لأكثر من عيد نجد هيئة المسرح التى يطلق عليها حاليا البيت الفنى للمسرح يبشر الجمهور بأن ثمة 5 أو 6 مسرحيات ارتفعت ستائرها وتعرض أعمالها للجمهور وهذا هو بلاشك أمر جيد لكن المشكلة أنه بالفعل تفتح المسارح أبوابها وتعرض هذه المسرحيات التى فى الحقيقة هى مسرحيات قديمة بمعنى سبق عرضها من قبل. فإذا كانت هذه المسرحيات لدى البيت الفنى للمسرح وممثلوها سيعودون فلماذا تتوقف هذه العروض لتبدأ فى العرض بمناسبة الأعياد؟.. إن المسرحيات إذا كانت بالفعل جاهزة لدينا ومسارحها موجودة فلماذا تغلق أبوابها لتفتح فقط فى أيام الأعياد؟ هل من باب التوفير حتى لا يحصل الممثلون على أجر إضافى عندما تقدم العروض ويمنع هذا الأجر عندما يغلق المسرح؟ إذا كنا باستمرار نطالب المسرح بأن يكون موجودا دائما أمام المتلقى المتفرج وحتى إذا كان بعض المتفرجين كانوا قد شاهدوه بالفعل فلماذا يغلق أمام المتلقى والمتفرج الذى لم يشاهده؟.. وإذا كان كل المتفرجين قد شاهدوا العرض فلماذا إذن يقدم مرة أخرى فى العيد؟.. وإذا كنا باستمرار نقول ونهتم بأن الثقافة والفن مطلوبان وبشدة خاصة فى الوقت الحالى فلماذا إذن لا نجد إلا مسارح مظلمة بلا عروض. أسئلة كثيرة تواجهنا عندما نجد المسئولين يصرحون بأن ثمة ستة أو سبعة عروض مسرحية ستقدم خلال العيد.. فهل المسرحيات خاصة فقط لوقت الأعياد أم أنها تقدم وللمتفرج الحق فى مشاهدتها فى الوقت الذى يرغبه ويناسبه أيضا. ربما هو عذر وحيد يمكن أن نقبله لهذا الوضع الغريب، وهو أنه لا توجد مسرحيات جديدة لأنه ليس هناك ميزانية. وفى هذه الحالة على المسئولين أن يقولوا لنا إن الميزانية الخاصة بالمسرح انتهت ولا توجد ميزانية لمسرحيات جديدة. هذا هو الجواب الوحيد الذى نتقبله وليس بسهولة لأننا منذ فترة لم نشاهد عروضا مسرحية جديدة. أعلم أن ميزانية البيت الفنى للمسرح قد يذهب معظمها للممثلين والممثلات الموظفين فى البيت الفنى، ولنقل العدد الأكبر منهم لا يعمل ولكن بالطبع كموظف لابد أن يحصل على راتبه وهذا ما يجعل معظم ميزانية البيت الفنى للمسرح لا تذهب لإنتاج مسرحيات أو على الأقل مسرحيات بالقدر المعقول، وإنما تذهب للفنانين الموظفين. إنها أزمة المسرح لدينا.. أن المسرح التابع للدولة بعد أن فقدنا تقريبا معظم بل كل المسارح الخاصة.