أكدت ندوة عقدتها منظمة تضامن الشعوب الافريقية الآسيوية بالقاهرة تحت عنوان: تنامى ظاهرة الإرهاب الدولى أن هناك تعاونا واتفاقا بين قوى الإرهاب فى المنطقة العربية من جانب والغرب من جانب آخر فيما يتعلق بالفوضى الخلاقة. وأن نظرية وأسلوب ومنهج إدارة التوحش الذى تتبناه التنظيمات المسلحة المتشحة بعباءة الدين هى ذاتها الفوضى الخلاقة التى يحاول الغرب تطبيقها على المنطقة العربية منذ سنوات. وأنه سيتم «تقليص»»داعش» على الأرض ولكن سيكمن خطرها فى انتشار «فكرها» خلال السنوات القادمة. وقال د.حلمى الحديدى رئيس المنظمة ان فكر تقسيم المنطقة العربية وتفكيكها ورد منذ عقود فى كتاب لشيمون بيريز تناول فيه أسس التقسيم القائم على الخلافات الطائفية أو الدينية أو العرقية. وقد طورت الولاياتالمتحدة ما جاء بالكتاب من فكر وأنتجت»الفوضى الخلاقة» التى لاتمثل سوى وسيلة لتحقيق هدفها فى المنطقة. وأكد الحديدى أن الإرهاب صناعة أمريكية وأن المتعاونين مع الولاياتالمتحدة فى مخططها مجموعة من الدمى مثل تركيا وقطر. وقال ان المخطط الغربى الأمريكى يهدف فى الأساس إلى تفتيت المنطقة على أى أساس خلافى موجود وفى مقدمتها الأساس الدينى مثل (المسيحى المسلم، والشيعى السنى داخل الدين الإسلامي). ثم مساعدة التنظيمات المسلحة بتقديم الدعم لها لتحقيق فكرة القضاء على الوحدة الوطنية وفكرة المواطنة فى دول المنطقة. أما لماذا وقع الاختيار على المنطقة العربية والإسلامية لتطبيق تلك المخططات فلأنها منطقة ينتشر فيها الجهل والفقر وبها نسبة مرتفعة من الشباب وغياب الطبقة المتوسطة التى تحمى الوطن وتبنيه وتدفع به إلى النمو. أما المحرك الأساسى لتطبيق تلك المخططات على المنطقة وفى تلك الفترة فهى «إسرائيل». فوجود إسرائيل وحمايتها يحتم كافة تلك التطورات لتكون القوة الفاعلة والحاكمة فى المنطقة وبالتالى تتضخم إسرائيل على حساب المنطقة ويتم تفتيت الدول لحساب إسرائيل. وأشار السفير د. وليد عبد الناصر إلى ظهور فكر تقسيم المنطقة العربية بشكل واضح بعد حرب عام 1967 حيث بدت الرغبة فى تقسيم دولها وتفتيتها فى ظل تصور موجود منذ مرحلة سابقة. وحذر من أن نقطة التحول فى السنوات الماضية بدت من خلال فكرة الهوية التى أصبحت مختلفة. فقدشهدت المنطقة تراجعا من الاهتمام بالهوية القومية إلى مستوى الإهتمام بالهوية الوطنية ثم الهوية الطائفية والمذهبية مما مهد الأرضية لتنفيذ مخططات التفتيت على الأرض، واقترح أن تكون بداية مواجهة تلك المخططات من الحفاظ على الهوية والوعى على مستوى الفرد العربي.