يعانى لبنان منذ 25 مايو الماضى أزمة دستورية مستمرة عنوانها الأبرز هو عدم وجود رئيس للبلاد ، وان القصر الجمهوري مغلق بدون رئيس. وحلت الذكرى الحادية والسبعون لاستقلال لبنان الذي أعلن استقلاله في 22 نوفمبر 1943، بعد انتهاء الانتداب الفرنسى الذى استمر 23 عاما، ولبنان بدون رئيس منذ انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال سليمان . واضطرت الحكومة اللبنانية إلى إلغاء الاحتفال السنوي الرسمي بذكرى الاستقلال بسبب استمرار فراغ موقع الرئاسة، وذلك للمرة الأولى منذ نهاية الحرب الأهلية عام 1990. وكان رئيس الوزراء تمام سلام «وجه رسالة إلى اللبنانيين في جلسة الحكومة قبل يوم من الذكرى أعلن فيها : لن نحتفل بذكرى الاستقلال هذا العام بسبب شغور منصب رئيس الجمهورية». ومنذ انتهاء ولاية الرئيس ميشال سليمان فشل مجلس النواب في انتخاب رئيس جديد على مدى 15 جلسة متتالية . وكلما مر الوقت تتشابك الخيوط فى هذه الأزمة وتبدو أفق الحل غير واضحة نتيجة عدم وجود وساطة عربية لحلها وغياب الموقف العربى الذى يتبنى الأزمة اللبنانية الداخلية . وهناك إشارات ذات دلالة تصدر عن القيادات اللبنانية تشير جميعها إلى أن الأزمة ستطول والحل ليس قريبا . وحتى الآن برز ت أسماء 3 مرشحين للمنصب هم الدكتور سمير جعجع والعماد ميشال عون والنائب هنرى الحلو، لكن الأمر الذى يعرفه اللبنانيون هو أن انتخاب الرئيس قرار يأتي توقيته دوما من خارج لبنان، فى ظل تشابك المصالح الإقليمية والتدخلات الخارجية فى هذا البلد ؟ وعلى الرغم من عدم وجود رئيس في لبنان فإن هذا الأمر لا يزعج الكثيرين فى لبنان ، طالما الحياة تسير ولا يوجد تصعيد طائفي، كما حدث قبل انتخاب الرئيس ميشال سليمان عام 2008 حيث اجتاح حزب الله بيروت . والذى يثير المخاوف هو عدم تبنى الجامعة العربية للأزمة اللبنانية، كما أن دولا عربية مؤثرة باتت خارج المشهد لاعتبارات عديدة . وتراجع الاهتمام بالوضع اللبنانى وبات الأمر يتطلب مواءمات لبنانية داخلية لتمرير الوقت حتى إشعار آخر . لمزيد من مقالات ماهر مقلد