وسط المناخ المحتدم من الصراعات السياسية والعلاقات الدولية المعقدة جاءت القمه العالمية لرواد الأعمال، التى عقدت بمدينة مراكش المغربية، لتفتح نافذة على المستقبل من خلال مشاركة مئات من شباب رواد الأعمال والمبتكرين من مختلف دول العالم ليجتمعوا على أرض إفريقية لأول مرة، ويتبادلوا خبراتهم وتجاربهم فى مجال ريادة الأعمال والذى يعتبره كثير من الخبراء "الحصان الرابح" لتحقيق التنمية الاقتصاديه فى السنوات المقبلة. وجاءت المشاركة المصرية فى المؤتمر بشكل مشرف من خلال وفد يضم أكثر من 15 من رواد الأعمال والمبتكرين المصريين، ورغم أن الوفد لم يكن رسميا وأن دعوته لحضور القمة جاءت من جانب السفارة الأمريكية بالقاهرة، باعتبار أن الولاياتالمتحدة هى الراعى لهذه القمة والتى أطلق بدايتها الرئيس الأمريكى بارك أوباما خلال زيارته للقاهرة فى 2009، إلا أن الروح والحماسة المصرية كانت طاغية على أعضاء الوفد الذين حرصوا على أن يكون العلم المصرى حاضرا بشكل مستمر خلال مشاركتهم فى فاعليات القمة. وشهدت الجلسه الافتتاحية للقمة إعلان جون بايدن نائب الرئيس الأمريكى عن 3 مبادرات ،الأولى برنامج بقيمه مليار دولار تلتزم به الحكومة الأمريكية لدعم ريادة الأعمال خلال السنوات الثلاث المقبلة، والثانية تتمثل فى إطلاق مبادرة الابتكار العالمى والتى تكون بمثابه منصة عالمية لرواد الأعمال يقوم بتنشيطها المستخدمون عبر شبكه الإنترنت، والثالثة هى مبادرة "ستيفنز" للتبادل الافتراضى والتى حملت اسم السفير الأمريكى فى ليبيا، الذى توفى عام 2012، وتتضمن تزويد أكثر من مليون شاب فى منطقه الشرق الأوسط بالمهارات والقدرات اللازمة لتحقيق النجاح فى مشروعاتهم الابتكاريه والإبداعيه، وحظيت هذه المبادرة بترحيب عدة دول بالمشاركه فيها منها المغرب والجزائر والإمارات. وأشاد بايدن فى كلمته برواد الأعمال المصريين الذين تمكنوا من تحقيق نجاح كبير فى وقت قصير، خاصة النساء، مشيرا إلى أن 85%من المشروعات التى تم تمويلها فى مصر نجحت وتمكنت من توسيع نطاق أعمالها . وشارك مازن حلمى رائد الأعمال المصرى ومؤسس مشروع "مساحات العمل المشترك"والذى اختارته مجله فوربس ضمن قائمة أنجح رواد الأعمال فى إفريقيا لهذا العام، حيث تحدث عن فكرة مساحات العمل المشترك والتى تتمثل فى توفير المكان والإمكانيات والخدمات لأصحاب المشروعات الجديدة والابتكاريه لبدء مشروعاتهم ويقول مازن حلمى إن المؤتمر كان فرصة جيدة للتعرف على الخبرات المختلفة فى مجال ريادة الأعمال إلا أنه كان هناك وجود كبير للمسئولين الرسميين، بينما كان الأهم هو التركيز على الجانب العملى، قائلا "إننا جئنا ليستمع إلينا المسئولون لا أن نستمع نحن لهم، وأضاف فى تعليقه على المبادرات الأمريكية التى تم إطلاقها فى القمة أنها جيدة من حيث الشكل، ولكننا لا نعلق عليها آمالا كبيرة لأن حجمها ليس بالكبير، كما أن هذا النوع من المبادرات غالبا ما تكون إجراءاته معقدة "..وقال إنه يأمل فى أن يحظى رواد الأعمال ومشروعاتهم فى مصر بمزيد من الاهتمام والدعم من جانب الحكومة المصريه من خلال الاستماع إلى مطالبهم ومساعدتهم فى بدء مشروعاتهم. وتحدثت رائدة الأعمال المصرية تينا بولس مؤسسه مشروع طاقة سوليوشن فى جلسة خاصة بالمشروعات الابتكاريه رافعة العلم المصرى، حيث عرضت تجربتها مشجعة شباب رواد الأعمال على ضرورة المثابرة لتحقيق أحلامهم، مشيرة إلى أن ريادة الأعمال فى مصر رغم حداثتها إلا أنها حققت تقدما كبيرا من خلال التفاعل المستمر بين رواد الأعمال المصريين، مطالبة المستثمرين بضرورة دعم جهود رواد الأعمال ومساعدتهم فى تنفيذ مشروعاتهم الابتكاريه. وأكدت تينا أن المبادرات الأمريكية التى أعلنتها القمه يمكن الاستفادة منها، موضحة أن رواد الأعمال المصريين قادرون على حماية أنفسهم من أى محاولات لاستغلالهم، وواعون بكيفية تحقيق الاستفادة القصوى من الدعم المقدم لهم، واضعين مصلحة بلادهم فوق أى مصلحة أخرى . كما تحدثت ريهام أبو العينين رائدة الأعمال المصرية ومؤسسة مشروع زوسر للتكنولوجيا عن المشكلات التى تواجه رواد الأعمال فى مصر، خاصه مشكله التمويل وصعوبة طرح هذه النوعية من المشروعات فى البورصة المصرية، وحتى بورصة النيل للمشروعات الصغيرة تشترط متطلبات عديدة يصعب على هذه النوعية من المشروعات الابتكاريه توفيرها، كما أشارت إلى ضرورة الإسراع بإصدار تعديلات قواعد الإفلاس والخروج من السوق والتى تمثل أهمية كبرى لرواد الأعمال الذين يتعرضون لفشل مشروعاتهم عدة مرات قبل أن يحالفهم النجاح . وأجمع رواد الأعمال المصريون على أن بعض فعاليات القمة كان بها سوء تنظيم بسبب كثرة تغيير جدول الجلسات ومواعيد الفعاليات، وهو ماترتب عليه عدم تمكن عبد الحميد شرارة أحد أعضاء الوفد المصرى ومؤسس "رايز اب"مصر من إلقاء كلمته فى القمه، بينما تمكنت المصرية إسراء السيد صالح من الفوز بالمركز الثانى فى مسابقه رائدات الأعمال بعد وضعها على قائمة الانتظار .