من يشاهده في برامجه يشعر بوطنيته وحبه الشديد لمصر.. إنه الإعلامي حسين عبد الغني صاحب مدرسة الأداء الهادئ والمتزن الذي يميزه ببرامجه علي مدي سنوات طويلة وحتي برنامج( آخر النهار) . الذي يقدمه حاليا علي قناة النهار ومعه كان هذا الحوار, فقال: قطار الثورة المصرية العظيمة لم يصل بعد إلي الإعلام وأجد نفسي آسفا بعد مرور أكثر من عام علي حرية الإعلام فنحن لدينا إعلاميون مستقلون وليس لدينا إعلام مستقل فالإعلامي المستقل هو من يعكس ممارسة دور الإعلام لفضح الفساد وكشف الانحراف. السلطة المصرية لم تفلت الإعلام من قبضتها حتي رغم قيام الثورة فهو مازال مقبوضا عليه ولم يتحرر بعد, فلا يوجد إعلام بدون تشريعات وقوانين تحمي العاملين به بل علي العكس فإن القوانين معادية ولذلك اتمني أن تعاد القوانين الخاصة بالإعلام ونأمل أن يكون للبرلمان الجديد دور في ذلك. لابد من تأسيس مجلس وطني للإعلام وقد ناديت بتلك الفكرة منذ فترات طويلة وهو كيان وطني يضمن الاستقلالية للمؤسسة الإعلامية ويكون له دور في الرقابة والدفاع عن حرية الرأي والتعبير ويلزم أيضا أعضاءه بميثاق شرف. فكرة التوازن المهني من أهم الأفكار التي أحرص عليها فأطالب تمثيل وجهات النظر المختلفة في نفس اللقاء فالإعلام هو المدفعية الثقيلة لهذا العصر والقوة الناعمة في الصراع الدولي والتي هي أهم من القوة الخشنة حتي أن تأثير الإعلام أصبح أقوي من حروب الجيوش. تدربت بالفعل علي ضبط النفس خلال عملي منذ سنوات طويلة في ال بي بي سي والجزيرة, فقد عاصرت أزمات كثيرة قمت بتغطيتها منها ما لا أنساه عندما كان يضربني الأمن في اثناء قيامي بتقديم تقرير من طابا حول السائحين وفي أثناء التفجير بميدان عبد المنعم رياض وفي أثناء تغطية انتخابات مجلس الشعب عام 2005وتم التعدي علي بقسوة وتم تحطيم الكاميرا وكسر ذراع المصور ولكنني لم أفقد أعصابي ولم يرهبني العنف, وربما يكون السبب في ضبط النفس أيضا هو مواجهات الكثيرة مع رؤساء الدول حتي ان الرئيس السابق مبارك رد علي بعنف ذات مرة قائلا: نعم ياخويا في أثناء مواجهتي له. بالفعل عرضت علي عدة عروض منها تأسيس محطة فضائية ورئاسة محطة تركية باللغة العربية ولكنني فضلت ان أعمل بقناة مصرية داخل بلدي ولابد أن أقدم الدعم بما أمتلكه من الخبرات طالما هناك القدرة علي ممارسة النقد الكاشف في صالح الثورة المصرية والشعب وفي الوقت الذي أشعر فيه بأن هناك انتقاصا لحريتي فسأقول هذه تجربتي مع الإعلام المصري. أشعر بخطر حقيقي علي الإعلاميين فهناك قضية لابد من الإلتفات إليها الآن بعدما تعرض له إبراهيم عيسي وحمدي قنديل ودينا عبد الرحمن والوقفة ضد يسري فودة وريم ماجد فأري أنه حتي لو أخطأ الإعلامي فهو خطأ مهني فهناك محاسبة مهنية بعيدا عن مايرهب ويرعب زملاءنا الإعلاميين ولابد ان تكون هناك وقفة ضد الهجمة التي يتعرض لها الإعلاميون المستقلون علاقتي بزميلي محمود سعد علاقة إنسانية وثيقة جدا ويسعدني العمل والتعاون معه في نفس البرنامج وسنظل نعمل لخدمة بلدنا مصر.