طالب علماء ورجال الدين الإسلامي والمسيحي، بمد جسور التعاون والتواصل وإزالة الحواجز بين علماء الأزهر وأئمة المساجد والقساوسة بالكنائس المصرية، وان يعملوا جميعا على تجديد الخطاب الديني لنشر قيم العمل والأخلاق والإتقان والجودة والإحساس بالمسئولية والاهتمام بعنصر الوقت، وذلك من خلال شعار : "تعارفوا تعايشوا تعاونوا اعملوا ". كما طالبوا بأن يرتكز تجديد الخطاب الديني في المساجد والكنائس على احترام القانون والنظافة واحترام المرأة والعلاقات الإنسانية، وترك التعصب أو التطرف سواء للمسلم أو المسيحي، وان يكون خطابا دينيا متسامحا مع الآخر دون توتر أو عصبية أو سب أو تجريح. جاء ذلك في ختام فعاليات الدورة التدريبية التي نظمها “ بيت العائلة المصرية” بالكنيسة الأسقفية بالزمالك، واختتمت أعمالها، أمس الأول، بكنيسة السيدة العذراء ومارمينا للأقباط الكاثوليك بمدينة نصر، تحت رعاية الأزهر الشريف والكنائس المصرية تحت شعار “ لنعمل من أجل مصر” وبمشاركة 70 واعظا وقسيسا واستمرت أعمالها لمدة ثلاثة أيام. تم خلالها تدريب الأئمة والقساوسة على اتخاذ مبادرات من شأنها تدعيم الوحدة الوطنية، ومواجهة التشدد والفكر المتطرف والإرهاب، وسبل الحفاظ على النسيج الوطنى ووضع مناهج للتسامح الدينى وترسيخ القيم الدينية للحد من أمراض الطائفية والتطرف. كما تضمنت الدورة عدة زيارات لمشيخة الأزهر ووزارة التربية والتعليم وعدد من الكنائس الكبرى، وورش عمل لتشخيص أسباب الانحراف الفكري وآثاره على المجتمع وكيفية التصدى له، وضبط الخطاب الدينى الموجه إلى الجمهور. وقال الدكتور محيي الدين عفيفي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، إن فعاليات الدورة تضمنت ورش عمل للتدريب على اتخاذ مبادرات من شأنها تدعيم الوحدة الوطنية بين الشعب المصري بأطيافه المختلفة وإعادة صياغة النسيج الوطني والهوية المصرية، والتأكيد على الثوابت والقواسم المشتركة في الخطاب الديني بين المسلمين والمسيحيين. وإعلاء قيم المساواة والتسامح وترسيخ القيم الدينية السمحة لمواجهة التطرف والتشدد ومحاربة الانحراف الفكري، والأفكار الشاذة. تحدث الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، في لقاء موسع مع الأئمة والقساوسة المشاركين في أعمال الدورة حول أهمية علم الإدارة في مصر، والوعي قبل السعي، والعمل سويا لتحقيق النجاح. وطالب البطريرك إبراهيم إسحاق بطريرك الكاثوليك بالإسكندرية في كلمته خلال أعمال الدورة بهدم الأسوار والحواجز بين الكنيسة المصرية والأزهر بأيد مصرية من خلال شعار (تعارفوا تعايشوا تعاونوا اعملوا) وان يتحول شعار الدورة إلى منهج حياة، موضحا أن الحوار هو تلبية لحاجة الإنسان، وان النجاح يأتي من خلال الاحترام المتبادل والاستماع إلى الآخر. من جانبه طالب الأنبا يوحنا قلتة، نائب بطريرك الأقباط الكاثوليك، بإعلاء قيم العدل والمساواة التي تحقق المؤاخاة بين المسلمين والمسيحيين. وحذر من وجود مؤامرات خارجية تستهدف وحدة المصريين وأزهرهم وكنائسهم. مؤكدا أن تلك المحاولات ستبوء بالفشل، وأن الأزهر سيبقى منارة العالم الإسلامي، وأن المسلمين المتسامحين هم الذين حموا الكنيسة خلال الأحداث العصيبة التي مرت بها مصر من قبل. كما طالب بأن يرتكز الخطاب الديني الجديد على احترام القانون والنظافة واحترام المرأة والعلاقات الإنسانية وأن نخرج من إطار الحديث عن الجنة والنار إلى التحدث في موضوعات الساعة، وترك التعصب أو التطرف سواء للمسلم أو المسيحي وان يكون الخطاب الديني في المساجد والكنائس متسامحا مع الآخر دون سب أو تجريح. من جانبه أكد القس يشوع يعقوب راعي الكتدرائية الأسقفية بالزمالك أن التعايش السلمي هو لب التقارب والتآلف بين المواطنين من الطرفين، للنهوض بالعمل والحفاظ على الاستقرار ونبذ العنف والتهميش الذي ساد المجتمع في الفترة السابقة. وقال القمص بطرس بطورس وكيل مطرانية دمياط وكفر الشيخ أن جميع الأديان السماوية تنادي بالعمل الجاد واستغلال عنصر الوقت لأننا كلنا سنحاسب عليه. وقال إن تجديد الخطاب الديني ليس المقصود به البعد عن العصبية ومواءمة الموضوعات التي يعيشها الناس فحسب، بل أن يكون من يحمل الكلمة قوى الحجة واثقا بنفسه وأكثر إقناعا وقدوة لغيره. وحول جدوى الدورات التدريبية التي ينظمها بيت العائلة، وتنفيذ توصياتها على أرض الواقع قال القس كيرولس غطاس من كنيسة ماري مينا ببورسعيد، إن هذه اللقاءات كسرت الحواجز بيننا، وتقاربنا، وحدث تبادل حضاري، لأننا نريد العيش في محبة وسلام، ويقول الشيخ سعيد إبراهيم شحاتة موجه أول وعاظ الجيزة وعضو بيت العائلة، سننطلق لتأثيث بيت العائلة بالجيزة بعد هذه الدورة، وتقدمنا بطلب للمحافظ للحصول على مكان ومنه ننطلق لاستحداث مشروعات خدمية بالحي الذي أقطنه، وأكد القمص إفرايم مترى راعي كنيسة السيدة العذراء بالشرابية، أنه لا عودة لزمن الفتنة والأيادي المتشابكة، ولكن سنعود للأحضان الدافئة، ونريد تثقيف الشعب بذلك. وقال الدكتور رمضان حسني عضو لجنة الفتوى بالإسكندرية، أن هذه الدورة علمت الجميع مفهوم الأخوة والمحبة وسنطبقه على أرض الواقع مع الآخرين من أبناء الوطن الواحد، وتمنى المنسق للدورة سليم فؤاد أن يقوم السيد الرئيس بزيارة بيت العائلة، ويكون لنا معه لقاء.