قال لها : لا أستطيع الابتعاد عنك ، ماذا تفعلين وأنت بعيدة عنى ؟ لماذا لا تتصلين بى لأطمئن عليك ، لماذا تتجاهلين حبى الذى لا يعادله حب كل رجال العالم. فقالت : وأنا أيضاً أحبك ، ولكن قلقك علىَّ يغيظنى ويعطينى إحساساً بالاختناق ..أنا أيضاً أخاف عليك.. وأخاف أن أفقدك.. ولا أتصور حياتى بدونك! انتهى الحوار ليبدأ السؤال لماذا الخوف من فقدان الحبيب؟ ولماذا كل هذا الهوس والتخوف من الحرمان منه؟ تحليل هذه الحالة كما يصفها د. إبراهيم عيد أستاذ الصحة النفسية بجامعة عين شمس أنها تعبر عن مرض نفسى أسمه الخوف من فقد الحبيب ، فالحب عبارة عن مشاعر جميلة تتلخص فى أن الفرد يحب الطرف الآخر ويفضله على ذاته أحيانا كثيرة، ويرتاح عندما يكون معه، ويفتقده فى غيابه، ويشعر بالسعادة والهناء فى وجوده، ولابد أن تكون هذه العلاقة متبادلة بمعنى أنه لا يوجد حب من طرف واحد فهذه علاقة متصلة وجدانياً أهم ما يميزها أن بها شيئاً من التعادل، خاصة فيما يخص التعامل النفسى والوجدانى، فالإنسان الذى يحب لا ينبغى أن يحمل الطرف الآخر أكثر من طاقته بل بالعكس يحاول أن يجعل التواصل بينهما مريحاً تقل فيه أعباء وثقل الحياة. والمفروض أنه عند حاجة أحد الطرفين للآخر أن يكون ملازما له وسندا وليس عبئا عليه، وأن تكون المعونة المطلوبة والمقدمة معقولة وليس فوق الطاقة، لذا ينبغى أن يكون الحب والقدرة على التواصل والعطاء محسوبة بميزان حساس حتى لاتجهد وتستنزف طرفا على حساب الآخر. عدم الثقة وفى تصور د. إبراهيم اذا كان الحب بلسما فينبغى على الحبيب أن يكون دواء ، ولذلك لابد أن يكون بين طرفى العلاقة تفاهم وثقة واحترام . وعندما يتسلل الخوف من فقد الحبيب فهذا يعنى بلاجدال عدم ثقة الشخص الذى انتابته تلك المشاعر ، فالحب كيان كبير يبنى دائما وابدا على الثقة الكاملة المتبادلة فإذا مافقد أحد طرفيه هذه الثقة يكون بالاساس هو السبب الرئيسى فى عدم استمراره لأوقات زمنية طويلة لعدم القدرة على تلبية احتياجاته وطلباته الانسانية من اهتمام باحساس الآخر واحترام وجهة نظره ومحاولة التكيف والتعود والتأقلم، والإنسان كثيرا مايفقد حبيبه لأن شعوره الداخلي ليس به توازن لتلك العملية الكيميائية الربانية المسماة بالحب، وقتها تصبح المشاعر أشباه حب أو قل هى الانجذاب والاعجاب! حياة تعيسة د.رشاد عبد اللطيف عميد كلية خدمة اجتماعية جامعة حلوان يؤكد أن هوس فقد الحبيب -باختيار شريك آخر لحياته- يعنى الشك فيه، والشك فى شريك العمر أو الحبيب يجعل الحياة بوجه عام تعيسة وغالباً ما تؤدى إلى إنفصال الزوجين فليست هذه هى الطريقة المثلى للحفاظ على شريك الحياة، الذى يجب أن يترك له حرية التصرف كانسان فى بعض الأشياء ، فالحماية الزائدة تخنق ، والحرص الزائد يقتل ، وبالغيرة الزائدة نحرق من نحب ونحرق تطلعاته وطموحاته. ونصيحة للزوجة التى لديها هوس فقد الحبيب نقول:إذا كنت متقاربة فى السن مع زوجك كونى صديقة له، وإذا كنت صغيرة عنه فكونى ابنه له، كونى صديقة دربه ولاتطارديه بهوس فقدان الحبيب.. فالزواج سكن ومودة ورحمة.. والحب ليس استبداداً أو تملكا ..انما دائما وابدا تسامح وتعاون ومشاركة .