فيما وصف بأنه استفتاء على الرئيس الأمريكى باراك أوباما، انطلقت أمس انتخابات التجديد النصفى للكونجرس الأمريكى، وسط توقعات بتقدم الحزب الجمهورى. وحظى التصويت بزخم كبير قبل بدايته، حيث بادر نحو 16.4 مليون شخص بالتصويت المبكر عبر البريد فى 31 ولاية، دون أن يتضح بعد اتجاه التصويت بينهم. ويتنافس الحزبان الجمهورى والديمقراطى فى الانتخابات الجارية على مقاعد مجلس النواب بأكمله وعددها 435، فضلا عن نحو 33 مقعدا فى مجلس الشيوخ، من بين إجمالى 100 مقعد. ويمتد السباق ليشمل منصب الحاكم فى 36 ولاية أمريكية. وقبيل بدء التصويت، وجه الرئيس أوباما نداء يتوسل فيه لأنصار الحزب الديمقراطى بالنزول للإدلاء بأصواتهم، وسط مخاوف من تمدد سيطرة الحزب الجمهورى على غرفتى الكونجرس. وقال:«بالرغم من كل الشكوك، أمريكا تحرز تقدما». وبينما يتوقع المراقبون أن يعزز الجمهوريون قبضتهم فى مجلس النواب، ينصب الصراع على 6 مقاعد فى مجلس الشيوخ، التى قد تحسم الأغلبية للجمهوريين، مما سيعنى التكبيل الكامل لأوباما فى العامين الأخيرين من ولايته. ومع تراجع شعبية أوباما إلى معدلات ال40٪، امتنع عدد كبير من بين المرشحين الديمقراطيين للكونجرس عن دعوة الرئيس الأمريكى للظهور معهم خلال حملاتهم الانتخابية. واقتصرت مشاركة أوباما لحشد الدعم الشعبى لحزبه على حملات المرشحين لمنصب الحاكم بالولايات التى فاز بأصواتها فى جولتيه الرئاسيتين. وتوجه أوباما خلال اليومين الماضيين إلى «ديترويت» و«كونيتيكات» و«بنسلفينيا». ورغم التحسن الاقتصادى الذى تمكنت إدارة الرئيس أوباما من تحقيقه على مدار 6أعوام، لم يمثل ذلك أى دعم للديمقراطيين فى السباق الراهن، ليتراجع الى الخلفية. فى المقابل، فقد احتلت قضايا أخرى الصدارة، مثل الخوف من تمدد تنظيم داعش الإرهابى فى الشرق الأوسط. وأيضا الانتشار المحدود لفيروس الإيبولا فى الولاياتالمتحدة، إضافة إلى تزايد الفجوة بين الأغنياء والأثرياء فى أمريكا. من جانبها، اتهمت هيلارى كلينتون، التى تعد أحد أبرز قادة الحزب الديمقراطى، الجمهوريين بشن حملة «تخويف». وفى المقابل، أكد ميتش ماكونيل زعيم الجمهوريين فى مجلس الشيوخ توقعه فوز حزبه، وأضاف أن الانتخابات الجارية هى فى أغلبها استفتاء على رئيس البلاد.