كشفت صحيفة «التليجراف» البريطانية عن أن مفوضية مراقبة الجمعيات الخيرية فى بريطانيا بدأت سلسلة من التحقيقات الرسمية فى أنشطة هذه المنظمات، وسط مخاوف من خطر اختراقها من قبل تنظيم داعش الإرهابى فى سورياوالعراق. وأعرب رئيس المفوضية فى تصريحات خاصة للصحيفة عن مخاوفه من أن هذه المنظمات تستغل الأموال والإمدادات التى يتبرع بها العامة فى بريطانيا، وتمول الإرهابيين الذين يقاتلون على الجبهة الأمامية فى العراقوسوريا. وبدأت المفوضية التحقيق فى أنشطة 86 جمعية خيرية يعتقد أنها مخترقة من قبل المتطرفين، من بينها 37 تعمل على مساعدة ضحايا الحرب الأهلية السورية، وذلك وفقا لبيانات جديدة تم الكشف عنها أمس. وبدأت المفوضية تحقيقا شاملا فى أنشطة 4 منظمات تعمل فى المنطقة، بينها منظمة كان يعمل بها عامل الإغاثة البريطانى الذى تم ذبحه على أيدى عناصر داعش، ومنظمة أخرى يعتقد أنه تم اخترقها من قبل انتحاري. ومن جانبه، شدد ويليام شاوكروس رئيس المفوضية البريطانية على أن هناك مخاوف من أن الأموال التى تبرع بها الشعب البريطانى يتم إرسالها إلى تكفيريى داعش، الذين قطعوا رؤوس اثنين من البريطانيين، بين ضحايا آخرين، كما أنهم يحتجزون بريطانيا ثالثا. وأعرب شاوكروس عن اعتقاده بأن هناك 500 جمعية بريطانية تؤكد أنها تعمل فى سوريا، وأنه تم تسجيل 200 جمعية منها فقط منذ بداية الصراع، مشيرا إلى أن بعض هذه الجمعيات لا تمتلك الخبرة ومعرضة للاختراق من قبل التكفيريين. وذكر التقرير أن التحقيقات بدأت بشكل كامل حول أربع منظمات فى مقدمتها «الفاتحة» العالمية التى كانت توظف الضحية البريطانى آلان هينينج، إلى جانب «أطفال فى الدين» و«جماعة المساعدة» و«مساعدة سوريا». وبدأت التحقيقات فى منظمة «الفاتحة» بعد أن ظهرت صور لأحد قادتها مع اثنين من عناصر داعش، وهم يحملون السلاح، بالإضافة إلى رفض رئيس المنظمة التحقيقات البريطانية فى أنشطتها. وتأتى التحذيرات فى وقت حرج للجهود الدولية الرامية إلى وقف التمويل الذى يتلقاه التنظيم الإرهابى فى العراقوسوريا. وأطلقت صحيفة «التليجراف» البريطانية حملة تحت عنوان «أوقفوا تمويل الإرهاب»، والتى نالت دعما قويا فى البرلمان البريطانى والجيش وكذلك على المستوى العالمي. وتعمل المفوضية البريطانية على مراقبة الجمعيات الخيرية فى انجلترا وويلز، وخاصة التى تعمل مع عدة دول فى مقدمتها قطر. وفى إطار متصل، تناولت «التليجراف» أيضا فى مقالها الافتتاحى مسألة تمويل الجماعات الإسلامية المتشددة من قبل أفراد فى بعض الدول، وطالبت الحكومة البريطانية بوقف المعاملات التجارية مع قطر بأى ثمن. وذكرت الصحيفة أن الاتهامات الموجهة إلى قطر تشمل غض الطرف عن نقل أموال إلى هذه الجماعات، مشيرة إلى قضية ابن عم وزير الخارجية القطري، الذى أدين غيابيا فى لبنان بتوصيل أموال إلى تنظيم القاعدة. وتقول الصحيفة إن عبد العزيز بن خليفة العطية تم الإفراج عنه من قبل السلطات اللبنانية قبل محاكمته، بفضل ضغوط مزعومة من الحكومة القطرية. ولكن العطية نفى أن تكون له علاقة له بتمويل «الإرهاب». وطالبت الصحيفة الحكومة البريطانية بالضغط على الحكومات الخليجية لاتخاذ تدابير صارمة ضد مواطنيها الذين يشتبه فى أنهم يمولون «الإرهاب». وانتقدت الصحيفة حكومة ديفيد كاميرون رئيس الوزراء البريطانى بسبب ما اعتبرته تساهلا مع المشتبه فى تمويلهم الجماعات المتشددة، ودعتها إلى أن تحذو حذو الولاياتالمتحدة. ومن جهة أخري، نقلت صحيفة «الأوبزرفر» البريطانية عن ريتشارد باريت مسئول مكافحة الإرهاب فى المخابرات الخارجية البريطانية توقعه بحدوث انتفاضة شعبية واسعة تهز أركان تنظيم داعش، وتقضى عليه تماما. وقال باريت إن استراتيجية التنظيم الإرهابى أثبتت فاعليتها حتى الآن، ولكن التحدى الأكبر بالنسبة له هو احتواء الغضب الشعبي، والتعامل مع صعوبات الإدارة لشئون الناس اليومية فى الأقاليم الواسعة التى يسيطر عليها. وأشار إلى أن المنظمات العالمية لاحظت تناقص عدد التكفيريين الذين يلتحقون بتنظيم داعش، لأن بعضهم عادوا إلى بلدانهم، وتحدثوا بسلبية عن تجاربهم. وتابع أن مواقع التواصل الاجتماعى التى يستخدمها التنظيم لنشر دعايته، ستنقلب عليه، لأنه يمارس رقابة وقمعا يراه الناس لا يختلف عن قمع الأنظمة الشمولية الأخري. وأكدت صحيفة «الأوبزرفر» أن الحياة فى مدينة الموصل أكبر المدن التى يسيطر عليها التنظيم تدهورت كثيرا، وأن الكثيرين هجروا المدينة وتركوا المستشفيات والمدارس بلا إدارة.