شنت عناصر من القوات المسلحة تابعة للجيش الثانى الميدانى بالتعاون مع الأجهزة الأمنية بشمال سيناء حملة مكبرة أمس بمناطق فى «رفح» و»الشيخ زويد»، أسفرت عن مقتل 6 تكفيريين، وهم يحملون الأسلحة الآلية وال «آر بى جي»، حيث استهدفتهم طائرات الأباتشى أثناء قيامهم بمحاولة زرع عبوة ناسفة. وأشار مصدر أمنى ل«الأهرام» الى أن أجهزة الأمن تمكنت أيضا فجر أمس من تدمير 3 سيارات دفع رباعى بدون لوحات معدنية، يستخدمها الإرهابيون فى مهاجمة أجهزة الأمن وتنقالاتهم وتحركاتهم بين أماكن اختبائهم ، وكذلك مداهمة 19 وكرا فى مناطق الزراعات بمحمية الأحراش فى صحراء سيناء. وأوضح المصدر ان هذه الأوكار عبارة عن «عشش» يستخدمها الارهابيون فى اخفاء سياراتهم وعقد اجتماعاتهم السرية للتخطيط لاستهداف أجهزة الأمن، كما تم تدمير مخزن للذخيرة بسيناء يحتوى على كميات من المواد المتفجرة وطلقات «آر بى جي» وقذائف هاون، كما قامت عناصر تابعة لسلاح المهندسين العسكريين بردم نفقين كبيرين تم اكتشافهما فى أثناء عمليات الإزالة المستمرة بمنطقة الشريط الحدودى الفاصل بين مصر وقطاع غزة. من ناحية أخري، رصدت «بعثة الأهرام» بشمال سيناء رد فعل جنود القوات المسلحة، والأهالى عقب قيام الجماعات الإرهابية ببث مقطع فيديو يسجل عمليتهم الإرهابية باستهداف كمين «كرم القواديس»، حيث أكد الجنود والضباط المشاركون في العمليات أن هذا التسجيل هدفه بث روح انهزامية بين المصريين، وهذا الكلام غير صحيح، حيث اكد العديد منهم ان هذا الفيديو مفبرك، ووضعت فيه مقاطع من عمليات ارهابية فى العراق ومناطق اخري، بل وزادهم إصرارا على عدم الرجوع أو العودة من سيناء إلا بعد تطهيرها من هؤلاء المتاجرين بالدين والثأر لدماء كل أبناء الوطن، بينما أكد عدد كبير من المشايخ والعواقل أنه لا مجال للشك اطلاقا فى ان عناصر حماس تشارك مع بعض بدو سيناء فى الارهاب الذى تشهده المحافظة حاليا. وعلى طوال الأكمنة المنصوبة على الطرق المؤدية الى رفح والشيخ زويد، وفور التأكد من هويتنا الصحفية، لم تكن على ألسنة الجنود إلا عبارة واحدة: «انقلوا اصواتنا إلى جميع ربوع مصر.. نحن الآن أكثر ثباتا فى محاربة المتطرفين، لأننا على الحق وهم على باطل، معبرين بقولهم، مقسمين بأغلظ الأيمان انهم لن يعودوا الى ديارهم وأهاليهم إلا بعد إعلان سيناء منطقة خالية من الارهاب أوالشهادة فداء للوطن . وقال المشايخ، إن هذا الفيديو مفبرك وغير صحيح لانهم يعرفون طبيعة اراضيهم جيدا، مشيرين الى ان الصور التى بثها هؤلاء الخونة، ان صحت، فهى تؤكد بالدليل القاطع ان حركة حماس الارهابية مشاركة فى العمليات ضد جيش مصر. كما أعرب أهالى سيناء عن احتقانهم وغضبهم من هؤلاء القتلة الذين يشوهون صورة الإسلام تحت مسمى الجهاد وهم يرتكبون الكبائر من سرقة سيارات واهدار اموال واتلاف ممتلكات المواطنين وقتلهم …متسائلين! أى اسلام هذا الذى يبيح السرقة والقتل والتعدى على أموال الغير وممتلكاته؟! ومما أثار غضبهم بشدة هو تأكيدهم أن افرادا من حماس ظهروا بوضوح فى الفيديو ضمن منفذى العمليات الإرهابية. وقد وجه أبناء سيناء من المثقفين والمفكرين رسالة الى من يساندون الارهاب بغزة، قالوا فيها: ان مصر، شعبها ، ترابها، أحرار، عظماؤها أحفاد الشيخ عرابى والمناضل سعد زغلول، ما أعظم الانتصارات وما أروعها عندما حققها الشعب بعيدا عن الحسابات السياسية، وما أروعه عندما يتعاطف مع اشقائه حتى لو كان لا يجد مايقتات به ليقدمه رخيصا وبنفس راضية وقلب مطمئن، وعلى قدر عظمته وطيبته تجده شرسا مقاتلا جسورا إذا مست كرامته أو أهدرت دماؤه دون جرم اقترفه. وقال أحمد حمدى السيد أحد أبناء مدينة العريش: «ان العمليات الارهابية وقتل جنودنا برفح، هو أكبر دليل على أن الإرهاب لا يعرف دينا أو أخلاقا، وإنما يتحرك من مكان الى آخر ومن دولة الى دولة وفقا للمصالح التى قد تكون وراءها أطراف خارجية، ودول أجنبية، وللأسف ان من ضمن القاتلين قلة من دول مجاورة قدم لها شعب مصر الكثير والكثير، ومازال يقدم حرصا على روابط الاخوة والمحبة». ويضيف جمال الدين حسان من أهالى العريش أنه لم يحزن فى حياته لشئ مثل حزنه على القتل بدم بارد وباسم الإسلام، والله ورسوله منهم براء، وأنه لا يتصور أن يكون هذا هو رد المعروف ، وسرد موقفا حدث فى اثناء الحرب على غزة عام 2009، عندما كانت هناك سيدة مصرية بسيطة تدعى أم عطية، هذه السيدة كانت تشاهد التليفزيون وما يحدث فى فلسطين وكانت أمام ميناء رفح البرى مئات من شاحنات المساعدات مرسلة من ابناء مصر البسطاء ولكن ما لفت الانتباه وقتها أن هذه السيدة البسيطة، والتى تبلغ من العمر 60عاما، من محافظة الدقهلية، حضرت الى مدينة العريش، وهى تحمل معها مساعدات لقطاع غزة عبارة عن 3 كيلو أرز و2.5 ونصف كيلو سكر و3 زجاجات زيت و15رغيف عيش، لعلها تنقذ أسرة من الجوع، وأصرت ان تسلمها بنفسها الى ابنائها بقطاع غزة، وقتها بكى الضباط المصريون لعظمة هذه السيدة، وكانت محط انظار الاعلام العالمي.. واستطرد: « هذه السيدة التى قدمت كل ما تمتلك من قوتها كانت دليلا على مدى التعاطف الذى يكنه شعب مصر لشعب فلسطين، هل تعلمون ان رصاص الغدر قتل ابنها الجندي، وهو صائم فى رمضان، ولم يعطوه فرصة ليكمل افطاره، فكانت نصف التمرة فى فمه والنصف الآخر فى يده؟ الذين كنا نتصور ان بنادقهم موجهة نحو العدو ولم نكن نعلم ان رصاصات الغدر سوف تأتى من اشقاء يقتلون من يقطعون من اقواتهم ليطعموهم». ووجه على فكرى رسالة الى تنظيم حماس، قال فيها: «ارحموا سيناء وأهلها وابتعدوا عنا بإرهابكم وكفاكم قتلا وسفكاً للدماء.. قضيتكم خاسرة.. واعلمو ان الشعب المصرى لن يغفر أو يسامح ابدا فى دماء ابنائه التى تسيل يوميا على ارض سيناء، واحذروا من غضبة الشعب المصري، فان دماءه غالية اغلى مما تتصورن واعلموا ايضا ان شعب مصر يعلم جيدا ان الملايين من شعب فلسطين لا يؤيدون أعمالكم الإجرامية وخيانتكم لقضيتكم وعروبتكم ودينكم. من ناحية أخري، سبب مقطع فيديو قامت مجموعة مسلحة بتصويره وبثه بعنوان «مجلس شباب سيناء»، حالة استياء واسعة بين ممثلى الأحزاب والمشايخ والعواقل والقيادات الشعبية فى المحافظة، وأكدوا رفضهم القاطع لما أعلنته المجموعة المسلحة فى الفيديو، وتصديهم المسلح للجماعات التكفيرية فى سيناء، خاصة جماعة أنصار بيت المقدس التكفيرية. وحذرت القيادات الشعبية والمشايخ والعواقل، إن ذلك من الانسياق وراء أية دعوات تقوم بها تشكيلات أو ميليشيات مسلحة فى سيناء، حيث إن ذلك من شأنه أن يؤدى إلى حرب أهلية فى المنطقة بين القبائل، وشددوا على أهمية أن يكون السلاح فى سيناء منظما وتحت رقابة الدولة، ممثلة فى الجيش والشرطة.