لم يترك مصاصو دماء البشر المصريين أحياء ولا حتى بعد مماتهم فكما يقوم تجار الأعضاء البشرية ببيع أعضاء الفقراء قاموا أيضا بنبش قبورهم و بيع رفاتهم و عظامهم حتى أصبحت النخاسة و تجارة البشر هى مهنة منعدمى الضمير. و لم يترك هؤلاء الزبانية حتى والديهم فقد باعوا عظامهم مأساة حقيقية مات فيها ضمير الجانى وتوقف عقله ، بعدما دمرته المخدرات ليبيع كل شىء الحى والميت من أجل الكيف ، فبدلا من أن يتوجه إلى المقابر للاتعاظ و قراءة الفاتحة على والديه والدعاء لهما بأن يرحمهما الله كما ربياه صغيرا حمل رفاتهم و عظامهم و باعها حتى يشترى المخدرات التى يتعاطاها معلنا بذلك موت الضمير ونهاية الأخلاق. اتجه حسن رزق البالغ من العمر 45 عاما إلى تعاطى المخدرات حتى أصبح زبونا دائما لدى تجار الكيف الذى غيب عقله و جعله أسيرا و عبدا له ولأنه يعمل عاملا بسيطا بكلية الطب بجامعة بنى سويف و دخله لا يكفيه لشراء المخدرات أصبح مستعدا للقيام بأى شىء من أجل الحصول على المخدرات حتى وجد ضالته فى جلب الهياكل العظمية لطلبة كلية الطب التى يعمل بها و بحجة زيارة قبر والده ووالدته أصبح دائم التردد على منطقة المقابر فى قريته كوم الصعايدة بمركز ببا ببنى سويف و لم يدر أحد أنه قبل أن يفقد عقله بسبب المخدرات قد فقد ضميره وإنسانيته والتى جعلته يبيع والديه بعد أن نبش قبرهما و استولى على هيكلهما العظمى ليبيعه لطلبة الكلية فقد باعهما بخمسمائة جنيه وإن كان قد باع والديه نبش بعدها قبور باقى أقاربه وعائلته ليشعر أهالى قرية كوم الصعايدة بحالة من الريبة بعد اكتشافهم اختفاء رفات وعظام ذويهم أثناء تشييع جنازات أخرى وقاموا بفتح المقابر ليكتشفوا اختفاء هياكل قدامى الموتى ليستيقظ سكان القرية على الجانى بعد أن توجه فى إحدى المرات فجرا واستولى على أكثر من 150 هيكلا عظمىا وجمجمة ليكتشفوا سر اختفاء رفات وعظام أقاربهم فيجدوه حاملا حقيبة و جوالا بداخلهما كميات من الجماجم والهياكل العظمية لينهالوا عليه ضربا و يقيدوه و يقوموا بتسليمه لرجال الأمن. و يكتشف المصريون أنهم يهانون أحياء وأمواتا هكذا أصبح حالهم بعد أن استبيحت أجسادهم حتى بعد مماتهم ليعترف المتهم بأنه يقوم بنبش القبور وسرقة بقايا العظام ثم يبيعها بالقطاعي لطلاب كليات الطب، حيث أوضح طلاب الكلية أنهم يقومون بشراء الجماجم والهياكل العظمية من خارج الكلية للمذاكرة عليها وعمال ثلاجات المستشفيات وحراس القبور هم الملجأ الوحيد ، لأنهم يبيعون الأعضاء بأسعار في متناولنا جميعا وأضاف طالب بالكلية أنه يشترى الجمجمة ب250 جنيها بينما يشترك هو وزملاؤه في شراء هيكل كامل للجثة بعد معالجته بمادة الفورمالين ويتراوح سعره ما بين ال1000: إلى1500 جنيه. كان قسم شرطة مركز ببا ببني سويف، قد تلقى عدة بلاغات من الأهالى عن قيام مجهولين بنبش مقابر كوم الصعايدة مما تسبب في استياء الأهالي وفقدانهم لجثث ذويهم. و كان اللواء محمد عماد سامى مدير أمن بنى سويف قد تلقى إخطارا من المقدم أحمد عبد اللطيف رئيس مباحث مركز ببا بقيام مجموعة من الخارجين بنبش مقابر الأهالي وسرقة ذويهم من الموتى فتم تشكيل فريق بحث لضبط الخارجين للحفاظ على حرمة الموتى. ودلت تحريات المباحث أن وراء تلك الجرئم محمد حسن رزق (45 عاما ) عامل بكلية الطب حيث يقوم بسرقة الجثث بغرض بيعها لطلاب الكلية حيث تم ضبط الجانى وبحوزته عبوة مملوءة بالأحشاء والعظام الآدمية وبسؤاله أقر أنه يبيعها لصالح طلبة كلية الطب ببنى سويف. وخلال التحقيقات فجر المتهم مفاجآت بأنه منذ عام يقوم بسرقة عظام و رفات الموتى لبيعها لطلبة الكلية استولى خلالها على مئات الهياكل العظمية و الجاجم و من بينها رفات و عظام والده ووالدته و معظم أقاربه و كذلك عظام عدد من أقاربه الموتى متخطيا بذلك كل الأعراف و التقاليد ضاربا بكل التعاليم السماوية عرض الحائط و التى تقدس الموتى و أنه استغل أن المقابر بقريته كوم الصعايدة عبارة عن حجرات مبنية فوق سطح الأرض يسهل فتح أبوابها حيث كان يتوجه إلى منطقة المقابر فى ساعة متأخرة من الليل و يفتح تلك الغرف و يستولى منها على عظام و رفات الموتى و أنه كان يقوم ببيع تلك الهياكل العظمية و الجماجم لطلبة كلية الطب التى يعمل بها حتى يتمكن من شراء المخدرات.