غيب الموت،اليوم الاثنين، الدكتور ثروت عكاشة، وزير الثقافة ونائب رئيس الوزراء الأسبق، عن عمر يناهز 91 عاما، بعد أزمة صحية ألمت به، ومن المقرر أن تشيع جنازته بعد غد الأربعاء . ويعتبر مثقفو مصر ثروت عكاشة بأنه واضع حجر الأساس للبنية التحتية والمشروعات الثقافية الضخمة التي شهدتها مصر إبان عهده الذي امتد من 1958 حتى 1961، ومن 1966 حتى 1968 والدكتور ثروت عكاشة هو أحد ضباط الجيش المصرى الأحرار الذين شاركوا فى ثورة 23 يوليو عام 1952 ، وفضل العمل فى مجال الثقافة التى كانت تسمى بالإرشاد القومى. ومنذ بدأ العمل فى الوزارة عام 1958 وكان مشروعه الأساسى وهمه الكبير هو بناء البنية التحتية للعمل الثقافى ومنها قصور الثقافة التى تنتشر فى ربوع مصر حاليا، وواتته الفكرة من تحويل بعض الدول الاشتراكية حديثا لقصور الإقطاعيين المصادرة إلى قصور ثقافية يستفيد منها الجمهور. لكن الفقيد لم يكن اسما مجهولا فى عالم الثقافة قبل توليه المسئولية الوطنية ، فقد تولى رئاسة تحرير مجلة (التحرير) بعد ثورة يوليو وحتى عام 1953 ثم ملحقا عسكريا بالسفارة المصرية فى بون ثم باريس ومدريد ، وسفير مصر فى روما فى نهاية فترة الخمسينيات. ومن المناصب التى تولاها أيضا رئيس مجلس إدارة البنك الأهلى المصرى من عام 1962 حتى عام 1966 ، ونائب رئيس الوزراء ووزير الثقافة ومساعد رئيس الجمهورية للشئون الثقافية منذ عام 1970 وحتى عام 1972. كما أن الراحل كان أستاذا زائرا بالكوليج دو فرانس بباريس (تاريخ الفن) عام 1973 ، وانتخب زميلا مراسلا بالأكاديمية البريطانية الملكية 1975 ، كما انتخب رئيسا للجنة الثقافة الاستشارية بمعهد العالم العربى بباريس من 1990 حتى 1993. وانتخب عضوا بالمجلس التنفيذى لمنظمة اليونسكو بباريس من 1962 حتى 1970 ، وعضوا للبرلمان منذ 1964 وحتى 1966 ، وحصل عكاشة على جوائز عديدة منها وسام الفنون والآداب الفرنسى عام 1965 ، وتكريم من اليونسكو تتويجا لإنقاذ معبدى أبوسمبل وآثار النوبة ولجهوده من أجل إنقاذ معابد فيلة وآثار النوبة عام 1970. كما حصل على جائزة الدولة التقديرية فى الفنون من المجلس الأعلى للثقافة عام 1987 ، ودكتوراة فخرية فى العلوم الإنسانية من الجامعة الأمريكية بالقاهرة عام 1995 ، وأرفع جائزة للفنون من المجلس الأعلى للثقافة عام 2002. ومن مؤلفات الراحل (مذكراتى فى السياسة والثقافة) والذى صدر فى ثلاثة أجزاء و(الفن والحياة) و(إعصار من الشرق) و(القيم الجمالية فى العمارة الإسلامية).