يعتمد الرأى العام فى الغرب على الصورة التى ينقلها له الإعلام عن الأحداث فى الدول البعيدة، ومن بينها مصر، ويخضع متخذ القرار والمسئول فى تلك الدول أيضا لهذه الصورة، ليصبح الإعلام فى هذه المرحلة أكثر تأثيرا من أى فترة أخرى، ولعل طريقة نقل ما حدث فى مصر عقب ثورة ال 30 من يونيو 2013 خير شاهد على ذلك، ومحفز لمحاولة كسر هذه الدائرة ونقل الصورة الحقيقية لما تشهده مصر. عدد كبير من الجاليات المصرية فى أوروبا قرروا أن يكونوا سفراء لبلدهم، وينقلوا للرأى العام الغربي ما تخفيه تغطيات إعلامهم، سواء عن عمد أو جهل أو سوء فهم، لما يجرى فى مصر ومنطقة الشرق الأوسط، وأن يروجوا للسياحة إلى مصر من خلال حملات شعبية لدعوة الأوروبيين للسفر إلى مصر. وفى إطار هذه المهام تنظم الجاليات فعاليات مختلفة لتوصيل رسائل إلى الرأى العام وصانع القرار الغربي، فى محاولة لنقل الحقائق دون تزييف، ومن بين هذه الفعاليات التظاهرة الكبيرة، التى نظمتها الجبهة الوطنية للمصريين بالخارج، ومقرها فرنسا، أمام جامع باريس الكبير، بالتعاون مع اتحاد المسلمين بفرنسا، لرفض الإرهاب وما تقوم به التنظيمات الإرهابية باسم الإسلام، وقد شارك فى تلك الوقفة التى تم تنظيمها بعد صلاة الجمعة ما يقرب من أربعة آلاف متظاهر ومتظاهرة من جنسيات مختلفة، حملوا لافتات تندد بالإرهاب، وتطالب بعدم التدخل فى الشأن المصرى الداخلى، وترفض ما اعتبرته دعما من الاتحاد الأوروبى للإرهاب، متمثلا فى تقارير حقوقية وصفوها بالمنقوصة والمنافية للواقع والحقيقة. عمر حشيش، مؤسس الجبهة المصرية للمصريين بالخارج ومنسقها العام، يقول فى تصريحات للأهرام- إن مثل هذه التقارير من شأنها تدعيم الإرهاب وتقويض إرادة الشعب وهدم كيان الدولة المصرية، وأكد تأييد الجبهة للجهود التى تبذلها مصر للقضاء على الإرهاب، والعمل على تكريس الحق فى الحياة والاعتقاد لجميع المواطنين، معتبرا أن التقارير المشبوهة والمشوهة التى تنافى الواقع والحقائق الدامغة تحت غطاء الدفاع عن حقوق الإنسان، تدعم الإرهاب بما لا يقل عن الفعل الإرهابى نفسه. ويضيف حشيش أن الجبهة بالتعاون مع الجاليات المصرية فى دول أوروبا تعمل على أكثر من مسار، فبجانب الوقفات المنددة بالإرهاب، والمظاهرات التى تم تنظيمها أمام سفارتى قطروتركيا فى باريس، وسفارة تركيا فى هولندا، والوقفة التى تم تنظيمها فى ميدان الدام أمام القصر الملكى الهولندى، للتنديد بالتدخل فى الشأن المصرى الداخلى، هناك حملة شعبية متواصلة لدعم السياحة إلى مصر، وقد نظمت هذه الحملة عدة فعاليات لدعوة الأوروبيين لزيارة مصر أمام برج إيفل، حيث يزوره يوميا الآلاف من جنسيات مختلفة، وقد وزعنا خلالها كتيبات وصورا للمعالم السياحية المصرية وبعض الهدايا التذكارية، كما نظمنا فعاليات أمام البرلمان الفرنسي، وسنقيم معارض خارجية لتحقيق هذا الهدف وعودة السياحة إلى مصر كما كانت قبل ثورة 25 يناير. وأشار مؤسس الجبهة المصرية للمصريين بالخارج ومنسقها العام إلى أن فعالياتهم ستتواصل لدعم مصر ونقل صورة ما يجرى بها للغرب بطريقة صحيحة، موضحا أن الجبهة بدأت تطلق حملة شعبية لمقاطعة المنتجات التركية بدول أوروبا، بسبب دعمها للإرهاب، وإصرارها على التدخل فى الشأن المصرى الداخلى.