يصل صباح اليوم لمطار اسطنبول الدولى عدد من النشطاء السياسيين والحقوقيين والشباب للمشاركة فى برنامج «جيل التغيير بمنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا«، التابع لمعهد السلام الأمريكي، حسب المنظمين فإن البرنامج يستهدف التمكين وبناء قدرات الشباب المشارك مجتمعياً ومدنياً فى مرحلة بروزهم كقادة فى مجتمعاتهم. وحدد البرنامج شروط الانضمام حيث طلب من الذين تم اختيارهم الوصول لمكان التدريب فى اسطنبول يوم 3 ديسمبر والمغادرة مساء يوم 7 أو 8 ديسمبر 2014 ومن اختيروا تراوحت أعمارهم ما بين 1835 سنة، وأتوا من مصر واليمن وسوريا والأردن والمغرب ولهم دور قيادى فى منظمات المجتمع ومستعدون للمشاركة والتعلّم. وغطى معهد السلام تكاليف عملية التدريب والإقامة فى تركيا، بالإضافة لبدل نقدى لتشجيعهم على السفر، ولتوسيع البرنامج وقدم المعهد الدعوة لعدد من الأكاديميين النشطاء فى مصر للمشاركة دون التقيد بالسن. واستخدمت فى الدعوة للبرنامج عبارات رنانة من قبيل جيل التغيير، توفير تدريب عال بمجال القيادة وحل النزاع ومساحة آمنة للتشارك فى آرائهم واكتساب آليات جديدة وإجراء حوارات بنّاءة اجل إعداد قيادات شبابية وقادة يملكون المهارات الضرورية لزيادة ثقة المجتمع بهم فى دولهم. ولجأت السفارة التركية بالقاهرة لتقليل مدة استخراج التأشيرات فى فترة تتراوح بين يوم وثلاثة أيام وطلب عدة أوراق مستنديه من الشباب، حتى لا تلفت أنظار السلطات المصرية لهؤلاء الشباب، وتعديل صورة التأشيرة من اللون الأخضر إلى شكل يقترب من الشنجن الأوروبي، ومدة التأشيرة أسبوع واحد، بينما الشباب الذين يتم دعوتهم من جهات أمريكية لحضور دورات التدريب بصورة عاجلة فيتم منحهم التأشيرات فى مطار اسطنبول. ويرجع سبب تركيز تركيا على الشباب المصرى للرؤية والبرنامج الذى وضعه أردوغان خلال فترة رئاسته لمجلس الوزراء قبل توليه الرئاسة، مستفيدا من بيانات مكتب الإحصاء الأوروبي التى صدرت قبل عامين، وطلب من رئيس الوزراء الحالى أحمد داود أوغلو استكماله، وتبين منه أن تعداد الشباب التركى ما بين 15 و29 سنة يبلغ 18 مليونا، رقم أعلى فى تعداد الشباب فى 24 دولة أوروبية، ما يتطلب توظيفه لإقامة علاقات شبابية واسعة مع عدد من الدول العربية وعلى رأسها مصر لربطهم بتركيا فى سن مبكرة ليكونوا رسلا وقادة للتغيير لها داخل مجتمعاتهم كلما سنحت الفرصة وتستمر علاقتهم مع تركيا عندما يكبرون ويتولون المناصب أو خلال نشاطهم فى المجتمع المدني. وتقوم السياسة التركية الحالية التى أقرها أردوغان على إقامة برامج كثيفة لتدريب الشباب العربى والمصرى تحديدا لزرع أفكار محددة لديهم وإقناعهم فى العمل عليها من خلال نشاطاتهم اليومية السياسية والشبابية والحقوقية وداخل المجتمع المدنى والأحزاب، فضلا عن تهيئة فرص عمل لهؤلاء الشباب للعمل فى تركيا داخل منظمات تركية وأمريكية وإخوانية لمدد تصل إلى عام على الأقل بعد انتهائهم من الدورات التدريبية التى يحصلون عليها وتشجيعهم على العمل بها . كما يستغل أرودغان تركيا تأسيس الجمعية الدولية الحديثة لدعم التعاون بين تركيا والدول العربية فى مجالات العلوم والثقافة والفنون والمجتمع المدنى للقيام بدور على الساحة، كما تم تأسيس المنتدى التركى العربى للحوار الثقافي، كما أسس المعهد التركى العربى للدراسات والتوثيق والترجمة لتسجيل تطور العلاقات بين تركيا والدول العربية ومنها مصر. فى الوقت الذى يحاول أردوغان إظهار نفسه دوليا كزعيم للحريات وللحكم المدنى بينما الحقيقة أنه سعى للسيطرة وللزعامة، ويهاجم مصر داخل المحافل الدولية، وكلما تعززت مكانة مصر زاد صلفه وحقده وافتراءاته، لكون النظام الجديد الذى أتى بعد الإخوان أحبط طموحاته وتطلعاته، بعد انكشاف عدم مصداقيته فى سياساته العربية والإسلامية يسعى الآن لاستخدام ورقة الاتحاد الأوروبي، للعمل على تدمير الدولة المصرية. ودعت داليا زيادة مدير المركز المصرى لدراسات الديمقراطية لضرورة أن يتولى الإعلام وبعض مراكز الأبحاث وصناعة الأفكار الرد على الموقف التركى ضد مصر وكشف حقيقة أردوغان والوضع التركى من الداخل ، خاصة بعد أن لجأت أغلب المنظمات الأجنبية التى تعمل فى منطقة الشرق الأوسط لنقل نشاطها والعمل ضد مصر من الاراضى التركية التى وجدت بها «الملاذ « المناسب والأمن لعملها لعدم وجود رقابة على ما تقدمه من أنشطة وبرامج وتسهيل السلطات التركية لدخول الشباب خصوصا التى تقدم لهم دعوات من المنظمات الأمريكية خاصة التى تعنى بالتغيير الاجتماعي، وتركز على شباب الجامعات وحديثى التخرج وتستغل رغبتهم فى السفر للخارج، مما يجعل لهذه التصرفات أثار سلبية بين الشباب بها واستغلالهم فى التغيير وإعادة إطلاق ثورات الربيع العربى من جديد، رغم تجاوز مصر هذه المرحلة وعدم حاجتها لهذه النوعية من برامج التدريب، لكن المنظمات الأمريكية مصممه على تكرارها مثلما حدث قبل ثورة 25 يناير لكى تعيد نفس السيناريوهات فى خلق مظاهر للاضطراب والفوضي.