الإنسان الحزين يشعر دائما بعدم الرضا والتعاسة ، غالبا ما يكون تعرض لفقدان حبيب أوأنه وضع سعادته فى حب شخص آخر له ابتعد عنه أو قد يكون ربط سعادته بوصوله لمستوي وظيفي واجتماعي ومادي معين لم يبلغه . الرضا بقضاء الله وما قدره لنا من رزق فى الصحة والجمال والمستوي المادي والإجتماعي والعاطفي هو البوابة الملكية للسعادة فنحن فى الدنيا فى دار اختبار ، الله يختبر قدرتنا على تحمل حزن فقدان أحباء لدينا ، قد يختبر صبرنا على أقارب لنا لا نرى منهم سوى الحسد والرغبة فى مضايقتنا متى سنحت لهم الفرصة . ولكن لكى نشعر بالسعادة لابد أن نهتم بما لدينا أكثر من أهتمامنا بما ينقصنا فالكثير منا يتعامل مع نظره وسمعه وقدرته على الكلام والحركة وكأنها أشياء عادية ويتناسى أن هناك العديد من الأشخاص لا يتمتعون بأحدى هذه النعم منذ ولادتهم أو بسبب حادثة ما آثناء رحلة حياتهم . فعندما تتذكر هذه النعم التى منحها لك الله ويستطيع أن يأخذها منك لا قدر الله فى أى وقت ، ستشعر حتما بالسعادة . لا تضيع وقتك فى تذكر ماضي أغضبك ودائما قل لنفسك "اللى فات مات" فعندما تلوم نفسك على ما مضى ، فلا مجال لأن تشعر بالسعادة لأننا بشر ونخطأ كثيرا فسامح نفسك وحب نفسك حتى تستطع أن تسامح وتحب الآخرين . تذكر أن كل يوم جديد هو فرصة حقيقية لك لا تعبأ بالماضي كما أتفقنا فاليوم هو المهم فقد يكون الله سامحك على كل ماسبق فلما لا تبدا اليوم بالصلاة التى ستشعرك هى الآخرى بالسعادة والسكينة والرضا ؟ لما لا تبدأ اليوم بسماع القرآن الذى سيشعرك هو الآخر بالطمأنينة ؟ لما لا تبدأ اليوم بالتعامل بهدوء مع من حولك وتتحكم فى إنفعالاتك ؟ لما لا تبدأ اليوم بالأهتمام بعملك ؟ لما لا تبدأ اليوم بالأهتمام بمظهرك ونظافة وترتيب منزلك ؟ لا تكن بخيلا خوفا من الفقر فى المستقبل ، فالبخيل لا يعيش بشكل كريم ، وما قيمة المال لو لم يشعرك بالسعادة ؟! من يوجه لك النقد الذى لا هدف من وراءه سوى هدمك ، تأكد أنه يشعر بالغيرة منك ولذا لا تمنحه الفرصة فى تكديرك أبدا . لا تنتظر شكرا من أحد أكرمته ، فأنت لا تفعل الخير لوجه أحد غير الله ، أجعل كل أعمالك لله حتى معاملتك الطيبة مع أولادك وزوجتك أوزوجك وأعلم أن الإحسان يشعرك بالسعادة فأنت مخطيء عندما ترد الإساءة بالإساءه لإن الإحسان يشعرك بقوة نفسيتك وفضيلتك فى القدرة على التسامح مع من حولك القريب والبعيد . وأخيرا لا تترك نفسك فريسة للفراغ ، فهو وحش قاتل يسلبك سعادتك. أجعل وقتا للقرب من الله فى صلاة وقراءة قرآن وحدد وقتا لقرأة كتب فى مختلف المجالات لإكتساب معلومات تنمي قدرتك على التفكير وأجعل أيضا وقتا لممارسة الرياضة ووقتا للخروج فى الحديقة أو النادي أو المول ، المهم أن تشغل وقتك بما يفيدك وتستمتع بالحياة قدر المستطاع لإنها قصيرة مهما طالت ولا شىء يستحق فى هذه الدنيا أن تغضب من آجله سوى تقصيرك فى القرب من الله لآن الخلود والحياه الآبدية السعيدة الحقيقية هى حياة أهل الجنة ، فأجعل الدنيا طريقك للجنة فى قربك لله ومحافظتك على صحتك وتنمية عقلك وتسامحك مع من حولك . [email protected] لمزيد من مقالات نهى الشرنوبي