم يعد هناك مفر من تحقيق التنمية فى سيناء، - والكلام مازال للخبير الاقتصادى الدكتور عبد النبى عبد المطلب، كما أن إنشاء مدينة رفح الجديدة من شأنه تأمين تلك المنطقة ضد الإرهاب بكل أشكاله، وصوره، كما أن تعمير المنطقة، وتأمين الشريط الحدودى عبر نقل السكان إلى مدينة رفح الجديدة من شأنه تجفيف منابع الإرهاب، والقضاء على الأنفاق التى يتم من خلالها تهريب الإرهابيين، والأسلحة، فالأمن يمثل الركيزة الأساسية لأى عملية تنموية يمكن أن تقوم فى هذه المنطقة، التى عانى سكانها طوال سنوات من الإهمال . خطة طموحة وعن نشاط وزارة الزراعة فى منطقة رفح وتفعيل توجيهات الرئيس ، يقول الدكتور عبد الغنى الجندى عميد كلية الزراعة الأسبق، وعضو مجموعة العمل بوزارة الزراعة: إن تنمية المناطق الحدودية يعتبر خط الدفاع الأول عن الأمن القومى المصري، وإن الوزارة لديها خطة طموحة تعمل على تنفيذها بمنطقة رفح، وتتضمن تنفيذ عدد كبير من المشروعات الصناعية الزراعية، والتى تعتمد على التركيب المحصولي، ومن بينها الزيتون والنخيل، وتم توزيع عدد كبير من معاصر الزيتون على أبناء رفح خلال الفترة الماضية، مشيرا الى أن نصيب سيناء من مشروع زراعة 4 ملايين فدان، وهى الخطة التى تنفذها حاليا 400 ألف فدان ستتم مضاعفتها خلال الفترة المقبلة، وهذا يتوقف على قابلية أراضى سيناء للزراعة. ويؤكد عضو مجموعة العمل بوزارة الزراعة أن مطاردة العناصر الإرهابية بسيناء والشريط الحدودى والعمليات التى تقوم بها القوات المسلحة تسببت فى تأجيل كثير من المشروعات التى تقوم بها وزارة الزراعة. ويقول اللواء محمد عبد الفضيل شوشة محافظ شمال وجنوب سيناء الأسبق إن هناك أمرين يتحكمان فى انشاء المدينة الجديدة هما الطبيعة السكانية والعادات والتقاليد البدوية والتى يجب أن تنعكس على نمط اسلوب الانشاء ،بما يتماشى مع طبيعة الأرض الصحراوية وهطول الأمطار لأن هناك كثافة عالية من الأمطار والرياح والطبيعة الجغرافية، بالإضافة إلى أنه يجب أن يخدم التركيبة السكانية بالنسبة للسكان الاصليين والوافدين ، والذين يحتاجون إلى مساكن ذات طبيعة مختلفة واقتصادية. ولابد من إنشاء صناعات زراعية تخدم النشاط الزراعى ،ونعتمد على مصنع للقوات المسلحة للصناعات الزراعية حتى يصبح نواة لمنطقة الصناعات الزراعية. الأرض والطقس أما المستشار محمد صالح عدلان رئيس نادى النوبة العام ، فيوضح أن الرئيس يتفهم طبيعة المشكلة النوبية منذ سنوات، والعودة على ضفاف البحيرة فى مناطقنا القديمة خلف السد، ووعدنا بأن مطالبنا مشروعة وتبدأ من منطقة خلف السد إلى حدود السودان، ووافق على العودة استنادا إلى ما جاء فى الدستور ، ويجب أن تعمل الدولة على اعادة توطين النوبيين فى قراهم القديمة حول بحيرة ناصر والحفاظ على الثقافة واللغة النوبية، كما اقترحنا تشكيل هيئة نوبية مع بعض كوادر الدولة لتنمية بحيرة ناصر والنوبة. من جانبها قالت الدكتورة مها محمد فهيم نائب رئيس هيئة التخطيط العمرانى إنه يجرى حاليا اختيار المواقع المناسبة لمدينة رفح الجديدة من خلال الدراسات التى تم تنفيذها وهذا يخضع لاعتبارات كثيرة منها شبكة الطرق المحيطة بالمكان المقترح والخدمات المتوافرة، وانه يتم عقد اجتماعات مستمرة بين وزير الاسكان الدكتور مصطفى مدبولى واللواء عبد الفتاح حرحور محافظ شمال سيناء لاختيار المكان المناسب وسيتم الاعلان عنه بمجرد اختياره ،واضافت الدكتورة مها ان المدينة التى سيتم انشاؤها تضم جميع الانشطة الزراعية والصناعية ومشروعات تناسب الشباب وكبار السن كما ستضم مدارس ومستشفيات تخدم قطاع السياحة وغيرها من المشروعات التى تناسب البيئة الصحراوية.