وواصل د. بطرس بطرس غالى حواره معى فى مكتبه بالمجلس الأعلى لحقوق الانسان، فحكى لى عن المكتبة الضخمة التى أسسها على حسابه الخاص فى مقر المجلس الأعلى القديم لحقوق الإنسان، وقوامها الكتب الحقوقية، ثم قام الغوغاء فى يناير 2011 باحراق المجلس والمكتبة حين تصوروا أن مقر الحزب الوطنى الديمقراطى يشمل المبنيين الموجودين على النيل، بينما لم يحتل الحزب سوى المبنى الجانبى الصغير، وهكذا أحرقوا كتبى.. وبعد ذلك الحادث قمت باهداء كتبى الفنية والأدبية إلى مكتبة الإسكندرية عند إسماعيل سراج الدين، وقمت باهداء الكتب القانونية والسياسية إلى مكتبة الجامعة الأمريكية، وهى فى تقديرى آخر مكان يمكن إحراقه.. (وضحك د. بطرس بتماكر شديد)!.. وروى لى الرجل قصة التنظيمات التى حرص على تشكيلها وإدماج مصر فيها مثل: رابطة الأحزاب الأفريقية، والتى جعل الرئيس سنجور رئيسا لها ونصب نائبا تونسيا له لأنه كان حريصا على (نفوذ) مصر وليس موقعها التنظيمى، وهكذا فعل فى رابطة «أندوجو» لدول حوض النيل، وكان اسمها سواحيليا وليس باللغة العربية ليجتذب تلك النوعية من الدول عاطفيا، ثم كان تأسيسه للفرانكوفونية التى تتضمن خمسين دولة ضمنهم الكثير من دول حوض النيل، والتى كانت هدفه البعيد، وهكذا فكر الرجل أيضا فى دخول مصر لمجموعة دول الديمقراطية الاشتراكية.. ولكن الحضور المصرى فى كل تلك المنظمات تآكل.. وعرج د. بطرس إلى الحديث عن نسيان مصر لأهم أزمة تواجهها وهى الانفجار السكانى، والتى ستبتلع أي محاولة للتنمية أو التقدم.. وقال الرجل لابد من عاصمة جديدة، وأن يتوقف البناء فورا فى القاهرة حتى بنى سويف لمدة عشر سنوات.. ولقد إقترحت أن تكون العاصمة الجديدة على البحر بعد مرسى مطروح غربا، فى حين كان هناك رأى آخر بأن تكون فى سيناء.. أما حكاية العاصمة الادارية على طريق القاهرة/ السويس، فهو غير ذات جدوى، لأنه سيلتحم بسرعة بجسم العاصمة القديمة وتساءل د. بطرس: ما الذى سيضيرنا إذا أقمنا عاصمة جديدة، لقد نقلت البرازيل عاصمته من ريودى جانيرو إلى برازيليا، ونقلت نيجيريا العاصمة من لاجوس إلى أبوجا. وأخجلنى د. بطرس حين قام من جلسته ليوصلنى، ولكن أصر قائلا: هذا هو البروتوكول.. لابد أن أوصلك إلى حدود المياه الاقليمية. لمزيد من مقالات د. عمرو عبد السميع