وصف سوتس لياسيدس سفير قبرصبالقاهرة العلاقات المصرية القبرصية بالتاريخة والوطيدة التى تعود لعقود طويلة، مشيرا إلى ان ذلك ينعكس على مساندة الدولتين لبعضهما البعض فى كافة المحافل الدولية. وقال لياسيدس إن القمة الثلاثية بين مصر وقبرص واليونان التى تستضيفها اليوم تعكس عمق العلاقات بين البلدين وحرص الجانب القبرصى عليها. وأضاف فى حوار ل «الأهرام» أن بلاده تساند جهود القاهرة لمكافحة الإرهاب وهناك تعاون وثيق بين البلدين فى هذا الشأن خاصة وأن مصر أهم دولة فى المنطقة واستقرارها يعنى إستقرار المنطقة بأكملها. وفيما يلى نص الحوار: كيف تصف العلاقات المصرية القبرصية فى هذه المرحلة ؟ على المستوى الثنائى بين مصر وقبرص، تعددت اللقاءات بين الطرفين خلال الفترة الأخيرة، فقد زار الرئيس القبرصى نيكوس اناستاسيادس مصر فى ديسمبر الماضى والتقى الرئيس السابق عدلى منصور، كما كان الرئيس القبرصى هو الرئيس الأوروبى الوحيد الذى حضر حفل تنصيب الرئيس عبدالفتاح السيسى فى يوليو الماضي، كما التقيا الرئيسان فى نيويورك فى سبتمبر الماضى على هامش الاجتماعات الخاصة بالأممالمتحدة. وشهدت الفترة الأخيرة أيضا زيارات متعددة لوزير الخارجية القبرصى لمصر ووزير الطاقة الذى حضر لمصر فى أكتوبر الماضي. كل هذا يعكس أهمية مصر بالنسبة لقبرص والأولوية التى تعطيها قبرص لعلاقتها بمصر. فبالنسبة لنا مصر دولة محورية فى المنطقة وتربطنا علاقات تاريخية نحرص عليها وعلى تنميتها. وقد كانت قبرص من أولى الدول التى ساندت رغبة الشعب المصرى فى إحداث تغيير ومحاولته للوصول للديمقراطية، فنحن نحترم الشعب المصرى كثيرا ونقدر رغباته وآماله لتحقيق النمو والتقدم. وتساند قبرص خارطة الطريق التى بدأت مصر فى تنفيذها بالفعل بوضع الدستور وإقامة الإنتخابات الرئاسية وقاربت على الانتهاء بعد أن تجرى الانتخابات البرلمانية. ما الموضوعات الأساسية المطروحة للمناقشة فى القمة الثلاثية اليوم ؟ تشهد القمة المصرية القبرصية اليونانية موضوعات عدة تهم كل الأطراف منها ماهو خاص بالوضع الإقليمى ومنها ماهو خاص بالوضع الدولي. فسوف يتم مناقشة الوضع غير المستقر فى منطقة الشرق الأوسط فى سوريا والعراق وغزة . كما سيتم مناقشة قضية محاربة الإرهاب خاصة مع الجهود التى تبذلها مصر حاليا للقضاء على الإرهاب داخل أراضيها . واعتقد أن من أهم القضايا التى ستطرح أمام القمة القادة هى قضية التعدى التركى على المنطقة الإقليمية الاقتصادية الخاصة بقبرص فى البحر الأبيض المتوسط وهو الأمر الذى كانت مصر من أولى الدول التى أعربت عن رفضها له، ولم تعرب أى دولة حتى الان عن تأييدها للمارسات التركية التى تعد خرقا لكافة القوانين الدولية. وعلى المستوى الثنائى بين مصر وقبرص سيتم مناقشة سبل تفعيل العلاقات والتعاون فى العديد من المجالات. هل يعنى ذلك أن المرحلة القادمة سوف تشهد تعاونا بين مصر وقبرص فى مجال مكافحة الإرهاب ؟ مكافحة الإرهاب من الأمور المهمة جدا لقبرص حيث تحطينا المشكلات من جميع الجهات مثل سوريا ولبنان. ومصر لها وضع خاص فهى أهم دولة فى المنطقة واستقرارها يعنى استقرار المنطقة بأكملها. وقد ساندت قبرص دولا أخرى لمكافحة الإرهاب وحتما تساند قبرص مصر فى هذه المرحلة الحرجة التى تسعى فيها للقضاء على الإرهاب داخل أراضيها. وأعربت قبرص عن أسفها لمقتل الأبرياء داخل مصر خاصة رجال الجيش والشرطة ممن يقومون بعملهم لحماية وطنهم. وهناك تعاون بين البلدين فى مجال الاستخبارات وتبادل المعلومات فى هذا الشأن لتتمكن مصر من التغلب على هذا الأمر. كيف تنعكس قوة العلاقات المصرية القبرصية داخل المحافل الدولية؟ العلاقات التاريخية الثنائية بين البلدين تنعكس ليس فقط على أوجه التعاون بينهما بل تنعكس داخل كل المحافل الدولية أيضا حيث تساند الدولتان بعضهما البعض فى جميع هذه المحافل مثل الأممالمتحدة والمؤتمر اللإسلامى والاتحاد الأوروبى وغيرها. ولا شك أن قبرص من خلال عضويتها فى الاتحاد الأوروبى تحاول دائما توصيل الصورة الصحيحة لما يحدث فى مصر والدفاع عن مصالحها . طالما كان لقبرص دور فى دفع عملية السلام والتوسط بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلي. فهل لدى قبرص أفكار جديدة لدفع هذه العملية المتجمدة؟ للأسف عملية السلام متجمدة فى الوقت الحالى ولا يبدو أى تقدم فى هذا الإطار وقد كانت قبرص من أولى الدول التى اعترفت بالدولة الفلسطينية عام 1988، وتوافق قبرص على سياسة الاتحاد الاوروبى فى هذا الشأن والمؤيدة لضرورة إقامة الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية يعيشان فى سلام والرجوع لحدود 67. هل سيزور الرئيس عبدالفتاح السيسى قبرص قريبا؟ قام الرئيس القبرصى نيكوس اناستاسيادس بالفعل بدعوة الرئيس عبدالفتاح السيسى لزيارة قبرص وتم قبول هذه الدعوة ونأمل أن تتم الزيارة قبل نهاية العام الجاري.