طالب كاتب الأطفال عبد التواب يوسف، بإدخال الاهتمام بالثقافة إلي وسائل الإعلام المختلفة اقتداء بما فعله وزير الثقافة الأسبق الدكتور ثروت عكاشة، وحذر من غياب المكتبات عن القري والمراكز المصرية، بحيث تصل فقط إلي 64 مكتبة ل4 آلاف قرية، جاء ذلك في مداخلته بندوة "التنمية الثقافية" التي عقدتها "لجنة الكتاب والنشر" بالمجلس الأعلي للثقافة مساء الأربعاء الماضي وتحدثت فيها الدكتورة فؤادة البكري، أستاذة الإعلام بجامعة حلوان. وانتقدت فؤادة البكري في كلمتها غياب الرؤية أو الهدف عن التنمية الثقافية في مصر، وتساءلت: هل أصبحت المؤسسات الثقافية الرسمية تخاطب فئة بعينها بمؤتمراتها وفعالياتها، فأين نصيب المواطن البسيط من الثقافة؟، كما تساءلت عن دور رجال الأعمال في المساهمة في التنمية الثقافية. كما انتقدت غياب التعاون بين المؤسسات الثقافية الرسمية ومثيلتها الأهلية وأشارت إلي أن المؤسسات الأهلية لا تتمكن وحدها من تحقيق هذه التنمية وأكدت: نحن بحاجة إلي رؤية ثقافية محددة تمكننا من انتشال المؤسسات الثقافية الرسمية من التردي الذي وقعت فيه"، وقالت: غالبا ما ترتبط الثقافة بالسياسة العامة للبلد، وقد أثرت فترة حرب أكتوبر وما تبعها من سياسة انفتاح اقتصادي علي الثقافة، بحيث زاد الاهتمام بالفن علي حسابها وفقدت الرؤية الواضحة، في حين شهدت فترتا الخمسينيات والستينيات، حالة كبيرة من الزخم الثقافي لأن الرؤية حينها كانت واضحة، فمصر كانت من أوائل الدول التي انتبهت إلي أهمية التنمية الثقافية، ففي عام 1958 أنشأت وزارة الثقافة والإرشاد القومي، تجمعت فيها كل الهياكل والإدارات الثقافية التي كانت متفرقة علي الوزارات الأخري ومنها: الجامعة الشعبية ومصلحة الفنون وإدارة الثقافة العامة ودار الأوبرا وهيئة الآثار والجمعية المصرية للفنون الجميلة، وقد أعيد تنظيم هذه الوزارة أكثر من مرة، وأسهم الدكتور ثروت عكاشة بشكل كبير في تحديد الأهداف الثقافية التي تسير عليها الوزارة، ولهذا أنشأت هيئة الثقافة الجماهيرية لتقوم بتوصيل الكتب والأنشطة الثقافية لكل القري والمراكز". وأشارت فؤادة إلي أن الاتجاه العالمي نفسه الذي كان يسعي من قبل، علي يد اليونسكو، لوضع خطط ثقافية تسير عليها الدول النامية، بدأ يتراجع الآن مع سيطرة الولاياتالمتحدة علي اليونسكو وإعطاء الأولوية لقضايا الإرهاب وحقوق الإنسان وغيرها. وفي مداخلته أكد سامح كريم، نائب رئيس تحرير "الأهرام" أن الإنجاز الذي فعله ثروت أباظة كان نتيجة عقده للقاءين مع المثقفين، الأول أثناء فترة توليه الوزارة من عام 1958- 1962، والثاني في فترة ولايته الثانية من عام 1966 وحتي عام 1970، وهما اللقاءان اللذان استمع فيهما إلي احتياجات المثقفين واقتراحاتهم، وقال كريم أن الجهد الذي بذله عكاشة كان بدافع من الرئيس جمال عبد الناصر الذي تعامل مع الثقافة علي أنها مساوية للتصنيع الثقيل، وأكد أن المجلس الأعلي للثقافة قانونيا مطلوب منه رسم سياسة ثقافية محددة، بينما تساءل محمد حمدي، عضو لجنة "الكتاب والنشر" حول وجود سياسة ثقافية مكتوبة من عدمه؟، كما تساءلت إحدي الحاضرات عن مساحة السلطة التي يمكن منحها للمحافظين لكي يتولوا مسئولية تنمية الثقافة في محافظاتهم.