توجه الناخبون التونسيون الى الاقتراع منذ ساعات الصباح الباكر أمس فى أول انتخابات رئاسية ديمقراطية تعددية فى تاريخ بلادهم . وبدا الإقبال فى العديد من المراكز التى جال عليها موفد «الأهرام» بالعاصمة تونس أقل فى الساعات الأولى عما كان عليه الحال فى الانتخابات التشريعية 26 أكتوبر الماضى . كما كان ملحوظا ضعف اقبال الشباب مقارنة بالنساء وكبار ومتوسطى السن . وبدت مكاتب الاقتراع المسجل بها الشباب شبه فارغة فى مراكز مدارس "نهج مرسيليا" و "نهج الهند" و"باب الخضراء" . والأخير حى شعبى بالقرب من وسط المدينة . وقال رئيس الهيئة المشرفة على الانتخابات فى مركز الاقتراع بالحى الأخير " محمد عبيدي" ل " الأهرام" ان المركز يضم ثمانية مكاتب مجموع ناخبيها 4462.وقام بالتصويت بعد مضى اكثر من ثلاث ساعات من فتح المكاتب نحو ألف ناخب ، فيما سجل المركز نفسه خلال الساعات الثلاث الأولى تصويت اكثر من 1300 ناخب فى الانتخابات التشريعية . وأكد " عبيدى " استمرار ظاهرة عزوف الشباب نسبيا عن المشاركة مقارنة بكبار ومتوسطى السن .لكنه يأمل فى ان يأتى الشباب فى الساعات الاخيرة قبيل انتهاء التصويت. ولاحظ موفد "الأهرام" خلو مكاتب الاقتراع فى المراكز الانتخابية الثلاثة التى جال عليها من مندوبين لأى من المرشحين باستثناء "الباجى قائد السبسى " مرشح حزب نداء تونس الذى جاء أولا فى الانتخابات التشريعية.وقد تواجد مندوبوه فى كل المكاتب وبكثافة . فضلا عن وجود محدود لرجل الأعمال "سليم الرياحي" مرشح حزب الاتحاد الوطنى الحر ورئيس النادى الافريقى الرياضى . وكان لافتا الغياب شبه التام لمندوبى الرئيس المؤقت "منصف المرزوقي" الذى رشحه المراقبون لجولة إعادة مع " السبسي". وفسر مراقبون هذا الغياب بان قواعد حزب حركة النهضة الاسلامية ربما اتجهت فى اللحظة الاخيرة للتخلى عن المرزوقى انصياعا للخطاب المعلن لقيادة الحركة بالبقاء على الحياد بين المرشحين . وهو أمر يفتح الباب امام فرص استدعاء حزب النداء للنهضة كى تأتلف معه فى حكومة وحدة وطنية. وعلى خلاف العزوف شبه التام للشباب ، أخبرت "ريم المزوغى "( 25 سنة ) " الأهرام" عقب ادلائها بصوتها فى مدرسة "حى الخضراء" بانها اختارت السبسى ( 88 عاما) لأنه المرشح الأقل سوءا بين قائمة المرشحين البالغ عددهم 27 مرشحا .وقالت:" المرزوقى أخذ فرصة فى الحكم ولم يقدم شيئا .. وعلينا ان نجرب السبسى .فهو لديه خبرة منذ زمن بورقيبة .. لنعطه فرصة ". ومن جانبه صرح "مهدى جمعة" رئيس حكومة التكنوقراط فى تونس عقب ادلائه بصوته فى حى قرطاج شمالى العاصمة بأن تونس ستنتصر والمجموعات الارهابية لن تشوش على الانتخابات. وحث "جمعة" الناخبين التونسيين على التصويت بكثافة قائلا :" تونس مقبلة على تأسيس دولة حديثة ديمقراطية ".