لاتفيا... من أقل الدول كثافة سكانية فى الاتحاد الأوروبي، تستعد لرئاسة الدورة القادمة للاتحاد والتى ستبدأ فى يناير 2015 وتمتد حتى آخر يونيو من نفس العام. واستعداد لاتفيا التى تعد واحدة من أصغر الدول الأوروبية لتحمل هذه المسئولية يرجع لعام 2012 عندما بدأت لاتفيا ليس فقط إعداد أولوياتها وبرامجها لفترة الأشهر الستة التى ستتولى فيها الرئاسة، بل بدأت الإعداد لفترة ال 18 شهرا التى ستكون فيه عضوا فى الترويكا أى مع بداية رئاسة إيطاليا للاتحاد منذ يوليو 2014 ثم رئاستها هى للإتحاد فى النصف الأول من عام 2015، ثم لوكسمبورج التى ستتولى هذه المهمة فى النصف الثانى من العام نفسه. ورغم عدم إعلان لاتفيا عن برنامجها الخاص برئاسة الاتحاد حتى الآن حيث إنه من المقرر الإعلان عنه مع بداية فترة رئاستها، إلا أنها حددت ثلاثة خطوط عريضة لسياستها خلال هذه الفترة. أولا، العمل على زيادة القدرة التنافسية ونمو الاتحاد الأوروبي. ثانيا، العمل على الاستغلال الأمثل للإمكانات الرقمية التى يمتلكها الاتحاد من أجل تنميته. وثالثا، تقوية دور الاتحاد الأوروبى على الساحة الدولية. «فيما يتعلق بالخريطة العالمية، فنحن أرض صغيرة جدا، ولكن فيما يتعلق بالثقافة، فنحن قوة هائلة ملهمة.ويحظى فنانونا بتقدير كبير فى كافة المجالات على المستوى الدولي. ولهذا فإن برنامجنا الثقافى خلال رئاستنا للاتحاد الأوروبى يظهر مدى ثراء ثقافتنا.» هكذا عبرت داس ميلباردى وزيرة الثقافة بلاتفيا عن احد أهم أولويات بلادها خلال فترة الرئاسة. فهى حقيقة أن لاتفيا تتمتع بسمعة واستحسان كبير على المستوى الدولى فيما يتعلق بالثقافة والفنون. ومن ثم أعلنت لاتفيا بالفعل عن وضعها لبرنامج ثقافى كبير خلال هذه الفترة على أن يبدأ قبل يناير 2015. وبدأ بالفعل البرنامج الثقافى الذى ستشهده عاصمة لاتفيا ريجا فى نوفمبر الماضي، حيث استعدت لاتفيا لإقامة عدد من المعارض الفنية والحفلات الموسيقية والعديد من الأنشطة الثقافية التى ستروح لحضارتها وثقافتها على مستوى العالم خلال فترة رئاستها للاتحاد. وسيشارك فى هذا البرنامج الدولى فنانون من أوروبا من إيطاليا وألمانيا وفرنسا وبلجيكا ولوكسمبورج، إلى جانب دول من أنحاء العالم أيضا مثل روسيا والولايات المتحدةالأمريكية وبيلا روسيا والصين وأوكرانيا . وتستعد لاتفيا بأفضل فنانيها وفرقها الفنية للمشاركة فى هذا البرنامج الاقتصادى الكبير. ولا شك أن لاتفيا ستقوم بتنفيذ السياسة الخارجية للاتحاد الاوروبى والسياسات الداخلية أيضا التى يتم وضعها بشكل عام، ولا تعتمد على تغيير الدولة الرئيسة له، فللاتحاد الأوروبى سياسات واضحة ومواقف دولية يتم اتباعها والسير على خطاها بصورة مستمرة. ولا يتوقع أن تشهد هذه السياسات اى تغيير محورى خلال فترة رئاسة لاتفيا للدورة القادمة للاتحاد الاوروبى . ورغم عدم ثقل لاتفيا كدولة على المستوى السياسى الدولى إلا أن دولا أوروبية أخرى تهتم بالعرس الثقافى الذى ستركز عليه لاتفيا، فقامت هولندا مثلا بتقديم 17 ألف زهرة تيوليب للاتفيا لتتم زراعتها حول مبنى المكتبة العامة فى العاصمة ريجا بالألوان الأحمر والأبيض وهى ألوان العلم الخاص بلاتفيا ليتم زراعتها وتحضيرها قبل موعد بدء رئاسة لاتفيا .