لم تك مبايعة تنظيم انصار بيت المقدس الارهابى، يوم الاثنين الفائت، لجماعة داعش المتوحشة امرا مفاجئا، اذ سبقته ترديدات درامية موحيه- طوال شهور الاجتياح الداعشى للعراق وسوريا- تتكلم عن قرب مبايعة انصار بيت المقدس لابى بكر القرشى الحسينى البغدادى الذى نصب نفسه خليفة على دولة التنظيم فى سوريا والعراق وسائر بلاد المسلمين، كما جاء فى بيانه الشهير من فوق منبر مسجد نور الدين (الكبير) بالموصل ذى الاهمية التاريخية الخاصة (حتى ان تضاربت اعلانات داعش بين مبايعة انصار بيت المقدس لهم او اعترافهم بخلافة ابى بكر البغدادى). ما ازعجنى هو ان البيانات الامنية المصرية ظلت لاسابيع طويلة تنكر اى وجود لداعش فى سيناء، او اية بقعة اخرى فى مصر، وذلك قبل ان تعترف- مؤخرا- بوجودهم وتبشرنا بالقبض على بعض خلاياهم التى كانت تخطط لعمليات كبرى، وقد اعقبت تلك البيانات قيام بعض عناصر الاجرام الارهابى بذبح ثلاثة مواطنين فى سيناء يوم 5 اكتوبر الفائت بدعوى تورطهم فى التجسس ضد تنظيم بيت المقدس، وعلى الطريقة الداعشية ببصمة عمليات Modus operandi لا يمكن نكرانها. وبالطبع لا يغيب عن الاذهان تلك التصريحات التى ادلى بها ابومصعب المقدسى- احد كبار ارهابيى داعش- عن ضرورة نقل المعركة الى وسط القاهرة، واستهداف الشاحنات والضباط والقضاه وقناة السويس.. وكذلك ما ذكره ابو مسلم المصرى (القاضى بما يسمى محكمة التنظيم فى ولاية حلب حول ان الدفاع عن الدعوة لا يجىء الا بالجهاد والسلاح وليس بالاعتماد على العقل). وبالقطع وباليقين لم اذكر السطور السابقة استسلاما لمخاوف.. ولكننى فعلت لتنبيه كل من يقرأنى الى خطورة استمرار بعض "المستثقفين" وليس المثقفين الذين غرقوا- حتى الشواشى- فى مستنقع الحذلقة والتعالى واحيانا التآمر والخيانة حين استنكروا عملية رحيل سكان الشريط الحدودى فى سيناء التى نفذها المصريون من ابناء تلك البقعة العزيزة مع القوات المسلحة بروح وطنية رفيعة . وكتبت تلك السطور كذلك حتى يفيق المغفلون او المستعبطون (سياسيا) من افكارهم الساقطة عن ضرورة ادماج الارهابيين فى العملية السياسية او قبول توبتهم. نحن فى (حرب وجود) كما وصفها السيسى، والموضوع اخطر بكثير من ان نسمح لبعض العملاء او الجواسيس بدفعنا الى تيه جديد، او ترتيب الاولويات على نحو يناسب اغراضهم سواء كانت تلك الهرتلة التى يصرحون بها او الانصراف عن اجابة اسئلة مصير يتحدد لبلدنا، الى شجارات تشكيل القوائم الانتخابية او معارك للفلول ومن يسمون انفسهم الثورجية.. لن نكون لهم كأهل بيزنطة ننصرف الى جدل عقيم كريه حتى يجتاحنا الغزاة. لمزيد من مقالات د. عمرو عبد السميع