تقول الحكاية، إن عمدة إحدى القرى، كان رجلا شامخا مهابا شهما وذا مروءة.. إذا لجأ إليه أهل القرية لقضاء حاجاتهم لم يكن أبدا يرد يد طالب. ببساطة، كان رجلا كبارة.. كما يقولون فى الأرياف. وكان- إذا سار بمطيته فى الطرقات- تنحنى له الرؤوس إجلالا واحتراما من فرط هيبته. إنه كبير القرية، وحامى حماها، ومصدر فخرها وعزها بين بقية القرى. لكن فجأة حدث ما لم يكن فى الحسبان! لقد خرج إليه صعلوك صائع ضائع تافه من صعاليك القرية، لا أصل له ولا صنعة، فتطاول عليه.. بل وصفعه.. وآه من الصفعة عندما تصيب الكبير! هذا بالضبط ما يحاوله الصعاليك الآن مع جيش مصر الباسل. إنهم يريدون صفعه وإهانته كى يصغرفى عيوننا، وهذا- لعمرى- ما لن يكون أبدا بإذن الله.. لماذا؟ لأن جيش مصر هو هيبتها وفخارها ومصدر عزها وحامى حماها على مر الدهور.. فما هو الجيش؟ .. هل هو عدة دبابات ومجنزرات وطائرات أباتشى و آر بى جيهات؟ أبدا.. فالدبابات ملقاة فى أسواق السلاح يشتريها كل من هب ودب! هل هو عدد من الرجال مفتولى العضلات الذين ينامون فى الصحراء فى عز البرد ويأكلون الثعابين؟ أبدا.. فالرجال يمكن تدريبهم فى كل وقت وفى أى زمان! طيب هل هو مجرد أزياء كاكى مموهة من ارتداها يصبح جيشا؟ أبدا.. فكل الإرهابيين وقطاع الطرق والسفلة يمكنهم شراء تلك الأقمشة المهربة على الحدود بجنيهات قليلة!.. إذن ما الجيش؟ إنه الوطن. ولنسأل أنفسنا: لماذا يرسل كل بيت من بيوتنا أكبر أبنائه للالتحاق بالجيش.. فمنهم من يقضى سنة، ومنهم من يخدم بلده سنتين أو ثلاثا؟ فلماذا يلتحق الشباب بالجيش؟ إنهم يذهبون لحماية الوطن. إننى ابن هذا الوطن فمن ذا يحميه إن لم أحمه أنا؟ جيشنا هو نحن.. هو منا ونحن منه.. نحن رجاله. جبش مصر هو كرامتها.. وهل رأيتم بلدا لا جيش له( إلا فيما ندر)؟ المسألة واضحة وضوح الشمس.. من أراد هز كرامة مصر فعليه بجيشها.. وساعتها سنهتز جميعا. اللعبة الأثيمة إذن باتت معروفة.. وهذا ما يحاولونه الآن باستماتة. هل رأيتم مدى الحزن فى العيون بعد سماع أنباء الاعتداء الفاجر على شباب مصر فى شمال سيناء قبل أيام؟ نعم.. هو بالتأكيد كان حزنا- فى جانب منه- على الأرواح البريئة التى أزهقت.. لكن السبب الأكبر للحزن كان لأن هذا الشباب هو من جيش مصر. كل القلوب المكلومة هتفت صارخة: لا يا جماعة.. كله إلا الجيش. لقد ارتعدت القلوب لأن الرسالة البغيضة وصلت الجميع: نحن نستهدف جيشكم.. ونهين كبيركم.. ونسخر من كرامتكم. صرخ الإرهابيون المأجورون صرختهم فى وجوهنا جميعا بكل صفاقة: لا كرامة لكم عندنا فأرونا ماذا ستفعلون! .. ولهذا كان على الجيش( الذى هو مصر) أن يزأر. ولذلك كان موفقا جدا العنوان الرئيسى للزميلة الأخبار عندما خرجت تقول بالخط الأحمر العريض يوم الأربعاء الماضى على 8 عمود: الجيش يزأر فى سيناء. نعم فقد آن أوان الزئير.. والجيش عندما يسمعهم صوت زأرته المدوية.. فإن مصرستكون فى الحقيقة هى التى تزأر كى يختبىء الفئران. لم يعد مقبولا أبدا أن تظل الجرذان تعبث بشوارب الليث.. أو تتقافز فوق كتفيه.. هذا ضد نواميس الكون وطبائع الأشياء. إن الأسد أسد حتى لو علقت شوكة تافهة حقيرة فى كف يده.. والفأر فأر حتى لو سمح له الليث أحيانا بأن يرقص أمامه ويتبختر( وإذا رأيت نيوب الليث بارزة.. فلا تظنن أن الليث يبتسم).. على رأى المتنبى. نعم آن الأوان لتعود الجرذان إلى جحورها. ملحوظة الختام: لننظر جميعا حولنا ونتساءل فى غضب: هل بدأ إسقاط الدول التى تتهاوى أمامنا الآن إلا بدءا من إسقاط جيوشها؟ إن الجيش هو يدنا الكبيرة التى لا ينبغى أن نسمح لأحد أبدا بأن يعقرها.. فجيش مصر هو نحن جميعا. لمزيد من مقالات سمير الشحات