إجازة عيد الأضحى المبارك 2025 في مصر للقطاعين الخاص والحكومي والبنوك    صعود عالمي جديد.. كم يسجل سعر الذهب اليوم الاثنين 2 يونيو 2025 وعيار 21 الآن؟    محافظ قنا يتفقد المخابز والأسواق للتأكد من جاهزيتها استعدادا لعيد الأضحى المبارك    محافظ قنا يتفقد المخابز والأسواق للتأكد من جاهزيتها قبيل عيد الأضحى    وزيرا الاتصالات والتضامن يعلنان دعم 3000 مهنى بقيمة 200 مليون جنيه    كاتب أمريكى: أوكرانيا أعادت كتابة قواعد الحرب مع روسيا بهجوم "شبكة العنكبوت"    إيران تطالب ب ضمانات من الولايات المتحدة بشأن رفع العقوبات    مصادر طبية فلسطينية: 35 قتيلا بنيران إسرائيلية قرب مراكز المساعدات خلال الساعات ال 24 الأخيرة    ريفيرو يعقد جلسات تحفيزية مع لاعبي الأهلي استعدادًا للمونديال    خالد مرتجي ممثلا للأهلي وهشام نصر للزمالك فى اجتماع اتحاد الكرة    ترتيب الكرة الذهبية بعد فوز باريس سان جيرمان بدوري الأبطال.. مركز محمد صلاح    إنتر ميلان يضع مدرب فولهام ضمن قائمة المرشحين لخلافة إنزاجي    وزير التعليم يعلن مضاعفة أعداد مراقبي لجان امتحانات الثانوية العامة هذا العام    «الداخلية»: ضبط 7 أشخاص بتهمة الاتجار في المخدرات بأسوان ودمياط    ميراث الدم.. تفاصيل صراع أحفاد نوال الدجوى في المحاكم بعد وفاة حفيدها أحمد بطلق ناري    الحكم على المنتجة ليلى الشبح بتهمة سب وقذف الفنانة هند عاكف 23 يونيو    تامر حسني رقم 1 في شباك تذاكر السينما بالسعودية    "الإغاثة الطبية" بغزة: الاحتلال يستهدف كل شىء بلا تمييز ولا مكان آمن بالقطاع    الأربعاء.. قناة الوثائقية تعرض الجزء الثاني من فيلم «الزعيم.. رحلة عادل إمام»    دعاء للأم المتوفية في العشر الأوائل من ذي الحجة «ردده الآن» ل تضىيء قبرها    وزير الصحة: زيادة ميزانية الطب الوقائي بدلا من الاعتماد بشكل كامل علي العلاج    تعليم دمياط يطلق رابط التقديم للمدارس الرسمية والرسمية لغات    وزيرة التنمية المحلية توجه بتوفير اللحوم بأسعار مخفضة في عيد الأضحى    استعدادا للعيد.. تعقيم المجازر ورش وتجريع الماشية في المنيا    محافظ المنوفية يأمر بصرف مساعدات مالية ومواد غذائية لحالات إنسانية    البنك المركزى يعلن عطلة البنوك لعيد الأضحى تبدأ الخميس وتنتهى الإثنين.. فيديو    الكشف عن موعد عرض مسلسل "فات الميعاد"    المدير التنفيذي: أنجزنا 99% من مشروع حدائق تلال الفسطاط    تفاصيل مظاهر احتفالات عيد الأضحى عبر العصور    محافظ القليوبية يكلف رؤساء المدن برفع درجة الطوارئ خلال إجازة عيد الأضحى    السعودية: أخرجنا أكثر من 205 آلاف شخص من مكة حاولوا الحج بلا تصريح    هيئة الشراء الموحد: إطلاق منظومة ذكية لتتبع الدواء من الإنتاج للاستهلاك    وزير الصحة: 74% من الوفيات عالميًا بسبب الإصابة بالأمراض غير المعدية    رئيس الوزراء يُتابع جهود اللجنة الطبية العليا والاستغاثات خلال شهر مايو    الخانكة التخصصي تنقذ حياة رضيعة تعاني من عيب خلقي نادر    «من حقك تعرف».. ما إجراءات رد الزوجة خلال فترة عِدة الخُلع؟    تكريم الفائزين بمسابقة «أسرة قرآنية» بأسيوط    22 سيارة إسعاف لنقل مصابي حادث طريق الإسماعيلية الدواويس    المخابرات التركية تبحث مع حماس تطورات مفاوضات الهدنة في غزة (تفاصيل)    الإصلاح والنهضة: صالونات سياسية لصياغة البرنامج الانتخابي    إدارة ترامب تواجه انتقادات قضائية بسبب تضليل في ملف الهجرة علنًا    حكم الأخذ من الشعر والأظفار لمن أراد أن يضحي؟.. الإفتاء تجيب    منافس الأهلي.. بالميراس يفرط في صدارة الدوري البرازيلي    التضامن: انطلاق معسكرات "أنا وبابا" للشيوخ والكهنة لتعزيز دور القادة الدينيين في بناء الأسرة    رئيس التشيك: نأمل في أن تواصل قيادة بولندا العمل على ترسيخ قيم الديمقراطية    ذا صن: «بي بي سي» تلغي حلقة محمد صلاح وجاري لينكر خوفا من الحديث عن غزة    موعد عودة الموظفين للعمل بعد إجازة عيد الأضحى المبارك 2025    زلزال بقوة 6.3 درجة يضرب قبالة سواحل هوكايدو شمالي اليابان    مجلس الأمن الأوكرانى : دمرنا 13 طائرة روسية فى هجوم على القواعد الجوية    الرئيس السيسي يهنئ مسلمي مصر بالخارج بحلول عيد الأضحى المبارك    بركات: بيكهام مكسب كبير للأهلي ووداع مستحق لمعلول والسولية    4 أبراج تتسم بالحدس العالي وقوة الملاحظة.. هل أنت منهم؟    أمين الفتوى: صلاة الجمعة لا تتعارض مع العيد ونستطيع أن نجمع بينهما    هل حقق رمضان صبحي طموحه مع بيراميدز بدوري الأبطال؟.. رد قوي من نجم الأهلي السابق    محمد أنور السادات: قدمنا مشروعات قوانين انتخابية لم ترَ النور ولم تناقش    محمود حجازي: فيلم في عز الضهر خطوة مهمة في مشواري الفني    "زمالة المعلمين": صرف الميزة التأمينية بعد الزيادة لتصل إلى 50 ألف جنيه    رئيس حزب الوفد في دعوى قضائية يطالب الحكومة برد 658 مليون جنيه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فاتن حمامه وفخذ الضأن بزيت الزيتون!
نشر في الأهرام اليومي يوم 27 - 11 - 2014

بعض من ذكرياتى حين ضغطت الجرس على باب شقة السيدة فاتن حمامه بالزمالك منذ ستة وعشرين عاما، لا اعرف لماذا تبخر من دماغى كل شئ أنوى الحديث إليها عنه، رغم اننى واحد من الذين يرتجلون الحوار (أسئلة ومتابعة ومداخلة) مهما كانت درجة تعقيد موضوعه ويكتفون – فقط – بتحديد مسبق لمحاوره الرئيسية، إذ أرى ما يفعله بعض الصحفيين من «تزويق» وتجميل أسئلتهم وملاحظاتهم نوعا من تغليب الصنعة والافتعال على الطبيعة والاسترسال.
كن فصيحا إذا كنت فصيحا.
وكن خفيف الدم إذا كنت خفيف الدم.. وكن عدوانيا إذا كنت عدوانيا.. أو كن أى واحدة منهن إذا كان الموقف يحتمل فصاحة أو خفة دم أو عدوانية.
لم أتذكر شيئا وأنا على وشك محاورة سيدة الشاشة العربية- برغم اننى لم اك فى أى وقت زاولت فيه هذه المهنة مضطربا أو خائفا أو متوقعا الإخفاق.
دائما كنت ممتلئا بالثقة واليقين فى اننى سوف انجح وعلى نحو يختلف عمن سبقونى.
ومع ذلك راح من ذاكرتى كل ما تصورت اننى سوف أتحدث مع فاتن حمامه عنه، ولم يبق فى راسى سوى جملتين، وهما تنتسبان إلى صاحبيهما وتعبران عن تجربة كل منهما التى لا يمكن لشخص آخر أن يستعيرها أو يتقمصها.
جملة لمخرج الرومانسية عز الدين ذو الفقار- ذكرها فى أحد حواراته الصحفية – ويقول فيها: «إن أجمل ما فى فاتن حمامه هو أصابع يديها».
والجملة الثانية للأستاذ أحمد بهاء الدين، وقد اخبرنى بها فى أحد حواراتى معه وهى: «أحب للسيدة فاتن حمامه فيلمى (دعاء الكروان) لطه حسين و(الحرام) ليوسف إدريس.. واعتز بأنني قمت بالتعارف بين فاتن وهذين العملين، وكانت السينما المصرية قبل دعاء الكروان تخشى الاقتراب من أعمال كبار الأدباء على اعتبار أنهم يكتبون قصصا وروايات للنشر فى كتب لا للتقديم على الشاشة، ناهيك عن أن الدكتور طه حسين لا يمكن أن تعتبره كاتبا للقصة فى المقام الأول، وكانت السينما المصرية وقتها تعيش على الاقتباس، ولذا تخوفت فاتن من ذلك العمل.. وقد ترافعت طويلا لفاتن عن دعاء الكروان حتى قبلت أن تمثلها، وبخاصة حينما أبدى لها المخرج بركات اقتناعه بالرواية».. نعم قال الأستاذ بهاء (ترافعت) إذ لم ينس- أبدا – أنه محام فى الأصل والأساس.
.....................................
تتابعت الوقائع- بسرعة- إذ قام أحد العاملين فى منزلها الأسبق بإجلاسى وزميلى المصور حسام دياب فى الصالون، وذهب ليخبر ست البيت بوصولنا.
كل هذا وأنا اعتصر ذهنى لأتذكر شيئا غير: (أصابع فاتن حمامه) و(حكاية دعاء الكروان والحرام) ولم افلح، لا بل ربما مرقت فى رأسى خاطرة عجيبة، تحاول إقرار إحدى المقولتين كنقطة بداية Point of attack، ولكننى استهولت أن أسطو على ما ذكره أى الرجلين عنها والادعاء –جبرا واعتسافا- أنه يمثل جزءا من انطباعى وتفكيرى.
ودودت لنفسى – همسا- بأن الكثيرين من صحفيى أخر الزمان يبدأون أسئلتهم بأقوال مقتبسة من شكسبير أو بلزاك أو يوليوس قيصر، أو – حتى- زينات صدقى وشفيقة القبطية وكأن ذلك جزء من ثقافاتهم، فيما لم يقرأ أحدهم شيئا عن سير أو تراث أى من تلك الشخصيات إلا ذلك الاستشهاد المقتبس الذى يصدره فى استفتاح سؤاله أو مطلعه باقتحام واثق.. ولكننى خجلت أن أتجاوب مع تلك الغواية المهنية، وقررت – على نحو حاسم – أن أحاول البدء بمقولة الأستاذ أحمد بهاء الدين لأن فيها شيئا موضوعيا يمكن الحوار حوله، كما أن الاستشهاد بالأستاذ بهاء سيبدو طبيعيا، وبخاصة أن السيدة فاتن حمامه تعرف علاقته بى، وقد كان صاحب فكرة إجراء الحوار، وهو الذى اتصل بصاحبته ليحدد لى موعدا بعد أن دارت بينى وبينه فى غرفته بالدور الخامس بالأهرام مناقشة مسهبة حول ما أسميناه (معجزة فاتن وأسبابها).
وقبل أن استسلم إلى مزيد من فيض ذلك الجدل نصف الاخلاقى الداخلى السابق، قطع اندماجى صوت إيقاع كعب حذائها على الباركيه كنقطة اشارية دالة على خطوات سريعة محتشده بالثقة والزهو والغندرة، ودخلت علينا بابتسامة عريضة مادة يدها لتصافحنا، ووجدتنى – فجأة- أحاول الخروج من دوائر عد الإمكان أو الجدوى التى غرقت فيها حتى الشواشى قبل إجراء الحوار، وطلبت منها أن نلتقط صورة – قبل أن نبدأ- مع بورتريه بديع لها يتوسط حائط باحة مدخل البيت، وهو من إبداعات الدكتور عز الدين حمودة عام 1958، ورحت أثرثر معها عن البورتريه حتى امسك بتلابيب أية فكرة غير حكاية أصابع يديها وعزيزة بطلة الحرام.. كنت بكل ذرة فى نفسى أريد الخروج من تأثير بهاء وعز الدين ذو الفقار فى تلك اللحظة المجرمة بالذات.
تحدثنا عن مدرسة عز الدين حمودة الواقعية الحالمة التى تشبه أعمال مودليانى الرسام الايطالي الفرنسى وان كانت أعمال الأخير تتسم بالتراچيديا.
كل من تتلمذوا على يدى عز الدين حموده يعرفون كم تحتل نظرة العين مكانة هائلة عنده، ومنها.. منها بالذات كان يستطيع الإمساك بالشخصية، وقد حدثنى د. عز الدين نجيب تلميذ ذلك الفنان عن النظرة المحيرة التى ميز بها بورتريه فاتن حمامه والتى دفعت طلبته إلى زيارته فى مرسمه ليستطلعوا الأخبار ويشاهدوا البورتريه.
مط عز الدين حموده رقبة فاتن حمامه فى البورتريه ورسم كتفيها ضئيلين حتى يبرز صفات السمو والعظمة التى رأى بها شخصية تلك الممثلة الفريدة.
نهايته.. فرغت من الفذلكة التشكيلية التى حاولت أن أؤجل بها لحظة الحوار، ولم استطع منع نفسى من اختلاس نظرة سريعة إلى أصابع يد فاتن، وإن استبعدت- إطلاقا – منطقية أن يبدأ الحوار بمسألة كتلك، لا بل وأرجأت الكلام عن «الحرام» و»دعاء الكروان» إلى حيث تظهر لى ضرورة فى ثنايا الحديث.
ووجدتنى – فجأة – أسال سيدة الشاشة العربية:
«هل تطبخين»؟!
لوت السيدة الأنيقة رأسها حتى لامس شعرها الأسود كتف الطاقم البيچ الفاتح الذى ارتدته، وبدت مستغربة، محاولة سبر أغوار ذلك الشاب الغريب الماثل أمامها، ومعرفة ما الذى يريده بالضبط، وأجابت فاتن عن سؤال بمنتهى الجدية، رغم أن طبوغرافيا صوتها كانت – بتلوين – تعبر عن منتهى الدهشة.
«طبعا اطبخ.. ربما لا أقف على النار.. إنما لا توجد وصفة يتم طبخها فى البيت إلا على طريقتى».
وقلت: «وعلى طريقتك.. يعنى (آلا فاتن حمامه) فى ماذا تبرعين»؟
فأجابت: «لا اصنع أكلا معقدا، إنما صحيا وطعمه لذيذ جدا، وابتعد عن الإكثار من السمن والزيت تماما».
ووجدتنى استرسل فى هذا المدخل العجيب فأسالها:
«وماذا طبخت بالأمس؟» فاجابتنى: « بالأمس.. كان عندى ضيوف، وأعددت لهم فخذ ضأن، وأصعب شئ فيها أن لها طعما زفرا، ولكننى اطبخها بشكل بديع، ولا يمكن تشعر بالزفارة فيها، ودائما تكون طرية جدا.. أنظفها من أى دهن فى البداية، ثم ادهنها بقليل من زيت الزيتون، واتبلها بالملح والفلفل والبصل والزعتر، وادخلها فرنا حاميا جدا – حتى لا تفقد حجمها- لمدة نصف ساعة، ولو أحسست أنها ستجف غطيتها برقائق الالومنيوم (فويل)».
الآن.. أنست لتلك السيدة الراقية، وشعرت اننى أود أن أتحدث إليها فى عشرات من الموضوعات.. هو نفس الشعور بالألفة، الذى دفعنى إلى الذهاب إليها وقرينتى لنتحدث معها مستفيضين يوم دعانا الأستاذ محمد حسنين هيكل إلى غذاء أولم لنا فيه بنحو بديع فى منزله الريفى الشهير ببرقاش، وكان الحمام المخلى والمحشو بالفستق أهم أطباق السفرة.
كنا محاطين بالعشرات من الناس.. عزيز صدقى، وسلامة أحمد سلامة، وصلاح منتصر، والسفير البريطانى ديريك بلامبلى وليدى ناديه جوهر والسفير الامريكى فرانسيس ريتشاردونى والسيدة ديزى بهاء الدين والدكتور محمد عبد الوهاب وغيرهم كثر.
ولكننى لم آنس إلا لفاتن حمامه – التى لم أراها فى حياتى إلا مرة سبقت ذلك اللقاء- ربما كانت تلك الألفة هى سر فاتن، الذى ربط بها أجيال من المصريين لم تر غيرها علامة على الموهبة والعبقرية والقدرة اللانهائية على التجدد والطبيعية، وحمل باقات من المشاعر عن الرومانسية والتراجيدية إلى الناس تنعكس بالبريق وبالظلال على الشاشة الفضية .
نهايته مرة أخرى.. بدا حوارى مع فاتن حمامه بسؤال قلت لها فيه أن «فيلينى» و»دى سيكا» و»فرانشيسكو روزى» يمثلون تيارا فى السينما الايطالية.. و»جان لوك جودار» و»شابرول» و»كلود ليلوش» يمثلون الموجة الفرنسية الجديدة فى السينما..لماذا لا تظهر مدارس أو تيارات سينمائية عربية كجزء من تيار فكرى عام ومتماسك». واجابتنى فاتن مباشرة وعلى نحو أوحى لى أنها فكرت فى تلك المسألة قبلا:
«أنا لا اصدق حكاية مدارس السينما.. لعمرى لم اقتنع لحظة بمثل ذلك الكلام».
الواقعية لون شق طريقه.. والرومانسية نوعية راجت.. أما أفلام الموجة الجديدة الفرنسية فهى التى لم اقتنع بها لثانية واحدة، ربما كان ضمن هذه الموجه فيلم أو فيلمان جيدان.. وما عداهما كلام فارغ!!
هم يضعون الكاميرا فى وجه ممثل لنصف ساعة بينما يقول ذلك الممثل أطنانا من الكلام فى فلسفة سخيفة تبعث على الضجر».
وأضافت سيدة الشاشة العربية كما لو كانت تذكرت شيئا:
«دافيد لين كان صديقا لنا، واجلسنى – مرة – معه وسالنى – بخوف- ما رأيك فى السينما الجديدة.. تصور دافيد لين كان خائفا وهو يسال ذلك السؤال!! على أية حال لقد أراحته وجهة نظرى جدا، لأنها كانت متجاوبة مع رأيه، فهو يقول- دائما- أن من يريد صناعة سينما حقيقية فليعملها بإحساس».
وواصلت فاتن:
«الكاميرا إحساس.. الكاميرا عين المخرج وإحساسه، وكل ممثل وقف أمامها بذلك الشعور.. كيف تتحرك ومع أية كلمة؟.. كيف تقرب وعند أية كلمة؟.. كيف تدور بها ولخدمة أية كلمة؟.. السينما هى الكاميرا تغنى دون أن تتفلسف.. وإذا تفلسف المخرج كثيرا فسوف يتعب المتفرج، ويخل بالمعنى الاساسى السينمائى.. السينما هى اقصر طريق بين الرواية والمتفرج، وأحيانا تنجح لغة السينما فى توصيل المعنى للمشاهد بمجرد التقريب Close على وجه الممثل دون كلمة واحدة».
ووجدتنى استطلع رأى فاتن حمامه فيمن تحب من نجوم الشاشة المصرية والعربية وبالذات من يعرفون بنجوم السينما المصرية الجديدة مثل عاطف الطيب وخيرى بشارة ومحمد خان.. ثم عدت للاستفسار عن سعيد مرزوق الذى مثلت له «أريد حلا»، ودريد لحام ظاهرة الفكاهة السياسية السوداء فى ذلك الوقت بالعالم العربى وغيرهم، كما طالبتها أن تضع بتوقيعها تعليقا نقديا تحت أسماء كل من:»مارلون براندو» و»جاك نيكلسون» و»موراى ابراهام»..
وقالت فاتن: «استطيع أن اعدد لك أكثر من اسم مصرى يقفون- الآن – فى طليعة المشهد السينمائى المصرى، وليس عندى اى مانع أن اعمل مع أى منهم فيلما مثل (الحرام) مهما كانت نتائجه، ما دمت اعمل سينما بجد 100% واصنع فيلما سيحترمه الناس دائما (كانت تشير بذكرها الحرام إلى عدم نجاحه جماهيريا رغم قيمته الفنية العظيمة)».
وأضافت: «هؤلاء يصنعون سينما حقيقية، ويتعذبون كثيرا لصناعتها، ولا يجدون مالا لينتجوا أعمالهم الكبيرة.. أحيانا يختارون العمل الصحيح، وأحيانا يختارون الرواية الخطأ، ولكنهم- دائما – يحاولون بجد، وكان من المفروض أن تساعدهم الدولة فى الإنتاج والتسويق.. عندما اذكر السينما الجديدة فلابد من ذكر محمد خان وعاطف الطيب وخيرى بشارة.. دائما يختار محمد خان فكرة ويبنى عليها فيلما، ولذلك لا تصل أفلامه للناس، أما من ناحية تكنيك السينما عنده فهو من أبدع ما يمكن.. أما خيرى بشاره فهو مخرج كبير 100 %، كل حركة وكل إحساس، وكل (كادر) فى أعماله لوحة تنطق بفن عالى الحرفية جدا، وقد رأيت فيلم (الطوق والاسورة)، ورغم أن قصة العمل شابها تطويل فى جزئها الأخير قليلا، وكان يمكن اختصار بعض أحداثه، إلا أن العمل - فى مجمله - كان خطيرا، لقد نجح خيرى بشاره فى أن ينقل لى الإحساس باننى أشاهد فيلما تسجيليا، ونسيت أن من أشاهدهم ممثلين، وتلك هى منتهى القدرة.. حتى أن بعض الممثلين الذين اعتدنا منهم أداء معينا كانوا معه شكلا آخر.. فإذا وصلنا إلى عاطف الطيب فهو يصنع أفلامه بدقة وبنظافة حرفية، وقد استطاع- أخيرا- أن يعثر على المدخل الذى سيوصله للجماهيرية دون أن يتناقض ذلك مع مراعاته للمستوى الفنى.
وعندما يظهر فى جيل واحد ثلاثة أو أربعة مخرجين فهذا عظيم جدا وكاف».
وانتقلت سيدة الشاشة العربية إلى أجزاء أخرى فى سؤالى الطويل فقالت:
«سعيد مرزوق مخرج فوق الممتاز، عندما قدم (أريد حلا) كان متفوقا وكذلك عندما قدم (المذنبون).. عينه سينما 100%، تأمل – يا دكتور عمرو- المشهد الأخير من (أريد حلا) وانظر كيف وصلت البطلة إلى قاعة المحكمة سعيدة ومتفائلة، ثم كيف تلقت صدمة مروعة أطاحت كل ذلك التفاؤل.. تلك كانت (قفلة) فيلم من الطراز الأول، والفضل فيها يعود إلى سعيد مرزوق 100%، فقد استطاع أن يصور الإحساس فى منحنى صاعد وبأداء فنى رفيع، هو مخرج ممتاز ولكن ما عطله أنه يصعب العمل على نفسه وعلى المنتج»!
وبدت فاتن وكأنها تستبق بالرأى تصريحها القادم فقالت: «أما على الشاشة العربية فإن دريد 100% هو نمرة واحد، وكذلك الأخضر حامينا ذى المستوى الحرفى البديع، وأيضا محمد الماغوط الذى يتعرض لقضايا شائكة وغاية فى التعقيد، ولكن بمنتهى البساطة، ثم أنه فى كل مشهد، وكل جملة حوار يثير مليون قضية بدون صراخ».
وانتقلت فاتن إلى محطتها الأخيرة فى هذه الباقة من الآراء والأحكام، تسبقها تنهيدة طويلة: «كان يعجبنى جدا (سبنسر تراسى) عندما أشاهد فيلما قدمه منذ 30 - 40 عاما، اشعر وكأن ذلك الفيلم أُنتج اليوم، وعندما تقارن أداءه (بكلارك جيبل) – مثلا- تجد جيبل يشير بيديه، ويحرك حاجبيه، وكل شئ فيه مصنوع جدا، أما تراسى فهو الطبيعية فى أوضح صورها.. وأيضا أحب (كاترين هيبورن) لنفس الأسباب تقريبا.. أما (مارلون براندو) – مع احترامى للجوائز التى حصل عليها- فهو ممثل ردئ جدا، بخنافته، ولكنته التى تفهم منها لفظا ولا تفهم منها عشرة، لم أتقبل أداءه، ولم أحبه- أبدا- فى أى فيلم.. و(جاك نيكلسون) كان عظيما فى (طار فوق عش الوقواق) ولكن أفلامه التى شاهدتها – بعد ذلك – لم تك فى ذات المستوى.. أما (موراى ابراهام) فقد أدى دور ساليرى فى فيلم (اماديوس) باقتدار حقيقى، وكنت شاهدت ذات الدور يقدم على المسرح أيضا بشكل عظيم، وبرغم أداء (موراى) المتفوق فاسمح لى أن أقول اننى حين اخرج من فيلم يبقى – دائما- فى عقلى وقلبى وعينى إحساس بممثل ما.. وفى فيلم (اماديوس) بالذات كان الذى بقى فى قلبى وعينى وعقلى هو توم هويلس الممثل الذى أدى دور (موزارت) وربما لم يحصل على الأوسكار بسبب لكنته فحسب!
نسيت لحظة البداية المتعسرة لذلك الحوار، وشعرت بمنتهى الراحة، والرغبة فى الاسترسال، وطرق أبواب باقة لا تنتهى من الموضوعات بعضها شخصى والآخر فنى/ مهنى لا بل – ربما – أحسست أن الوقت حان للحديث حول مقولة الأستاذ بهاء عن (دعاء الكروان) و(الحرام) أو النقطتين المهمتين اللتين عبرتا بالسينما المصرية إلى شاطئ موضوعات تستوعب حياة الناس الحقيقية.
وقالت السيدة فاتن حمامه:
«صعوبة الروايتين كانت لأنهما من إبداعات كاتبين كبيرين للغاية، وكان تقديمهما على شاشة السينما أمرا صعبا لعدة أسباب أهمها أن (دعاء الكروان) هو نص ملئ بالوصف، وطه حسين يصف الحركة الواحدة – أحيانا- بخمسمائة كلمة، لكل منها ضرورتها ومعناها، ولكى يصنع أى فنان من نص كهذا عملا سينمائيا فذلك ليس بالآمر السهل.. أبدا ليس بالأمر السهل، ثم أن النصف الثانى من رواية (دعاء الكروان) هو حوار بين البطل والبطلة.. يكلم كل منهما الآخر، ويحاوره، يطارده مثل قط وفأر، وترجمة ذلك إلى لغة سينمائية كان أمرا بالغ الصعوبة، وهنا برزت براعة السينارست يوسف جوهر والمخرج هنرى بركات.. لقد استطاع الاثنان تقديم عمل مبهر من أبدع ما يكون.. أما قصة (الحرام) فالصعوبة فيها تأتى من كونها رواية خشنة تصطدم بالواقع الاجتماعى فى حدة، وهى غير جماهيرية، ولذلك نجح ذلك الفيلم أدبيا ومعنويا كنموذج مثالى للأدب الكلاسيك ولكنه لم ينجح جماهيريا.. وعندما قرأت تلك الرواية أمضيت أياما لا استطيع التفكير فى شئ غير بطلتها وما جرى لها، وظللت فى ذلك الإحساس حتى بدأ تصوير المشهد الأول من الفيلم».
عند بعض الأسئلة التى دارت بيننا فى تلك الجلسة كانت فاتن تبدو متدفقة على نحو لا يستطيع أحد معه تحديد المجرى أو مدى الاستغراق، واذكر اننى قلت لها: «أن توفيق الحكيم قال لى معلما- من شاء أن يتعلم- أن الدراية والمعرفة بالفن التشكيلى والموسيقى هى من ألزم اللزوميات فى تشكيل الإحساس بالكلمة.. فهل مثل ذلك اللون من الدراية لازم للفنان كذلك» واجابتنى فاتن: «الفنان لابد أن يكون منصتا.. عارفا.. شايفا.. سامعا.. ليس من المفروض أن يكون الفنان فى حياته اليومية (متكلما) طوال الوقت، ولكن ينبغى عليه الاستماع والملاحظة اغلب الوقت.. كثيرا ما أكون طرفا فى مجلس، وعندما يبدأ توافد المشاركين بذلك المجلس فى الازدياد، لا أتكلم، واجد نفسى- حينئذ- منهمكة فى دراسة كل من يحيطوننى رجالا ونساء.. الحركات.. طريقة الكلام.. لماذا قال هذا الرجل ما قاله؟.. ولماذا انفعلت هذه السيدة ومتى بالضبط؟.. ما هو الإحساس الذى أوصلها إلى تلك الدرجة من الانفعال؟.. افعل ذلك لأن الإنصات والمراقبة يفيدانى جدا فى شغلى، ثم أنها باتت عادة مشوقة وممتعة للاكتشاف وإعادة الاكتشاف.. الإنصات للناس يعلمنى، والإصغاء والمراقبة لأعمال الآخرين الفنية تعلمنى.. وأنا لا أتوقف عن الإنصات للناس، أو التعرف على أعمال الآخرين (تشكيلية- موسيقية) لاننى لا أتوقف عن التعلم.. وأنا محبة للموسيقى الكلاسيك جدا.. جدا.. وبالرغم من ذلك لم أبدا رحلة استكشاف (باخ) إلا مؤخرا، فقد كانت موسيقاه تثير الاستغراب فى نفسى- بداية- ولكن بعد أول مرة شعرت أنها تحركنى تماما.. أما الموسيقى الشرقية فهى تطربنى للغاية، ولكن- للأسف- لم يعد احد يشجينا منذ مدة طويلة.. نعم لا يطربنا أحد بعد عبد الحليم وأم كلثوم وعبد الوهاب.. زمان كنت اسمع الغنوة واقعد يومين متأثرة بها فى أى مجلس، مهما كان عدد أفراده، خمسة عشر فردا- مثلا- يتكلمون ويلغطون، ولكن بعد أن تبدا أم كلثوم فى الغناء بثانية واحدة يسكت الكل.. اذنى تلتقط النغمات وتحفظها بسرعة، وأى غنوة عندى- مرتبطة بفترة معينة فى حياتى، ولذلك استمتع جدا بالاستغراق فى السمع، والاستغراق فى الذكريات أيضا.. وأحيانا يدفعنى للسهر فيلم عربى قديم فى التليفزيون إذا كانت فيه أغان.. الاستماع إلى ليلى مراد وعبد الحليم وعبد الوهاب متعة أخرى تماما.. وكثيرا ما اضبط نفسى مدندنة بنغمات كل اغانى «يحيا الحب» لمحمد عبد الوهاب، فهى شئ بديع وراق جدا.. جدا.. جدا»!
وعن الصحافة قالت لى فاتن حمامه: «أول النهار أقرا المانشيتات وليلا أقرا المقالات، وأواظب على قراءة الأعمدة الصحفية (أحمد بهاء الدين وأنيس منصور ومصطفى أمين وجلال الحمامصى) أما المقالات فأواظب فيها على قراءة يوسف إدريس وإحسان عبد القدوس وخصوصا حين يكتب قصصا تخفى وراءها سياسة.. أما كاريكاتير مصطفى حسين واحمد رجب فلا يمكن أن يفوتنى، وقد فطست- اليوم- من الضحك حينما شاهدت عزيز بك الاليت (شخصية كان يرسمها مصطفى حسين لتعبير عن أحد الأغنياء المتغطرسين) وهو يتيه كبرا وخيلاء، ويرفض أن يأكل فرخة لأنها مشيت حافية!!.. يكفى على الصبح – أن أشاهد مثل تلك النكتة التى اعتبرها طاقة فرح وسط قتامة العناوين القاتلة التى تصف أخبار العالم المقبض الذى نعيش فيه».
وحين سألتها عمن يصلح- ضمن شخصيات مصطفى حسين- لأن يصير بطلا سينمائيا كوميديا، فاجابتنى من فورها: «الشحات المتعجرف»!!
ووجدتنى منساقا إلى الإبحار فى (الشئون الاجتماعية) لفاتن وسألتها عن جوانب القهر فى حياة المرأة العربية فأجابتنى: «المرأة العربية مقهورة فى المجتمع وغير مقهورة فى البيت.. بالأمس كانت المرأة مقهورة فى حقها فى التعليم والعمل، ولكنها كانت الملكة – دائما- فى بيتها.. كانت كلمة (الهانم) لها احترامها من جميع أفراد المنزل، وحتى المرأة الصعيدية كان لها حضور طاغ فى بيتها.. اليوم تقدمت المرأة العربية تجاه حقها فى العمل والتعليم، ولكن بقى القهر قائما فى الطبقات الفقيرة، حيث تعيش المرأة محنا رهيبة حين يطلقها زوجها فجأة، ولا تجد ما تسد به رمقها، أو حين يكثر عيالها ويهرب الزوج ليتركها تواجه أهوال الحياة وحدها».
وقلت لفاتن: «يحب الآباء والأمهات الشرقيون أن يكون أبناؤهم (شغل يد) وينزعجون من أى عنصر يظهر فى تكوين الأولاد بعيدا عن تأثيرهم وتدخلهم.. ألا تشعرين أن المسافة بينك وأولادك (طارق ونادية) فى الغربة تحول بين ممارستك لما تعودناه» واجابتنى السيدة فاتن: «لا اعتقد أن الوالدين- عمليا- يستطيعان ذلك التحكم الكامل.. من الجائز أن يحدث ذلك لفترة معينة، وبعدها نجد الأبناء ثاروا، وكل يثور بطريقته، فهناك ثورة مؤدبة، وهناك ثورة يترك فيها الولد أو البنت منزل الأسرة وهناك ثورة بالحوار، يقول فيها الابن لوالديه: كفى تدخلا، وسنضع أساسا جديدا للعلاقة بيننا، وهنا يحس الأبوان أن الابن كبر ويجب رفع وصايتهما عنه إلى حد ما»
وحين سألتها: «هل ثار طارق عليك؟ اجابتنى: «لحقته مبكرا، فعندما وصل إلى سن 14 كان يسهر ليشاهد التليفزيون حتى منتصف الليل، ويترك غرفته (مكركبة) جدا، ويؤجل أعماله الدراسية يوما بعد آخر، وهنا قررت: مدرسة داخلية.. يعنى مدرسة داخلية، وألحقته مدرسة داخلية انجليزية، وفى الأسبوع الأول أرسل لى خطابا مبللا بالدموع كتب فيه: (سأقتل نفسى) فقلت له: (اقتل نفسك)!! وفى الأسبوع الثانى زرته فى المدرسة، فوجدته سعيدا، يمشى فى فنائها مصفرا، ويقول لى: أنا رئيس على هذه المجموعة من الطلبة، ويعدد لى مهامه الجديدة التى أسندت إليه فى المدرسة.. التربية هناك تقوم على فكرة تعليم الأولاد كل شئ عن الحياة، فبمجرد أن يدخل الولد إلى المدرسة يجد له رؤساء من زملائه، وبرغم أنها كانت من اكبر وأغلى مدارس انجلترا إلا أن المشرفين فرضوا عليه فى السنة الأولى أن ينظف أحذية من هم اكبر منه وأحذيته بالطبع، وعلموه أن يلملم أوراق الشجر لينظف فناء المدرسة، وعلموه أن يناقش أساتذته مناقشات سياسية، وعلموه الخطابة، وكتابة المقال، واستخدام الخيط والإبرة، وإتقان أعمال الكهرباء والنجارة، إذن فهى تربية وراءها تربية، وعندما تخرج من المدرسة كان قادرا على مواجهة الحياة والاعتماد على نفسه فى كل شئ».
ومن بين أوراق ذلك الحوار الذى أحبه وأراجع نصه من وقت إلى آخر وجدتنى مدفوعا أن أسال فاتن عن المسرح وسبب عدم اقترابها – أبدا- منه، وما إذا كانت ترى أنه يحتاج إلى موهبة خاصة لا تراها فى نفسها فقالت:
«كل ممثل- فى نهاية طريقه العملى- يحلم بالمسرح، ولكن لابد أن اشعر بأن المتفرج امامى يجلس على مقعد نظيف، ولا بد أن اشعر بأن القطط لا تجرى تحت الكراسى فى الصالة، لابد أن يصل صوتى للمتفرجين دون صراخ، إذا عملت فى المسرح لن اعلق على خصرى جهازا صوتيا ليصل صوتى إلى الجمهور وسط اللغط، هذا كلام فارغ، حتى لو كانت تلك الأجهزة صغيرة الحجم جدا، لأن أهم ما فى المسرح هو فى مناخه المغلق وهدوئه وجلاله، وإذا عملت فى المسرح لن يكون ذلك مع من يخرجون على النص.. مسالة أن يقف الممثل (ليدردش) مع الجمهور رخيصة جدا، ولا تعط انطباعا باحترام العمل، ولا تؤد إلى احترام الناس لنا، خاصة وأننى لن اؤدى دورا كوميديا، وإذا فعلت فسوف أقدم لونا من الكوميديا الخفيفة التى أديتها من قبل فى السينما مثل (الأستاذة فاطمة) و(إمبراطورية ميم)..»
...................
«فيما هو فن لا تقل لى انك يمكن أن تلتقى معها فى منتصف الطريق،فإما مائة بالمائة سينما وفن وإحساس وإما احتجاب طويل وهادئ.
وربما كان ذلك هو سبب حيرتى حين خطوت عتبة ذلك الحوار الذى رددت فيه امامى تعبير (مائة فى المائة) سبع مرات.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.